الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُتوقّع و المُتخيّل 2

موسى راكان موسى

2016 / 5 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع





إن التوتر في المجتمع البحريني بين الجماعات أو الطوائف بغية الحصول على الإمتيازات الإجتماعية أو للمحافظة عليها هو نزوع للقوة إجتماعيا ؛ إلا أنه نزوع لا تفارقي ــ فأي جماعة أو طائفة تكسب إمتيازات كانت لجماعة أو طائفة أخرى لا تؤدي دورا تقويضيا للوضع الإجتماعي ، بل تقوم بالعكس ؛ إذ تعيد إنتاج الوضع الإجتماعي بما يضمن بقاؤه بما هي كائنة فيه [ و إعادة الإنتاج تتخذ هيئة التمرحل أو ما يشبه التمرحل ؛ فإعادة الإنتاج لا يعني مطلقا تكرار مماثلة ، فالتميّز كائن في هذه المعاودة ، إلا أنها ضمن حدود معيّنة هي حدود الوضع الإجتماعي العام ، فإن تجاوزتها دل على تقوّض الوضع الإجتماعي ، بالتالي تقوّض وجودها الكائن فيه ] .

فالحركة العامة (التغيير/الإختلاف) في المجتمع البحريني (إعادة إنتاج الوضع الإجتماعي) هي في الإستبدال ؛ فالجماعة أو الطائفة تحل محل أخرى من حيث التنعّم بالإمتيازات ، أو في وضع المنافسة نفسه ما بين السعي للتنعّم بالإمتيازات و المحافظة على الإمتيازات فيما بينها ــ حركة لا تصاعدية [ لا تقويضية للوضع الإجتماعي ] ، و لا تفارقية [ لا تتجه الفئات لتكون طبقات تتميّز الواحدة منها عن الأخرى ، فهي تتميّز كما هي فئات لا تفترق ضمن طبقة ؛ و أن كانت تتميّز كمستويات ] .

هذا الوضع الإجتماعي بحركته هذه ، جعل حضور الفرد مرتبطا بحضور الجماعة أو الطائفة ، بالتالي فإن إنعدام الفرد هو من إنعدام الجماعة أو الطائفة ؛ هذا المأزق الوجودي بالنسبة للأفراد كأفراد دفعهم للتجاذب في هيئة جماعات أو طوائف ــ و هذا التجاذب لم يدفع للتفارق ، فليس المأزق الوجودي مأزق ذاتي بقدر كونه مأزق في الوجود الإجتماعي ؛ الذي من تمظهراته اللا تفارق ، فتكون بذلك الجماعات أو الطوائف في حالة من التوتر ، رغم إنتماءها للطبقة نفسها ! .


إن الحقيقة و الوهم ليسا الشيء ذاته ، إلا أنها من حيث الأثر [ التأثير ] يتساوان ؛ و هذا هو ما يتيح إمكانية اللبس ، فلو لم يكن بينهما أي نقطة تلاقٍ ، لما كان هناك أي لبس . إلا أن نقاط التلاقي بين الحقيقة و الوهم قد توصِل في بعض الأحايين إلى درجة يكون فيها التمييز بينهما مستحيلا ؛ لأنها نقاط تلاقٍ ، حيث ينعدم الفرق أو نعجز عن إدراك الفرق [ بغض النظر عن آلية الكشف المستعملة أو صحة القضايا المطروحة و جدّيتها ] ــ و يحدث مثل هذا اللبس [ بين الحقيقة و الوهم ] بين الجماعات أو الطوائف هو في اللبس الفعّال ما بين المُتوقّع و المُتخيّل حتى ليكاد ينعدم الفرق بينهما ، إذ هو تمظهر من تمظهرات التوتر في المجتمع البحريني ؛ و رغم الفرق بينهما إلا أنهما يتساوان من حيث الأثر [ التأثير ] ، كما بين الحقيقة و الوهم .


و يمكن القول أن هذا اللبس ما بين المُتوقّع و المُتخيّل يقوم مقام إيديولوجيا الجماعة أو الطائفة في المجتمع البحريني ؛ و هو كافٍ لها ، فلا تحتاج الجماعة أو الطائفة لفكر رصين أو أيديولوجيا فلسفية ، حتى بالنسبة للجماعة أو الطائفة الدينية فما يربطها ليس الفكر الديني ، لكنه التجاذب ــ و لهذا نجد في التحوّل عملية إنتقال [ أو الردة ؛ و هو المفهوم الذي تستعمله بعض الجماعات إن لم يكن كلها ] ، ينتقل فيها المُتحوّل [ أو المُرتد ] من جماعة أو طائفة إلى أخرى ؛ و هذا الأمر غير مُقتصر على الجماعة أو الطائفة الدينية .

# لذلك نجد الفكر إن وُجِدْ [ من حيث الرصانة و العمق الفلسفي ] بين مطرقة اللعنة و سندان اللا مبالاة في المجتمع البحريني ؛ و الفكر إنما إنعكاس للوضع الإجتماعي في ترابط فيه معه ــ فالبلادة و السطحية و الإلتباس هن السائدات الغانمات المُتسيّدات مجانبات للمذهب العملي اللا فلسفي في وجوده المُفرط ؛ فينطبق على هذه الحالة من الفكر (حيث العبث و العدم و العمل يتمازجون) بما يمكن تسميته بـ(( طبائع الإستحمار )) .


و الجماعة أو الطائفة من التوتر تتجاوز الحدود الجغرافية بل و كذلك المنطقية في تملّك ما لا تملكه و ما لا يمكن تملّكه ؛ و الذي يأخذ أشكال من التضامن القبلي أو المذهبي الديني أو الإثني ــ و التوتر بكله ليس محصور بين جماعتين أو طائفتين [ كالسنة و الشيعة مثلا ] في المجتمع البحريني ، و حتما هو ليس كمن يحاول حصره بين (( السكان الأصليين )) و (( المجنسين )) وفق منطق التميّز المثالي ؛ و إن كان تصوير التوتر في هذه الإدعاءات هو جزء من التوتر نفسه بين الجماعات أو الطوائف ، إلا أنه يقوم بالتغطية على التوتر الفعلي الذي هو توتر بين جماعتين أو طائفتين بخصوص إمتيازات معينة ، فيتم إستغلال بقية الجماعات أو الطوائف عن طريق بروباجندا تحشدهم لصالح أن تتنعم إحدى الجماعتين أو الطائفتين بالإمتيازات أو تحافظ عليها [ أو يتم تصوير الأمر على أنه تحالف بين جماعات و طوائف في مقابل تحالف آخر ، و هو فعليا ليس إلا تحالف جماعات أو طوائف لمصلحة جماعة أو طائفة منها ؛ فبقية الجماعات أو الطوائف ضحية بروباجندا تعتمل لمصلحة هذه الجماعة أو الطائفة ــ و هي في هذا كله لا تقوم إلا بإعادة إنتاج الوضع الإجتماعي بما هي كائنة فيه دون تقويض أو تغيير ؛ فما يجري هو إستبدال لا تناقض ، مهما بدا النقد هو السائد في لغة الخطاب بين الجماعات أو الطوائف ] .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق