الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلويون بين الاسدية والطائفية . رد على الدكتور عبدالله تركماني

فارس الأسعد

2016 / 6 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




تمارس السلطة السياسية في العالم الثالث الهيمنة على الشعوب كحق الهي ولا تخرج سلطة الاسد الاب والابن عن هذا الاعتقاد بتكليف دولي "الهي" باعتبار هذه السلطات الحاكمة مختارة من اله ارضي قابع في واشنطن او لندن او موسكو او اله اقليمي يوزع الخيرات والبركات في طهران والرياض
وقد اسند معظم الكتاب السوريين السلطة الاسدية الى الخلفية -الطائفة التي ينحدر منها الاسد بالولادة وليس بالانتماء او الهوية كما يعتقد كثيرون، من ابرز الذين نظروا الى الهيمنة الاسدية على انها مشكلة طائفويةعلوية وليست مشكلة سياسية سورية ودولية هو البروفسور صادق جلال العظم، ولا يبدو الدكنور تركماني في مقاربته للموضوع اي تحليل السلطة الاسدية متاثرا بالدكتور العظم الا بقدر قليل ...

كتب الدكتور عبدالله التركماني مقالا هاما نشره موقع الحوار المتمدن مشكورا بعنوان "الطائفية السياسية وسيرورة الدولة السورية" رأيت ان اتناول بعجالة بعضا من افكار المقال التي ارى ان فيها لبسا على الاقل بالنسبة لي كمتابع للشأن السوري منذ عقدين على الاقل وللطائفة العلوية منذ سنوات خلت. مع العلم اني اتفق مع الدكتور تركماني على ما اتى به في مقاله بما يخص الدولة السورية وهو هام.


يبدأ الدكتور تركماني مقاله مستشهدا بفكرة للدكتور برهان غليون يقول : وفق تعريف د. برهان غليون في كتابه " مسألة الطائفية ومشكلة الأقليات "، فإنّ الطائفية السياسية هي التعبيرات السياسية للدين والتدين، أي الوجود السياسي للطوائف،"
اعتقد ان في التعريف السابق خلطا بين الدين والطائفة والطائفية، فالاخوان المسلمين هم تعبير اسلامي سياسي فهل حركة الاخوان تعبير سياسي عن الاسلام ام الطائفة السنية ؟ وهل هذه الحركة حركة سياسية ام حركة سياسية طائفيةفي حال كونها نعبر عن السنة ؟

يقول الدكتور عبدالله : "لقد انطوت سلطة آل الأسد على تشكيل عصبية علوية سلطوية، عملت على اللعب في التنوع المجتمعي، وتحويله إلى أسوار عازلة بين مكوّناته، وذلك بأن يحظى أبناء الطائفة العلوية بموقعٍ متميزٍ وقياديٍ في المؤسسة العسكرية وفي الأجهزة الأمنية."

في الحقيقة اسس النظام السوري عصبية اسدية مخابراتية على اسس الممانعه والصمود ومواجهة المؤامرة الاسرائبلبة الامريكية المزعومة ضده على العكس كانت الهوية العلوية تتداعى وتتفكك في قسم مهمش من العلويين ربما كان الحيدريون هم الاكثر شعورا بالتهميش في سورية رغم انهم علويين حتى انهم صاروا يشعرون انهم علويين من الدرجة الثالثة او الرابعة وانتشرت فكرة عامة هي ان الكلاذية وتحديدا عائلات الاسد وخلوف شاليش إضافةلتجار دمشق وحلب هم سارقي خيرات سورية وحكامها


يقول الدكتور تركماني :وبذلك كانت الطائفية أداة حكم للبقاء في السلطة " إلى الأبد "، ونزع الصفة العامة للدولة وإنتاج الدولة الخاصة، القائمة على الولاء الشخصي، مع تطييف الركائز الأمنية والعسكرية للنظام. ولكنّ الطائفة العلوية كانت، ولا تزال، أسيرة.

يقع الدكتور تركماني في خطأ شائع وقع فيه قبله البروفسور العظمة الا وهو تناول قضية اجتماعية سياسية تناولا ايديولوجيا مذهبيا . فقضية هيمنة النخبة العلوية الكلاذية على الدولة السورية هي قضية سياسية طبقية وليست طائفية او مذهبية نجدها في كل انظمة الهيمنة العربية من السعودية الى ليبيا والعراق ومصر .... ...

الامر الذي يعود الدكتور تركماني الى الالتفات اليه وتصويبه فيما تلاه من مقاله معقبا ان السلطة ليست علوية لمجرد كونها تحوي على اعداد كبيرة من العلويين "إنّ وجود كثرة من العلويين في المفاصل الحيوية من السلطة ووجود نفوذ كبير لهم في مختلف دوائرها لا يعني أنّ سلطة آل الأسد علوية. فماذا عن وجود أعداد كبيرة، بل نسبة أكبر بكثير من نسبة العلويين إلى مجموع الشعب، في عداد من دخلوا سجون هذه السلطة من المعارضين العلويين ؟ " لكنه كي يثبت ذلك ياتي بقرينه اعتقد انها ضعيفة هنا وخارج السياق حيث يقول "ثم ماذا عن شركاء السلطة من غير العلويين ممن حققوا بنفوذهم وفسادهم ثروات طائلة لا تقل عما حققه النافذون الفاسدون من العلويين -"

في الحقيقة ان ما يعادل فكرة هيمنة عشيرة الاسد - التي هي بالصدفة علوية وربما كانت شيعية او سنية او مسيحية لو كان حاكم سورية ينتمي لأحد هذه الطوائف او الاديان- ما يعادل هذه الفكرة هو كون السلطةالاسدية تحتاج حتما لمن هم غير علويين كي يكتمل بناءها ودورها داخليا واقليميا المرسوم لها . فلا يعقل ان يتم حكم بلد مثل سورية من قبل مجموهة عرقية او طائفة واحدة فلا بد من تعاون فئات عديدة ليتم الامر بسلاسة.

عدى ان الخنوع السوري العام كان امرا ملفتا للانتباه تدعمه المؤسسة الدينية وتبرره، وهو امر ربما لم يكن متوفرا مثلا في الهيمنة الستالينية في الاتحاد السوقيتي واوروبا الشرقية الشيوعية، الامر الذي يجعل الهيمنة الاسدية والصدامية مثلا مطلقة تقارب الهيمنة الالهية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي


.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس




.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد


.. 119-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال