الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خديجة اصبحت جدة ؟

نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)

2016 / 6 / 2
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بقلم نبيل محمد سمارة
لا اعرف كيف عرفتني خديجة ولا اعرف مدى هذه الذاكرة التي تحمله , نادتني اليوم وملوحة بيدها لي , دنوت منها بأستغراب , وهي تقول لي : ما زلت يا نبيل كما انت ولم يشب شعرك . قلت لها : عفوا منت انت ! قالت : انا خديجة الطالبة التي كنت معك في الصف الثالث والرابع الابتدائي في مدرسة مدينة المدن , حاولت اتذكرها بدقة , واسترجعت ذاكرتي قبل اكثر من ثلاثين عاما , ولكنها نبهتني بعمل هي قامته عندما كنا طلابا , وتذكرتها في الحال .
خديجة ارجعتني الى ايام الطفولة , الى الايام الجميلة , الى ايام كنا غير اصحاب مسؤولية , خديجة هذه الطالبة المشاكسة اصبحت جدة مثلما قالت لي , تزوجت خديجة وهي بصف الرابع اعدادي وتركت المدرسة , لتتفرغ لبيتها واسرتها , ولديها بنتان متزوجتان ولكل منهن اربع اطفال , هكذا حدثتني وبينما انا اتذكر تلك الايام التي مرت علينا وكأنها ثلاث سنوات .
يا خديجة العمر كسكة الموت , نصعده الى الاعلى ثم ننزل منه , هذه هي الحياة يا خديجة , اصبت بألم ودهشة , اااااه يا خديجة الحياة كذبة مثلما قالها لي العم روحي الجابر , لماذا نحن مخدوعين , ولماذا فرحانين والعمر قطار يا خديجة , اااه لو لم اراك , كنت اتمنى ان اتجاهلك .
دخلت بالثاني والاربعين من العمر يا خديجة , ولم اعرف من الحياة شيئا , دخلت بهذا العمر وانا لي ثلاث اولاد اثنان منهم اصبحا شباب , ولم ابني لهما بيتا صغيرا , دخلت بهذا
العمر والحياة مجهولة جدا .
ثم قالت لي : وايضا كان لي شابا استشهد دفاعا عن الوطن .
رحمه الله يا خديجة , وايضا ندعوا الله ان يرحم ما تبقى لنا من العمر ..
- صحيح يا نبيل هل ما زلت تتعلم بالعود
- تركته لأهل العود يا خديجة
مع السلامة - مع السلامة .
هكذا التقينا . وهكذا انتهينا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء صحفي يتناول موضوع المتاجرة بالنساء المغربيات إعلامياً


.. الناشطة الإعلامية والسياسية والنقابية والحقوقية أسماء المران




.. الكاتبة حنان رحاب


.. شهادات لأسرى محررين تعكس سوء الأوضاع في السجون والمعتقلات ال




.. الإعلامية دانيا جمال