الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل خلقت حواء من عظمة قضيب آدم ؟

سيلوس العراقي

2016 / 6 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


المعروف أن المرأة قد تم خلقها من ضلع من أضلاع الرجل بحسب رواية الخلق التوراتية الشهيرة:
"فأوقع الرب الاله آدم في نوم عميق، وفيما هو نائم أخذ احدى أضلاعه وسدّ مكانها بلحمٍ. وبنى الرب الأله امرأة من الضلع التي أخذها من آدم، فجاء بها الى آدم". تكوين 2: 21ـ 22 .
هذا لا يعني أنْ كان هناك بجانبهما من رأى عملية الخلق، لأن الرواية ليست إلا قراءة وتأمل بشري تصويري لمحاولة معرفية أولية لكيفية خلق الرجل والمرأة والمخلوقات الأخرى.
فبعد أن خلق الرب الأله الرجلَ بحسب الرواية قام بخلق المرأة من (تصيلع بالعبرية צֵּלָע ) ضلع من أضلاع الرجل.
والسؤال المطروح من قبل بعض الباحثين المعاصرين للكتاب المقدس هو هل حقًا أن التصيلع المقصود هو أحد أضلاع القفص الصدري للرجل ؟
البروفيسورة تزايوني تزيفيت مختصة وباحثة في الأدب الكتابي واللغات السامية في كاليفورنيا، تعتقد أن ترجمة المفردة من العبرية غير دقيق أو غير صحيح، مثلما يؤيد فكرتها بعض آخر من الباحثين والدارسين الكتابيين.
فبحسب أول ترجمة للكتاب المقدس المعروفة بالترجمة السبعينية أنجِزت في أواسط القرن الثالث قبل الميلاد، تمت ترجمة المفردة العبرية تصيلع צֵּלָ֛ע الى πλευράν rib = .
وبالرغم من ذلك، فأن قراءة هادئة وأكثر دقة للمفردة في العبرية في نصّ خلق حواء المرأة من آدم، بامكانها اقتراح أن يكون خلق حواء من جزء أو عضوٍ آخر من آدم، وهو عظمة القضيب os baculum
penis bone, penile bone´-or-os penis
ففي بحثٍ مفصل نشرته البروفسورة اعلاه في مجلة (بي أي آر) في عدد سبتمبر ـ نوفمبر 2015 الماضي، توضح كيف أن المفردة צֵּלָ֛ע التي ترد 41 مرة في الكتاب المقدس لم تتم ترجمتها الى ضلع rib إلا في رواية خلق المرأة. مع أن المفردة في العبرية تعني :طرف أو جانب (من أي شيء).
فتأتي المفردة في سفر الخروج 25: 12 ، 26 : 20 و26 و سفر الملوك الاول 6: 34 بمعنى بجانب بناءٍ أو مذبح،
وتأتي بمعنى بجانب الغرفة في سفر الملوك الاول 6 : 8 وسفر حزقييل 14: 6 .
وتأتي بمعنى طرف أو نتوء في جبلٍ في سفر صموئيل الثاني 16: 13
فتأتي المفردة بمعنى شيء جانبي وفرعي من الهيكل أو الشيء الرئيسي. والمكان الوحيد الذي ينفرد بترجمة العبارة الى rib في علاقة مع جزء من القفص الصدري أو منظومة النخاع الشوكي هو في قصة خلق المرأة. بينما يمكن ان تتم ترجمتها لتعني أي طرفٍ من أطراف آدم. فالمفردة تشير الى الأطراف الجانبية عن محور جسم الانسان : اليدين والرجلين وفي حالة الذكور يضاف اليها القضيب.
ومن الواضح أن طرفًا من هذه الأطراف تنقصه العظمة.
فالذكور من البشر ليس في قضيبهم عظمة، بينما قضيب عدد من الثدييات يحتوي على العظمة.
فتقترح الباحثة الكتابية البروفسورة تزايوني تزيفيت أن يكون قد تم خلق حواء من os baculum عظمة قضيب آدم. ليكون ذلك سببًا أو تعليلاً لعدم وجود العظمة في قضيب الرجل.
علما بأن عظمة القضيب os baculum هي عظمة توجد في القضيب لدى معظم الثدييات، ولا توجد هذه العظمة عن ذكور البشر، وبعض حيوانات الابسوم، الخيليات، الجرابيات، الارنبيات والضباع وغيرها. وهي عظمة تساعد الحيوانات على الترابط الزوجي أثناء عملية الجماع. وتختلف في الحجم والشكل بين انواع الحيوانات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج