الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
«لو كان محمدٌ حياً لزوّج المثليين».. شريعة البلاي بوي عند إمام مثلي
حمودة إسماعيلي
2016 / 6 / 18العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

طالما حاول رجال الدين مسايرة الواقع المتغّير عبر صياغات تأويلية للنصوص تلائم المعطيات المتغيّرة. لكن ذلك في حدود، يصعب ملامسة النصوص الدينية لجُل المعطيات الواقعية بغية توافق تأويلي، ذلك ما يميز مرونة الفلسفة عن علم اللاهوت. وإن كانت الفلسفة تنطلق نحو أفق ذاتي، فإن علم اللاهوت محصور بإطار تصوُّري : الخضوع لصياغة جماعية، لا فناً خاصا بالذات.
الإسلام يقف مجازيا على شفا هاوية : كل ما يخرج عن تعاليم الإسلام يسقط بالهاوية، ولا وفاق مع الهاوية. أبرز إشكالية بالأديان السماوية هي الجنس، لذلك فحينما يتعلق الأمر بالتوسّع الجنساني فالمثلية نقطة سوداء. لا مرجعية تُخضعها لتأويل توافقي دون توبة/تخلّي.
بعد الهجمة الإرهابية التي تعرضها لها الملهى الليلي (الخاص بالمثليين) بمدينة أورلاندو في الولايات المتحدة، وتبنّتها الدولة الإسلامية، أعيد فتح النقاش حول النزاع بين الأصول الإسلامية والحقوق المثلية. ذكّرت صحيفة فرنسية (لو پوان) الإمام لودوفيك محمد زاهد (ذو الأصول الجزائرية) والذي يُعتبر ظاهرة حداثية باعتباره أول إمام يتزوج رجلاً علانية بناء على الشريعة الإسلامية! ذكّرته بتصريحه السابق الذي جاء فيه أن محمدا نبي الإسلام لو عايش المعطيات الحالية لقام بمباركة زواج المثليين. ومرد الإمام لهذا التصريح هي "الأحاديث التي تتعلق بحماية النبي للمخنثين، وعدم تستّر نسائه أمامهم نظرا لعدم نزوعهم الجنسي نحو النساء".
من المعلوم أن الثقافة الإسلامية كانت متسامحة مع المثلية الجنسية، هناك أقاويل متعددة عن علاقات الأمراء الإسلاميين، قصائد شهيرة في التغني بالمثلية. لكن يجب ألاّ نغفل على أن التسامح يختلف عن التوافق، تسامحت الثقافة الإسلامية سواء عند العباسيين أو العثمانيين كـ"غض للنظر" عن الأمر، ولكن لم تتوافق نصوص الإسلام أبداً مع المثلية كحق تشريعي. زيادة على أن المثليين ليسوا دائما مخنثين/شبه نساء كما تناولهم التراث، هناك من هم ظاهريا أكثر رجولة من الرجال.
ذهب الإمام إلى أكثر من ذلك مدافعا عن رؤيته، بنفيه أن يكون القرآن قد تعرّض للمثلية، وكما جاء بتصريحه على جريدة الليبيراسيون "ليس هناك ذكر للمثلية بالقرآن، هناك آيات تتعلق بالجنس بين الرجال، غير أنها ترمز لصراع بني إسرائيل مع سودوم (قوم لوط)، هؤلاء ليسوا مثليين، بل يُنظر لهم كقراصنة، لصوص، مغتصبين... القرآن جرّم الممارسات العدوانية لسودوم، وليس المثلية، التي لطالما كانت موجودة".
جاء بسورة الأعراف : "إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ"(آية 81)؛ وبسورة النمل : "أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ"(آية 55). الجرم هنا متعلّق بـ"نوعية الشهوة" في تحريم النص القرآني، فـ"الشهوة المثلية" إسراف (تجاوز للحد الطبيعي) وجهل (بالأصول الجنسية)، وحتى يضع الإسلام حداً للجدل، أطلق الممارسة الجنسية للرجل بغير الفرج "لواطة" حتى لو كانت مع امرأة، اشتقاقا من "قوم لوط" كتأكيد على ممارساتهم المحرّمة.
العلم والطب النفسي مفروغ من هذه المسألة الجدلية، هناك شد وجذب بالقوانين الوضعية حسب المرجعيات الأيديولوجية والاقتصادية للدول (ليس هناك إشكالية بالدول المنفتحة ثقافيا والمزدهرة اقتصاديا، البعيدة عن أرثوذكسية روسيا!). أما من جانب الدين ـ خاصة الإسلام ـ وهو ربما ما لم يستوعبه الإمام : أن تقديم النبي محمد كمبارك لزواج المثليين لا يختلف (بنظر المسلمين) عن تصويره برسم كاريكاتوري. وحتى إذا افترضنا تقبل المسلمين لهذا المعطى التأويلي، سنقع مباشرة في خلافات لامنتهية حول صلاحية زواج الرجل المسلم من الرجل المسيحي، وتحريم أخذ اليهودي كشريك إلخ مما يزيد الطين بلّة.
لحماية المثليين من الفاشية الإسلامية العدوانية (كما يراها الإمام في كل رؤية رجعية تحارب المثلية)، يجب على الطريق أن يأخذ المسار السياسي كاعتراف قانوني، وليس كهرطقة آيفونية لنصوص الإسلام، الأمر الذي يعرّض هذه الفئة لسخرية أكبر، طالما أن الداعي/المدافع هنا ينطلق من مرجعية تنفي عنه هو نفسه العقل! بما أنه مغفّل بنظر مجمع الأزهر : أهم سلطة تأويلية عند المسلمين (غير الشيعة).
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - عندما عاش محمد نص على تجريحم الشذوذ
عبد الله اغونان
(
2016 / 6 / 19 - 03:47
)
في ايات قرانية صريحة تنسب لقوم لوط الشذوذ وتدينهم وبينت عقابهم
وهناك احاديث شريفة صريحة تعتبرها من الكبائر
ولاقيمة لتأويلات --امام -- فاسق باع دينه بدنياه
.. تماذاقلب اكتشاف النحاس تاريخالبشرية؟

.. خروج جثمان أحمد عامر من المسجد لتشييع جثمانه لمثواه الأخير

.. فرنسا: مدرسة -نوتردام دو بيتارام- الكاثوليكية.. ممارسات وحشي

.. الزعيم الروحي التيبتي الدالاي لاما يعلن عن خليفته بعد وفاته

.. هل المقصود هو ترامب؟ فتوى إيرانية تثير الجدل: -من يهدد خامنئ
