الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساحة الاختيار ,,, والانتخابات

سلمان محمد شناوة

2005 / 12 / 12
المجتمع المدني


الانتخابات العراقية على الابواب ,, وجميع القوائم تًسوًق لنفسها كيفما شاءت , ,البعض استخدم الدين رداء له واخذ ينشر دعايته الانتخابية من خلال الحاجة الى غطاء شيعى لمنطقة عانت طويلا من الاستبداد , والبعض الاخر استخدم القوية الكردية رداء له لقوية عانت طويلا من استبداد الاخر , والبعض اخذ بدعاوى انسحاب المحتل والدعوة الى العودة الى السلف ,

بغض النظر عن هذا او ذاك , الا اننا وبدعوتنا فى بداية سقوط النظام الى الدولة العلمانية وبناء دولة المؤسسات القانونية , ودولة القانون التي لاتفرقه فيها على اساس الدين او المذهب او اللون او العرق ,,
نتساءل بدورنا وفى ظل هذه الانتخابات وهى انتخابات جوهرية لانها تدعو الى حكومة دائمة لمدة معينة طويلة نسبيا وليست مدة قصيرة ,, نتساءل ماهى مساحة الحرية فى الانتخاب للمواطن العراقي ,

بداية المواطن العراقى فى الجنوب الذى يرى بعينه ان هناك حرب ابادة للشيعة فى المناطق السنية , وان القيادات السنية لا تتحرك لوقف المجازر للمواطن الشيعي , يجد نفسه يتراجع عن الافكار العلمانية وحرية الفردية , وحرية تقرير المصير , مقابل اولئك الذين يوفرون له الامن النسبي وليس الكلي , فيتراجع مضطرا وليس راغبا الى المجموع الذى يوفر له الامن , وهم ابناء طائفته , وبهذه الحالة نجد انتصار الجانب المتشدد والمحافظ فى المجتمع على الجانب الحر العلماني المتحرر. ونحن نرى كيف يستخدم المرشح الشيعي القوى فى الجنوب لورقة السيستاني ,,فى الانتخاب ,, وكذلك استخدم الورقة الدينية بقوة بحيث ظهرت اكثر من مرة ان الترشيح لهذه القائمة سيكون مبرء للذمة ,, ولا ابراء للذمة الا بهذا الاختيار ,

كذلك نجد ان ابناء الوسط وهم يجدون ان هناك حرب اغتيالات للنخب السنية بحجة اجتثاث البعث او غيرها من الحجج ,, وان جماعات الجنوب او الشمال فى مسيرة تاكيد الذات من خلال توافق شيعي وكردى على بناء مؤسسات الفدرالية لحماية النفس قبل حماية كيان دولة لم يبقى منها سوى اسم نحافظ عليه قدر الامكان ,, ويجدون انهم بصورة او اخرى مسئوليين عن مسميات المقاومة فى العراق وفى ظنهم انهم الوحيدون الذين يدعون الى خروج المحتل ,, وان هناك الكثير من الجماعات المسلحة التي باتت ترتكب المجازر باسمهم وهم منها براء , الا انهم لا يتحركون لوقف المجازر ,,
باتت كثير من النخب الوطنية والعلمانية تتراجع الى الصوت الخلفي وصوتها بات يخفت ,, ويعلوا مكانها صوت السني المتشدد الذى يرى بالكل خونة وروافض ومرتدين يجب قتلهم , اما المواطن العادى صاحب صوت الانتخاب يجد نفسه مجبرا لترشيح هذا الجانب المتشدد ,, والتوقف عن تأيد كل الاتجاهات العلمانية والتحريرية فى البلد ,, ويبقى جانب الامن مهما جدا ,, لانه اولا واخيرا مرتبط بباقى المجموع الذى بات يتجه جبرا الى التشدد ,, فتختفى مساحات حرية الانتخاب للشارع السني ,, مثلما اختفت حرية الاختار للشارع السني ,

وفى الشارع الكردي نجد ان كل الجموع الكردية توافقت حول القومية الكردية سواء سنة او شيعة حول زعاماتها الكردية فى سبيل بناء الدولة داخل الدولة ,, حتي ياتي دولة الاستقلال ,, ولا اختلاف بين اثنين ان 90% من الشعب الكردى ان لم يكن باكمله سيكون خلف زعامته الكردية ,, نجد هنا ان الزعامات الكردية هي اصلا علمانية ,, ولكن عملية الانتخاب محسومة مسبقا ,

باقى الاحزاب ,, علاوى وان كان حزبا علمانيا يجمع بين اطياف المجتمع العراقي , لكن ماذا يفعل مع القوة الكبيرة للشيعة فى الجنوب والسنة فى الوسط والاكراد فى الشمال , وهو صاحب سابقة فى الحكم العراقي بعد سقوط النظام لم تكن ابدا حميدة , وسلبياتها اكثر من فؤائدها , ويكفى الفضائح التي واكبت هذه التجربة ,, والذاكرة العراقية لا تنسي ابدا ,,

اما الحزب الشيوعي فهو حزب اشبه بالنائم ,, لا يتحرك سوى لجترار الالام الماضى وتمجيد الشهداء الذين سقطوا خلال الستينات والسبعينات , وهو عمليا حزب اختفى من الساحة من منتصف الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي , فلا مستقبل له فهو فى لحظة الاحتظار , وكل الذى يفعله هو صحوة الموت الاخيرة , ولا يستطيع سوى الانضواء تحت رداء هذه القائمة او تلك , وبعدما كان قائدا اصبح منقادا ,

اما باقى الاحزاب العراقية ,, فلا امل لها امام الاتجاهات القوية الثلاثة فى العراق ,, فكان النتيجة والتنافس محصول بين الثلاثة الاقوياء ,, ونتيجة الانتخابات هو حصول تسوية بين هؤلاء الثلاثة على شكل الحكم القادم ,, وكل الذى يحدث هو اظهار القوة بين هذا او ذاك حتي يستطيع هذا الحصول على اكبر غنائم او يحصل ذاك على اكبر تنازلات ,, وبالتالى يحدث التوافق على شكل الحكم ,,

اما المواطن العراقي ,, فهو مجبور على التصويت هنا او هناك ,, ولا مساحة حرية له فى الاختيار ,, وان حريته فى الاختيار هي اجبار فى حقيقة الامر , انما مغلف برداء الاختيار , وما هذا الذى كنا الذى نريده فى بناء مؤسسات القانون وحرية العراق الفردية , والتحرر من كل هذا الارث والمحاولة للتقدم للامام ,,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان يدين موجة العنف ضد اللاجئين السوريين ويلقي باللائمة


.. ألمانيا والسويد تعتقلان سوريين يشتبه بتورطهم بجرائم حرب




.. بريطانيا تحاول عرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية.. ما القصة


.. نقل أطفال مصابين في القصف الإسرائيلي على مدرسة النازحين في خ




.. In defence of free expression and peaceful assembly in solid