الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان .... من وضع طقس الصيام الحالي في الإسلام

عمر سلام
(Omar Sallam)

2016 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رمضان .... من وضع طقس الصيام الحالي في الإسلام
قبل الحديث عن رمضان والصيام لا بد من الحديث عن مفهوم شائع وخاطئ عند المفسرين والفقهاء الذين اتاهوا الناس بتفسيراتهم التي لم تجانب الصواب في أحيان كثيرة.
مفهوم الناسخ والمنسوخ
ان هذا المفهوم هو من أكثر المفاهيم تضليلا في الدين الإسلامي والذي يحمل تناقضات عديدة ولجأ اليه المفسرون والفقهاء للتهرب من التناقضات الموجودة في القران. وللدفاع على من أضاف آيات للقران لغاية معينة او للتغطية عمن وضع لمساته على تأسيس هذا الدين.
سآخذ الجانب المقنع الذي تكلم فيه الكثير من المفسرين عن غير قصد معين.
من تفسير المارتيدي
وقوله: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا (106)
قال بعض أهل الكلام: (مَا نَنْسَخْ) من اللوح المحفوظ (أَوْ نُنْسِهَا): نَدعُها في اللوح.
ومن غريب القران لابن قتيبة
ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها أراد: أو ننسكها. من النسيان. ومن قرأها: «أو ننسأها». بالهمز. أراد: نؤخّرها فلا ننسخها إلى مدة. ومنه النّسيئة في البيع، إنما هو: البيع بالتّأخير. ومنه النّسيء في الشهور، إنما هو: تأخير تحريم «المحرّم».
نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أي بأفضل منها. ومعنى فضلها: سهولتها وخفتها.
ومن تفسير الطبري
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ ثنا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ:
(مَا ننسخ من آية) أما ما نسخ فيما تُرِكَ مِنَ الْقُرْآنِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي تُرِكَ لَمْ يُنَزَّلْ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ ثنا أَسْبَاطٌ عَنِ السُّدِّيِّ: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ. نَسَخَهَا: قَبَضَهَا-قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي قَبَضَهَا.
هذه كانت بعض التفسيرات التي لا تعني الإلغاء بل بالعكس تعني النسك والتوكيد على هذه الآيات. واكدها القران بالآية التالية
وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) الاعراف
فليس من المعقول ان يكون معنى النسخ في الآية الأخيرة هو الإلغاء او تبديل الحكم والا فان الله يناقض نفسه في كتابه ويعتبر الغاء الالواح المكتوبة بخط يده هو هدى ورحمة للعالمين.
اذن النسخ بالمفهوم القرآني هو التوكيد او نسخ من الكتاب المحفوظ ولا تعني اطلاقا الإلغاء. ومن يقول بانه الإلغاء او تبديل الحكم فهو هدفه التلاعب بأحكام القران وكتم الحقيقة الكامنة وراء من هو الواضع الأساسي لأحكام هذا الدين الإسلامي.
كانت المقدمة لأنه بموضوع الصيام هناك اياتان تحددان مفهوم الصيام ومتبوعتان بآية يقول أصحاب التشويش بانها تنسخ ما قبلها.
ان الآيتين التاليتين من سورة البقرة تحددان مفهوم الصيام القرآني
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)
فبذلك تحدد الصيام بانه عدة أيام في الآية الأولى. وهو طوعي في الآية الثانية وليس اجباري. وهو بهذه الطريقة أقرب لصيام الصابئة
من صفحة الموسوعة الحرة
(أما الصوم أو الصيام (صوم ربـّـا) عن (تناول الأطعمة والأشربة) في ديانتنا الصابئية الموحـدة، فهو مقصورا على عدم تناول اللحوم، والامتناع عن تناولها مقيـّدا بأيام محددة ومسماة، ومذكورة، وعددها ثلاثة وثلاثون يوما، موزعة على أيام السنة، وهي تسبق أعيادنا الدينية أو تكون بعـدها، وطلق عليها المبطلات، وهناك من يصنفها بمبطلات خفيفة، ومبطلات ثقيلة، وموزعـّـة بالشكل التالي : 1 ـ شهر شباط الصابئي : (أول ستوا) : خمسة عشرة يوما صيام، بعد العيد الكبير (عيد رأس السنة الصابئية : عيد الكراص) 2 ـ شهـر آدار الصابئي (ميصاي ستوا) : يوم واحـد صيام 3 ـ شهـر نيسـان الصابئي (اخـير ستوا) لايوجد فيه يوم مبـَطـّـل 4 ـ شهـر أيـار الصابئي (أول بهار) : أربعة أيام ضيام قبل العيد الصغير 5 ـ شهـر (ميصاي بهار : سيوان) : لايـوجد فيه يوم مبطـّـل 6 ـ شهـر تـمـّـوز الصابئي : (آخـر بهـار) : ثلاثة أيـّـام صيام 7 ـ شهـر آب الصابئي : (أول گيطا) : لايوجـد فيه يوم مبطـّـل 8 ـ شهـر أيلول الصابئي : (ميصاي گـيطا) خمسة أيام صيام، قـبل عيـد الخليقـة (بـَـنـجا) 9 ـ شهـر تشرين الصابئي (آخـر گيـطا) : يوم واحـد صيام بعـد الـعيد 10 ـ شـهر مشروان : (أوّل بـايز) : لايـوجـد فيه يوم مبطـّـل 11 ـ شهـر كانون الصابئي (ميصاي بايز) يوم واحـد، بعد عيد (اد دهبا اد مانا : عيد صباغة النور) 12 ـ شـهـر (طابيت : أخير بايز) يومان صيام، قبل العيد الكبير)
واليهود يصومون عشرة أيام تنتهي بعيد يوم الغفران وهذا ما حددته الاية بانه أيام معدودات. ومن كتاب عبد الوهاب المسيري (اليهود واليهودية والصهيونية)
(«يوم الغفران» ترجمة للاسم العبري «يوم كيبور». وكلمة «كيبور» من أصل بابلي ومعناها «يطهر». والترجمة الحرفية للعبارة العبرية هي «يوم الكفارة». ويوم الغفران هو في الواقع يوم صوم، ولكنه مع هذا أضيف على أنه عيد، فهو أهم الأيام المقدَّسة عند اليهود على الإطلاق ويقع في العاشر من تشري (فهو، إذن، اليوم الأخير من أيام التكفير أو التوبة العشرة التي تبدأ بعيد رأس السنة وتنتهي بيوم الغفران))
أي ان الصيام في القران هو أيام معدودات وما كانت تتبعه العرب في العصر الاموي ليس طقوس متكاملة وكانت كل منطقة تحدد طقوسها حسب معتقداتها فقسم منهم اتبع صيام الصابئة وقسم اتبع صيام اليهود وان كتابهم المقدس لم يظهر تعاليم واضحة لطقس الدين الذي تحدد لاحقا وتبلور في الدولة العباسية فقسم منهم اتبع صيام الصابئة وقسم اتبع صيام اليهود.
ولعل أبرز حدث يظهر تأثير الصابئة بالأمويين هو انتقال مركز الخلافة الاموية في أواخر عصرها من دمشق الى حران مركز الصابئة في عهد اخر خليفة اموي مروان بن محمد.
وجعل القران الصيام اختياريا وليس اجباريا (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) ولكن الأفضل ان يصوم المرء ولكنه ليس مكرها على ذلك.
ولكن من أضاف الآية التالية والتي تتلو الآيتين السابقتين من سورة البقرة. واعتبرها فقهاء المسلمين انها تزيل الآية التي قبلها وتبدل احكامها. وهذا يتبع السؤال التالي هل تغيرت الطقوس بين العصر الاموي والعصر العباسي بان انتقل العرب من ديانة صابئية متأثرة باليهودية المسيحية الى ديانة متأثرة بالزرادشتية والمانوية، ثم انتهى بها المطاف الى ان تجمع من كل الديانات وتظهر بحلية الإسلام.
فالآية التالية لا تلغي ما قبلها بقدر ما هي إضافات الى الدين الجديد
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)
هذه الآية تدل على انتقال الصيام الى الطريقة الزرادشتية والمانوية وهي صيام شهر كاملا.
ففي المانوية ومن كتاب الفهرست لابن النديم
(فأما الصوم فإذا نزلت الشمس القوس وصار القمر نورا كله يصام يومين لا يفطر بينهما فإذا أهل الهلال يصام يومين لا يفطر بينهما ثم من بعد ذلك يصام إذا صار نوراً يومين في الجدي ثم إذا أهل الهلال ونزلت الشمس الدلو ومضى من الشهر ثمانية أيام يصام حينئذ ثلاثين يوماً يفطر كل يوم عند غروب الشمس والأحد يعظمه عامة المنانية والاثنين يعظمه خواصهم كذا أوجب عليهم مان)
اما عن مفهوم الصيام نفسه فقد عرضه القران بانه الصمت أي صوم عن الكلام ولم يحدد أي مفهوم اخر له.
فمن سورة مريم
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)
فهنا مريم تأكل وتشرب اثناء صيامها من الرطب الساقط من النخلة. ولكنها لا تكلم أحد لأنها صائمة.
اما في باقي الديانات فمفهوم الصيام أكثر وضوحا في كتبهم المقدسة.
معنى رمضان
رمضان لم يكن معروفا في بداية الإسلام كاسم لشهر قمري، وهذا يدل على ان العرب لم يصوموا رمضان في بداية التقويم الهجري، فمن تفسير الطبري
وأما مجاهد فإنه كان يكره أن يقال:"رمضان"، ويقول: لعله اسمٌ من أسماء الله.
من تفسير الطبري
وأما “رمضان"، فإن بعض أهل المعرفة بلغة العرب كان يزعم أنه سمى بذلك لشدة الحرِّ الذي كان يكون فيه، حتى تَرْمَض فيه الفِصَال، كما يقال للشهر الذي يُحجّ فيه “ذو الحجة"، والذي يُرتبع فيه “ربيع الأول، وربيع الآخر".
أي قبل الغاء النسيء كان يأتي بالحر وسمي بشهر الله
ومن المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ان العرب الجنوبيين كان عندهم شهر يسمى شهر الالهة وهو شهر يتقربون منه الى الالهة بالعبادة وتقديم القرابين.
وهو مشابه لشهر رمضان فهو شهر الله. لتقديم الاضحيات والقرابين وليس شهر صيام. والاضحيات والقرابين تقدم بالصيف وعلى هذا الأساس سمي رمضان. حتى اقر لاحقا بانه شهر صيام. واعتقد انه تم ذلك في بداية الدولة العباسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام
بلبل ( 2016 / 6 / 4 - 10:25 )
المسلمون ضحايا دينهم الحنيف هذا الدين الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة الا وقيدهم بها وجعل حياتهم طقوس فالواحد منهم ما ان يصلي صلاة الصبح حتى يبدا التفكير في صلاة الضهر خوفا من فواتها وهكذا على طول النهار وجزء من الليل

اخر الافلام

.. وصول البابا تواضروس الثاني للكاتدرائية المرقسية بالعباسية ل


.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي




.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة




.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟