الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة تحت القبة ... عودة الفتى الظال

رعد تغوج

2016 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الجبهة تحت القبة ... عودة الفتى الظال
رعد تغوج
خارج منصب رئاسة الحُكومة وبعيداً عنْ السُلطة التنفيذيّة، ودُونَ أنْ يكون لكلامهُ سِوى تأويل أمنيّ مُحدد، ردَّ معروف البخيت على مُراد العضايلة حينَ استثار الأخير قضية أن البُنيّة الأمنيّة العميقة في الدولة تُكرسُ الفئويّة والهوية الفرعيّة، وهي مُحاولة خطابيّة تعزف على نفس الوتر الرُومانسيّ الرث، قال البخيت وقتها : لماذا عقدتْ الجبهة اجتماعاً سرياً إثر تعيين الملك لعربيات في مجلس الأعيان، وجرتْ المُداولة (داخل التنظيم السريّ) بأخذ مشورة "المُرشد" في مصر، ويُضيف البخيت ذو المَرجعيّة الأمنيّة والإستراتيجيّة بأن "الجبهة" أسمتْ هذه المُداولة (الخارجة عن قوانين المملكة) ب "المُناصحة" ، بَينما تتهمُ الجبهة الحكومة والنظام بمُمارسة الهويّة الفرعيّة!!

تَزدهرُ الأنشطة السريّة للتنظيم قُبيل كلُّ مُحاولة لهَا في الخروج الجَماهيريّ (مثل المُظاهرات الكبيرة والإنتخابات والبيانات وغيرهَا) في مُدوالة قضية تَدخل الحكومة والأذرع الامنيّة في عمل الجبهة، وتبدأ وقتَها ترويج رسالة إعلاميّة مَفادُهَا أن الحكومة والمُخابرات تتدخلُ عبر أذرعها في الجبهة، وبعيداً عن مسك الحقيقة وإلتقاطها في مثل هذه الظروف، إلا أن رصد المعلومات يُتيحُ للمُحلل أن يلاحظ التغير في أجندة الإسلاميين واهتمامات "الدائرة" في نفس الوقت خلال الأربعة عقود الأخيرة.

كانَ شُغل الدائرة الشاغل في ما قبل الثمنينيات مُنحصرٌ في الشيوعيين والبعثيين والخطاب اليساريّ بكلِّ أطيافهِ الأيديولوجيّة والسياسيّة والحزبيّة، ومع سقوط الدُب الأحمر الكبير، وأفول خطاب اليسار العربيّ امام اندياح موجة الإسلام السياسيّ، وتأثر اخوان الداخل بنظيرهم في مِصر عُقب افراج السادات عن مساجين الإسلام السياسيّ واعطائهم منابرَ ومنصات واسعة لمُمارسة خطابهم في مُحاولة مِنهُ لضرب الحُقبة الناصريّة ذات الطموحات اليساريّة.

تزامنَ ذلك مع بروز ظاهرة "الأفغان العرب" رداً وضداً للإجتياح السوفيتيّ لأفغنستان، وتداعيات هذه الظاهرة على دُول الإقليم، ومنها الأردن، التي بدأت فيها البُنية الأمنيّة العميقة في التطور ومُواكبة المُستحدثات الإستراتيجيّة، مع وجود كاريزما ساهمتْ في هذا التدشين، وهي كاريزما الحُسين الذي تعرضَ أكثر من غيرهِ للمؤامرات والدسائس والكمائن، مما أكسبهُ خبرة في إدارة الأزمات والنزاعات بحنكة ومهارة بارعة.

تعرضتْ المملكة لما يزيد عن 80 عملية إرهابية، حسب مؤسسة راند، عدا عن "الحرب الأهليّة" التي نشبت في أيلول من عام 1970، وجميع هذه العمليات الإرهابيّة هي من الإسلاميين والجهاديين على وجه التحديد، ومن هنا بدأ التحول في اهتمامات "الدائرة" واستجابتها السريعة لإفرازات البيئة الإستراتيجيّة المُتحولة باستمرار، وأصبح "ملف الإسلاميين" ملفاً أمنياً في الدرجة الأولى.

قد لا تكون أجندة "الأخوان" مُخيفة في الأردن مِثلما هو الحال مصر أو غيرها، لكن المُناكفة السياسيّة الطويلة تُعيق تطبيق السياسات الحكوميّة، وهذا شأنٌ حكوميّ وليس أمنيّ، لكن مناهج الأخوان التعليميّة تنتهي إلى "تدعيش" الأغرار، وفي قصة "أبو البراء" الذي غادر الجبهة مُلتحقاً بتنظيم الدولة في سوريا أمثولة على خطورة الجبهة التي ما جددتْ ولا كانَ لمُبدعيها أن يُجددوا مناهجها الدينية والتعليميّة.

أفرز الربيع العربيّ أنماطاً هجينة من التهديدات العملياتيّة التي تؤرق أروقة البُنية الأمنية العميقة في المملكة، هذه الأنماط لا يستطيع المنظور الأمنيّ التقليديّ التنبؤ بها prediction أو تتبعها tracing .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال