الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بكلّ مودة ورحمة أحمل الثمن الاجتماعي وأتحمّله

مزوار محمد سعيد

2016 / 6 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المعاملة هي أساس هام من أسس الحياة، تظهر في كل الميادين والعلاقات، حيث تؤسس لروابط اجتماعية هانئة، وعبرها يرتاح ضمير الفرد، رغم التعامل مع بعض المواقف السيئة أو المجنونة، إلاّ أنّ الفرد ذاته يحمل في جوفه الكثير من القلق، وهي ظروف تدفعه إلى عدم تمكنه من الوجود داخل دائرة تضمن له بعض الراحة.

I. رحلة مكلفة على قطار الروح:
يقلق الإنسان بسبب الكثير من التصرفات، يجد نفسه محتارا أمام هذه الأمور التي تزعجه، فهو يعشق الابتسامة، وصفاء البال، في حين أنّ هذه التبعات لا تجعله في قمة تواجده، لا تجعله مرتاحا، خاصة إن ما تعكّر صفاؤه من خلال بعض المشادات مع من هم حوله، مع من يجعلونه إما سعيدا بمشاركته أفراحهم، أو تعيسا بمشاركته همومهم ومشاكلهم.
عشق الابتسامة يبدأ من الطفولة، لكنّ هذا الوضع المثير لا يتمكن في أية حال من الأحوال أن يحمل في جوفه اقصاء مهما كانت نسبته، للكآبة والانزعاج، هي قضايا متضادة ربما؛ لكنها ليست متغالبة أبدا. علاقة الإنسان بالجزء الشرير لأخيه الإنسان هي بلا شك علاقة تجاذب وقتال، لكنّ هذه الميزة لا تجعله عدوا له عداء واضحا، هي تبني علاقات مضطربة مع مكنونات البشر فيما بينهم، في حين أنهم لا يحملون لغيرهم ما هو أكثر بهاء مما حملوه بينهم. صريحة هي الحيـاة في هذا المجال، حيث تنتقل في حدود الروح بشكل أكثر وضوحا، لم يكن لها من بعد أبعد مما هي عليه وفيه، فتزرع بذورا تحمل في فلقاتها أملا كبيرا، هي غلة وافرة لم يعتد عليها الكثيرون، ومع ذلك هي موجودة.

II. تذاكر القطار التي عليّ دفعها:
منذ صباي تعلّمتُ بأنه لا يوجد أمر أقتنيه بلا مقابل، منذ تلك اللحظة عندما كانت لا تزال البراءة جارتي في الروح، أيقنتُ بأنّ الطموح الكبير يحتاج لدفع ثمن غالي للغاية. لكنّ الغريب أنني أعيش في هذا العالم الذي فرّق بين البشر، فراح بعضهم يعملون بسننه من أجل بلوغ مقامات النبلاء، وراحت البقية تعامل بعضها بشكل وندالي صارخ تحت مظلة النبلاء أيضا.
ليس جرما أن يتعب الفرد من أجل أن ينال مركزا مرموقا، من أجل أن يكون ناجحا، رغم أنني أرى من حولي أنّ الناجحين في الزمن الجزائري –الأنديجاني- هم أناس لا يعلمون أبدا ما معنى "التعب" في سبيل نيل أمر ما، وفق القانون الالهي الذي وضعه في البشر.
غالية جدا الضريبة الروحية وأنت ترغب في وقف النزيف الذي أصاب روحك منذ ولادتها في العالم الجزائري –الأنديجاني-، هو صعب جدا، أن يتحمّل الفرد ألغازه المعيشية، حيث يعبث به العبث بشكل مراوغ، لكنني وسط النار أؤمن بأنّ الذهب يزداد صفاء حين يتعرض لمزيد من اللهب.
قد تصبح وزيرا بمكالمة هاتفية مثلا، لكنك لن تشعر أبدا بشعور الوزير، أعلم أنك ستمتلك نفس الامكانيات التي تجعل صورتك أمام العالم وكأنها صورة "وزير لامع"، فهناك إمبراطوريات متوحشة تلمّع صور البشر وتغسلهــا في أذهان الجماهير، ومع ذلك لن ترى أنت ذاتك هذه الصورة اللامعة، لأنّ الصور البشرية هي ذات جانب وجداني أيضا، حيث يمتزج الشعور مع الفيزيولوجيا.
أذكر جيّدا أنّ أبي وأنا صغير كان يكافئني بقطع الحلوى حينما كنت أساعده بواسطة علبة صغيرة على جمع الزيتون في موسم نضجه، كما أنّه كان يحرص على أن يجعلني سعيدا جدا باحضار المكافأة التي يكون قد وعدني بها في حالة نجاحي في اختبارات الصف الدراسي؛ فهذه التصرفات وغيرها كثير، علّمتني بأنّه لا يوجد طموح بلا جدّ وتعب، بلا ثمن.
([email protected])








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة