الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة المجتمع

صلاح الدين مسلم

2016 / 5 / 30
القضية الكردية


تزايدت الأصوات والتحليلات السياسيّة والعسكريّة، وموجات القبول والرفض، والقلق والتفاؤل إثر استهداف قوات سوريا الديمقراطيّة شمال الرقّة، وضجّتْ صفحات الإعلام المرئيّ والمسموع والمقروء بالتناقضات في التحليلات والتلفيقات والحرب الخاصّة التي لم تنشط مثل هذه الفترة في تاريخها، هل يكمن السرّ وراء فشل المشروع التركيّ العثمانيّ الداعشيّ السنّي في المنطقة؟ أيعني هذا نجاح المشروع الكرديّ الديمقراطيّ يا تُرى؟ بما أنّ الحرب باتت مكشوفة بين قطبين رئيسين؛ المجتمع والدولة، الديمقراطيّة التي كشفت زيف الديكتاتوريين الحقيقيّين.
ما يميّز هذه الحملة الأخيرة على الرقّة أنّها حملة مفتوحة على عدّة احتمالات، وهذا ما يميّز بداية النهاية للمشروع الراديكاليّ المتطرّف في المنطقة، وبداية النهاية لتأسيس سوريا ديمقراطيّة تعدّديّة لا مركزيّة فيدراليّة مجتمعيّة، فقد أثبت الصراع بين السلطة والمجتمع لمعانَ نجم المجتمع الذي غيّب عن الساحة دهوراً، وعودته إلى الساحة بقوّة، لطالما كانت الثورات تندلع في التاريخ، وتنطفئ بعد أن يهيمن السلطويّون الجدد عليه.
إنّ إعلان الفيدراليّة في الشمال السوريّ - روج آفا وإعلان الحملة على شمال الرقّة قد أزال اللثام عن ائتلاف قوى الإرهاب مع القومويّة، تلك الوصفة الكماليّة الجديدة المتجدّدة التي لم نرها إلّا في الشرق الأوسط عبر تحالف الدينويّة مع الجنسويّة مع الوضعيّة؛ تلك الوصفة الغريبة التي اقتنع بها الغرب بادئ الأمر، لكنّه تخلّى عنها مرغماً، وبات الغرب يدنو رويداً رويداً من الكرد ومن القضيّة الكرديّة التي كانت موضوعاً شيئاً لا هويّة لها قبل أربعين عاماً، لكنّها بثورة روج آفا تحوّلت إلى محور أساس في المنطقة.
هذا الخطاب التقليديّ لأولئك السذّج الذين توهّموا أنّ الشعب مازال على ديدنه السابق في النكوص والابتعاد عن حقيقته، والذي كان له مريدون قبل ثورة روج آفا، قد اغتيل خطابُهم شرّ اغتيال بعد أن عزَفَ الشعب عن سماع أولئك المطبّلين، أولئك النشّازين الذين سقطت عنهم أوراق التوت.
سايكس بيكو الجديد ما عاد يعرف كيف يرسم خريطته؟ فكلّ ساعة يغيّر من رسم تلك الخريطة، يغيّر من فلسفة النظرة المستقبليّة، فلسفة الكون حيث محلّ رباطه في هذا الشرق المدمّى، وخاصّة في روج آفا، ما يهمّنا في كلّ هذا الحديث أنّ المرونة تكمن في المجتمع، فكلّ هذه المراكز الإستراتيجيّة والعالميّة التي تريد أن تروّض المجتمع، لا تستطيع أن تروّض المجتمع، فهل صار تحطيم المجتمع كتحطيم الذرّة؟ على الرغم من أنّه ينهب ويسلب إرادة المجتمعات، لكنّ هذه المجتمعات تنحو نحو الدفاع الذي لا تستطيع أن تقيسه بمقاييس العلم والمنطق فحسب، فهذه الحملة على شمال الرقّة قد أربكت الجميع، وأربكت المحلّلين العسكريين والسياسيّين، وصار الجميع في بوتقة؛ إمّا الابتعاد عن الواقع والهروب من التحليلات، وإمّا الوقوع في فخّ التحليلات الخاطئة، وبالتالي الابتعاد عن المصداقيّة، لكنّ المعارضة المتلاشية اختارت التلفيقات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء


.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي




.. بمشاركة قادة سياسيين.. آلاف الماليزيين يتظاهرون في العاصمة


.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر




.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن