الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جهاديو الأردن : التنظير للجحيم – ما بعد عملية البقعة

رعد تغوج

2016 / 6 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جهاديو الأردن : التنظير للجحيم – ما بعد عملية البقعة
رعد تغوج
ها وقدْ أزفتْ الآزفة ووضعتْ الحربُ الأوزارها وانتهتْ – أو قاربتْ – المُحاولة الغادرة على المُغادرة، نستخلصُ العِبرَ ونعتبرُ بالخلاصات والدُروس، ونتدارسُ "الأزمة" بمفهومها الفكريّ والثقافيّ والأمنيّ، فُكلها مناهج مُؤطرة لعلوم النزاع الحديثة، التي غدتْ فيها الصراعات والحروب لا تناظرية asymmetric warfare، وأصبحتْ فيها العلاقات المحليّة والإقليميّة والدُوليّة لا تخصعُ للعبة الصفرية zero sum game ، وإنما هي مُركبات مُعقدة غاية التعقيد، ومُركبة أشد التركيب.

قد قامت الثورة في الشؤون العسكريّة revolution in military affairs على الإستفادة القُصوى من فُتوحات العلوم الحديثة، ودُون التورط في الحكم على الإبستمولجيّة الحديثة بأنها من صُنع الحروب والعلوم العسكرية والأمنية، وخصوصاً مجالات الإتصالات والتكنولوجية التواصلية، إلا أنّ الثورة في الشؤون العسكريّة قد تأسستْ على ثلاث ثورات فرعية، هي :
أولاً ثورة المُتناهي في الصغر، وهي المُختصة في الذرة وجزئياتها، والإنشطار ومكوناته، والتي دفعت إلى التوصل للقنابل أولاً، ولثورة النانو المُستحدثة من الذرة، ومن أطياف الكوانتم وما قامت بهُ من فتوحات فيزيائية وكهروضوئية حديثة.
وثايناً قامت الثورة في الشؤون العسكرية على ثورة المُتناهي في الكبر، وهو الكوزموس وعلم الفلك والأطياف الجويّة، وارسال الأقمار الصناعية، ولنذكر أنه في عملية عاصفة الصحراء التي شاركت فيها 39 دولة في تحالف لضرب بغداد، كانت هذه الأخيرة تُحلق فوقها 24 قمرا صناعياً لأغراض التجسس والإستطلاع، وقد ساعدت ثورة "المُتناهي في الكبر" على تطوير التكتيكات الحربية الحديثةن وصوغ أنساق جديدة من النزاعات.
وثالثاً قامت تلك الثورة الأمنية بالإستفادة وتوظيف ثورة "المتُناهي في التواصل" وهي ثورة الإنفودميديا الحديثة، التي أصبحت حروباً افتراضية وهي ما تستخدمه الجماعات الجهادية المُسلحة في الإقليم ، بسبب قابلية الوصول لها accessibility أولاً وتأثيرها القويّ ثانياً.
ما يعنينا هنا هو ثالثة الأثافي في هذه الثورات، فعلى المُستوى التكتيكيّ تسعى الجماعات الجهادية إلى توظيف البروباغندا الإعلامية بشكل هائل، وتصدير تلك البروباعندا إلى الفئات المُستهدفة بوسائل مُبتكرة وبأسلوب هولويووديّ فائق الدقة، مسنودة بنصوص مُؤسسة (بكسر السين) لتلك الخطابات، وهي نصوص دُوغمائية لكنها تلقى ترحيباً من فئات مجتمعية ترى في الأنظمة الحاكمة "طواغيت العصر" بحسب تعبير المقدسيّ، وابتعاداً عن "ملة ابراهيم" (كتاب للمقدسي أيضاً) وتُؤيدُ في عقيدتها القتالية "إدارة التوحش" حتى تعمُ الفوضى ويتحقق قول الرسول : "ستكون فتنةٌ تدع الحليم حيران" اه ، وقتها تأتي مرحلة "إدراة التوحش" وفرز الجبهات إلى فئيتين : باغية ومُبتَغَيَة !
وهذا لا يتأتى إلا بترويج الفتن والتحارب ، وهو التكتيك الدعائي القتالي للجماعات الجهادية، التي تنطلق في استراتيجيتها من سؤال : how to brand jihad ? ....
فشلتْ مُعظم العمليات التي تعرض لها الأردن، وهي عمليات إرهابية بلغ عددها منذ 1973 ما يُقارب 80 عملية إرهابية، بحسب مُؤسسة راند وغيرها، وتصدت الأجهزة الأمنية بضراوة لفئات الردّة التي حاولت النيل من الشعب الآمن أهلهُ، لكن ما تزالُ هُنا خُطوة غاية في الأهمية تتمثل في تصحيح مسار "ملة ابراهيم" في المناهج الدراسية والمواد الإعلامية، وضرورة ادخال المواد الفلسفية والمنطقية لتلك المناهج، وترشيد استخدام الخطاب الديني في الفضائيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال