الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يجوز تدمير مدينة كبيرة بقصد إهلاك بعض النمل بها ؟ - من سلسلة كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول )-ج53

نبيل هلال هلال

2016 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وقُدرةُ الله العظيم وعلمُه - سبحانه - يفوقان كثيرا مسألة خَلْق ذلك الكائن الضعيف الجهول - ذلك بحسب الوصف القرآني : "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً " الأحزاب72 ,.." يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً "النساء28. وإن كان قَدْرُ الإنسان على هذا الوصف , فهل يكون تدميره سببا لتدمير الكون كله . ومن منا يزعم صواب تدمير مدينة كبيرة لمجرد قصْد إهلاك عدد من النمل في أحد أركان بيت من بيوتها! تأمل معي وتدبر قول الله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }غافر57 . وهناك عدة "سيناريوهات" لحدوث دمار شامل لكوكبنا أو على الأقل اختفاء الحياة منه : فقد يُجْبَرُ باصطدام ما على تغيير مداره إلى مدار آخر لا يناسب حياة الإنسان ,كأن يقترب من الشمس فيحترق , أو يبتعد عنها فيتجمد , أو قد ينفلت غلافُه الجوي إلى أغوار الفضاء , أو قد يُبتلى بشتاء نووي يبيد الحياة الحيوانية والنباتية. إنّ جهلَنا بحقيقة ما عساه أن يحدث , يدفعنا إلى الظن والتخمين , فإن لم ينته بنا البحث إلى اليقين فربما ذهب بنا إلى الترجيح , وعذرُنا هو أننا نخبط خبط عشواء في غيب مجهول . ولنا أن نتساءل : تُرى هل في الماضي السحيق قُذفت كواكب إلى خارج المجموعة الشمسية بعيدا عن الشمس أو قريبا منها؟ نعم , ربما يكون قد طرأ في الماضي البعيد تغيير على مساريْ كوكبيْ "المريخ" و"أورانوس", ذلك احتمال يضعه الفلكيون في الحسبان. فجميع الكواكب تدور عموديا في مساراتها تقريبا, ولا أحد يدري سبب الدوران الشاذ لكوكب "أورانوس" , إذ يدور في مدار منحرف أفقيا تقريبا , إلا أن يكون قد ارتطم بكوكب ما في مثل حجم الأرض منذ مليارات السنين. " وقد حدث في وقت مبكر من تاريخ الأرض أن ارتطم بها بعض الحطام الفضائي , وكادت تزول كل صور الحياة من فوق سطحها وفي المحيطات , وليس معروفا متى حدث آخر هذه الارتطامات .وثمة سحابة معروفة باسم سحابة ( أُورت) , وهي مستودع من المذنبات التي تزور الأجزاء الداخلية من المجموعة الشمسية أحيانا , لا يمكن رصدها على نحو مباشر وهي تمتد لمسافة تزيد خمسين ألف مرة على المسافة بين الأرض والشمس , وتحتوي على بضعة تريليونات من المذنبات"( المرجع : كريس إيمبي- نهاية كل شيء - ترجمة إيناس المغربي-مراجعة محمد فتحي خضر ) .ويظن بعض العلماء أن للشمس قرينا معتما اسمه "نمسيس" يمكن أن يكون أقرب نجم لنا, إذ يبعد عنا بنحو مئة يوم ضوئي , أي يقع في فنائنا الخلفي , وهذا" النمسيس" يمكن أن يثير اضطرابا في سحابة "أورت" ذات المذنبات , فيجرف الملايين منها إلى منظومتنا الشمسية. وتستغرق رحلة الأرض حول مركز المجرة 200 مليون سنة تقريبا , تظهر خلالها احتمالات أكثر غرابة. إن التاريخ المسجَّل يمتد لمدة عشرة آلاف سنة فحسب - وذلك على أكثر تقدير- وتلك المدة تمثل جزءا من عشرين ألف جزء من زمن دورة الأرض حول مركز مجرتها. لذا فالحياة لم تشهد سوى سويعات قليلة من يوم صيف , وليس لدينا أي خبرة بأغوار الشتاء . يتبع - بتصرف من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24