الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
القرار و مزبلة النسيان…
عبد المجيد طعام
2016 / 6 / 17العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"حينما يقول الزوج لزوجته " أحبك" تسمو الحياة في عينيها و تنفتح أكثر على الجمال و العشق و حينما تقول الزوجة لزوجها " أحبك" ، تبرق عيناه فيبدع أحلى كلمات الحب … تأسرهما الرغبة ويستسلمان معا لقبلات الوفاء وتسري في أوصالهما نشوة اللذة و تضيق المسافات ليصبحا كائنا واحدا ….لا يتكلم إلا لغة الحب … " ضحكت الحاجة صفية ضحكة ماكرة و قالت لصديقتها الحاجة فتح الزهر : " آه… لقد كبرنا على هذه الأمور يا الحاجة.."
لم تعد تخفي الحاجة فتح الزهر ارتياحها و إحساسها بالسعادة و إن لم تتخلص بعد من كل ذكرياتها الأليمة التي أصبحت تبدو لها كفيلم قديم من فصيلة الأسود و الأبيض …. تزوجها " الحاج لكبير" و هي طفلة قاصر ..لا تعرف بعد معـــــنى مؤسســـــة الزواج و مسؤولياتها ، وجدت رجلا غريبا يقاسمها الفراش ، احتارت في بداية عهدها به هل تناديه " عمي لكبير أو لكبير فقط" كان يقودها يوميا نحو السرير الفسيح ، يداعبها ، يلاعبها إلى أن تشعر بالأنس والأمان فيؤلمها ، كانت تخاف أن تستلقي على السرير و كان جسد الحاج لكبير يرعبها ، لأن كل ما فيه كبير و غليظ .
كانت الحاجة فتح الزهر تعيش على وقع يوميات الاغتصاب حتى اعتقدت أنها خلقت ليغتصبها كل ليـلة و قبل آذان الفجر رجل يكبرها سنا ، و اعتقدت أيضا أنها خلقت للإنجاب فقط .. كلما ولدت له ولدا أحس الحاج لكبير باكتمال فحولته فيزداد فيه عنف الاغتصاب و يكبر فيها الألم.
كبر الأولاد و كان عددهم ثمانية ، تزوجوا و رحلوا بعيدا ، ثم رحل الحاج لكبير إلى جوار ربه و بقيت الحاجة فتح الزهر وحيدة، رفضت أن تبكي أيامها الأليمة وأن تجتر معاناتها و قررت أن تغير قدرها ، التحقت بمؤسسة لمحو الأمية ،تعلمت الحروف و الكلمـــــات و الجمل و نمت بداخلها الأسئلة المحرجة .
في يوم ماطر حملت محفظتها و اتجهت إلى المدرسة، في الطريق صادفت رجلا و قد أقبل على عقده السادس، لم تمانع أن يقاسمها المظلة ،تجاذبت معه أطراف الحديث و ترافقا معا إلى المدرسة ، منذ ذلك اليوم لم تفترق عن " السي لمنور" ، جمعهما سقف واحد تبادلا تحته قبلات العشق ولذة العناق التي لم تشعر بها أبدا مع الحاج لكبير… فقررت أن تلقي به في مزبلة النسيان…
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم
.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله
.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط
.. 102-Al-Baqarah
.. 103-Al-Baqarah