الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام البعثيّ وروج آفا

صلاح الدين مسلم

2016 / 6 / 15
القضية الكردية


بعد أن وصلت الشعوب الكرديّة والعربيّة والسريانية والتركمانيّة إلى ما وصلوا إليه من مكتسبات وانتصارات في روج آفا والشمال السوريّ عامّة، بفضل الشعوب التي تعيش على هذه الأرض فحسْب دون فضْل أو مِنّة من النظام البعثيّ الذي أراد أبداً نسب هذه الانتصارات إليه، عبر تصريحات بثينة شعبان مستشارة الرئيس التي صرّحت دون خجل أنّ وحدات حماية الشعب جزء من الجيش العربيّ السوريّ الذي قصف مرّات ومرّات الشيخ مقصود والأشرفية المنطقتين ذي الغالبيّة الكرديّة، بعد معارك عنيفة في الحسكة وقامشلو، وقصف ديريك، وباتت تروّج سرّاً ومن خلال ألاعيبها على أنّ الكرد شبيحة النظام السوريّ.
لقد ظلّ النظام المهيمن يدعم هذه الفصائل الإسلاميّة بالأسلحة والمال، من خلال الأطراف السنّيّة التي جيّشتها لتموّل هذه الحرب القذرة، ولتدرأ السعودية وتركيا وإيران شبح الحرب عن دولتها، فآثرت نقل ساحة المعركة إلى سوريا، وبعد أن ظهرت أنياب النظام البعثيّ إثر تمدّده في بعض المناطق بفضل الطيران الروسيّ، ظهر وزير خارجيّة النظام السوريّ؛ وليد المعلّم وكأنّه المنتصر في الحلبة، فأراد أن يكشف عن نواياه تجاه الشعب الكرديّ.
لقد صرّح الأسد قبل سنتين أنّه سيستعيد الرقة لكنّه خسر مدناً أخرى كتدمر وإدلب، كما قال أردوغان: لن نسمح بكذا وكذا، لكنّه خدع أولئك المعارضين العرب والكرد على السواء ومازال يبيعهم الهواء، فقد استطاعت ثورة روج آفا أن تفضح أولئك المقنّعين وتكشف ألاعيبهم، فالنظام البعثيّ وأردوغان كانا متّفقين على وصف هذه الثورة بثورة التشبيح والولاء للنظام السوريّ، لكنّ المجتمع في روج آفا بات يُدرك حقيقة الخطّ الثالث الذي يقول: "لن نرضخ لأحد، وسنحارب من يعتدي علينا، ولا ناقة ولا جمل لنا بصراع الدول ومصالحها..."
فلا ناقة ولا جمل لهذا الشعب المسالم لهذه اللعبة الدولتيّة القذرة، فمعارضة الائتلاف لا تتنازل عن تنحّي الأسد، واختصار النظام في شخصه، والنظام الذي لا يقبل النقاش في هذه المسألة، دون أن يدركا أنّ نقاشاتهم تؤدّي إلى استشهاد مئات الآلاف وتهجير الملايين، وتخريب للاقتصاد السوريّ وتدمير للبنية التحتيّة، في هذه المعمعة أعادت روج آفا مؤسّسات المجتمع، وأعادت كينونة الإنسان المحروم من الحياة الحرّة، فكلّ مكان تطؤوه قوّات سوريا الديمقراطيّة، يرى المواطنون الفرق بين هذه الذهنيّة والذهنيّة السابقة، لذلك لا يهدأ أردوغان في تعكير صفو هذا المجتمع بضرب عفرين مرّة وضرب الشيخ مقصود وكرى سبي...
لقد جاء صوت وليد المعلم المدوّي؛ (إنّ شعبنا سيرفض أي محاولات للتقسيم)، (ونحن السوريين نرفض الحديث عن الفيدرالية ونؤكّد على وحدة سورية( في إشارة واضحة إلى روج آفا التي لا تأبه لزعبراته، فهو لا يقبل الحوار حول الانتخابات الرئاسيّة، ويتحدّث بصوت لا يقبل الحوار مع الائتلاف الهزيل، ويرضى بالمباحثات مع الطرف الضعيف الذي لا يمتلك إلّا الهواء، في حين تخرج أصوات تنعق هنا وهناك من النظام البعثيّ قائلة: إنّ النظام سيتفرّغ للكرد بعد أن ينتهي من مشروعه مع الائتلاف أزالهما الله على وجه الأرض، وكان ردّ دي ميستورا واضحاً على هذه التصريحات، بأنّ الخطّة موضوعة سلفاً، وسوريا تواجه لحظة الحقيقة، ولا بديل عن الحلّ السياسيّ، وإلّا سيرسل الملفّ إلى مجلس الأمن في الأمم المتّحدة، وهو اتّفاق روسيّ أميركيّ حول هذا الموضوع.
إنّهم لا يقرؤون الشرق الأوسط بشكل صحيح، على المعلم وغيره من الدولتيين إعادة النظر في الدولة القوميّة التي انهارت مع سقوط صدّام حسين، والتي ستجهز عليها بفضل الكرد في المعقل الإرهابي في قصر السلطان الجديد في أنقرة، ومعادلة الكرد هي معادلة الحلّ الوحيدة للباحثين عن الحلّ بالسلم والوِفاق، أو الحرب، وقد أثبت الكرد أنّهم جاهزون لها، ولن تتخلّى مكوّنات روج آفا عن أيّ مكتسب حصلوا عليه، فقد أدركوا معنى الحياة الحرّة، وثورة روج آفا هي الوحيدة التي تجسّد ثورة الحقيقة، والفيدراليّة المجتمعيّة آتية لا ريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأميركي جو بايدن يتخذ مجموعة من الخطوات لتشريع أوضاع


.. شاهد: ضرائب جديدة تشعل موجة غضب في كينيا واعتقال العشرات




.. اعتقالات وإصابات خلال فض مظاهرة أمام منزل نتنياهو بالقدس الغ


.. المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة يحذر من أن الوض




.. تدابير جديدة من بايدن لتسهيل أوضاع آلاف المهاجرين