الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون و حرية التعبير

زوهير المشردل
كاتب وباحث

(Zouheir Mucherlight)

2016 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العقل الاسلامي لازال غير قادر على الانسجام مع تطور الافكار والخطابات المعارضة والمنتقدة للدين. في العصور القديمة و تحت حكم الخلافة و الشريعة الاسلامية كانت تتم معاقبة و تعذيب و قتل كل من حاول ان يعبر عن افكاره و من خالفهم الرأي اتجاه الدين الاسلامي، و لحد الان لا زالت الاغلبيات المسلمة تستمر في ملاحقة الكتاب و النقاد و الفلاسفة و السياسيين يتهديدهم بالضرب والقتل و منع النقاش والشك و اتهامهم بالارتداد عن الإسلام، وهذه طريقة فعالة جدا لمنع نقد الدين والتسليم به.
في السنوات الأخيرة حكمت محكمة سعودية على الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بالإعدام بتهمة الردة، و لكن بعد حملة دولية شارك فيها مئات الكتاب تضامنا مع الشاعر الفلسطيني، أصبح الحكم 8 سنوات و 800 جلدة. قضية الشاعر أشرف فياض تتضمن دلالات متعددة على عيوب و غياب احترام الرأي المخالف و حرية التعبير في دول العالم الإسلامي. كما حكم ايضا على المدون و الناشط في مجال حقوق الإنسان رائف البدوي بتهمة الإساءة لخرافات الدين الإسلامي وبحكم نهائي بسجن رائف 10 سنوات، وجلده 1000 جلدة، وتغريمه مليون ريال، ومنعه من السفر والظهور الإعلامي والكتابة لمدة عشر سنوات بعد خروجه من السجن، و بدلاً من حماية حق المواطنين السعوديين في حرية التعبير، قامت الحكومة السعودية بمعاقبة حمزة كشغري و رائف بدوي واشرف فباض، وتخويف الآخرين الذين قد يجرؤون على مناقشة مسائل الدين.
و قد شاهد العالم كله الأحداث التي وقعت بداية سنة 2015 في فرنسا و الهجوم الذي تعرض له مقر الصحيفة الساخرة شارلي إيبدو، و قد انتهى الهجوم بقتل 12 شخصا، بينهم ثمانية أعضاء من مكتب تحرير الصحيفة. تعرضت شارلي إيبدو للهجوم الارهابي لنشرها لرسومات كاريكاتورية عن النبي محمد، و جاء هذا الهجوم المروع كثأر للنبي محمد بقتل العديد من الأرواح. هنا نرى همجية الفكر الديني المنغلق و مواجهة القلم بالسيف و السلاح.
كذلك الصوماليةُ المولد أيان حرسي علي ذات الـ45 عاما. أيان حرسي، وهي ناقدة للإسلام، تعيش تحت حماية الشرطة منذ عشرة أعوام بعدما كتبت النص للفيلم الذي أخرجه الهولندي Theo van Gogh والذي كلفه حياتَه. نشأت أيان كمسلمة في أفريقيا والسعودية، وفي عام 1992 هربت إلى هولندا وتركت دين الطفولة. ومنذ عام 2006 وهي تسكن في الولايات المتحدة الأمريكية، وتلقي محاضراتٍ في جامعة هارفارد.
و قاسم الغزالي الذي اشتهر بالكتابة عن الحاده يعتبر أول ملحد مغربي ظهر للعلن ودافع عن حقه في حرية العقيدة. كتاباته تؤكد على أهمية حرية الفكر التي يتم حجبها والتضييق عليها بالدول الإسلامية وقد لقى عددا من تهديدات القتل بسبب آرائه وهو يعيش الان كلاجئ سياسي في سويسرا.
و في سنة 1989 افتى الخميني زعيم الثورة الإيرانية فتوى بقتل سلمان رشدي لأنه ارتدّ عن الدين بسبب كتابته رواية ايات شيطانية. وفي عام 1992 اعتُبر الصحفي المصري المعروف بانتقاداته، فرج فوده مرتدًا عن الدين. و قد تم اغتياله على يد اصوليين اسلاميين في مصر بسبب ارائه العلمانية.
ولا ننسى محاكمة الكاتب المصري نصر حامد أبو زيد و الحكم بردته وتفريقه عن زوجته، و كذلك اغتيال و ذبح المدونين العلمانيين في بنغلادش و باكستان.
هذه أمثلة عن استخدام التكفير كأداة لمحاربة و قمع المعارضين وأصحاب التوجهات الليبرالية في العالم الإسلامي من خلال اتهامهم بالارتداد عن الإسلام. وستبقى الأوضاع على ما هي عليه حتى تتم معالجة و اصلاح الدين الإسلامي بصورة تتعايش مع القرن الـ21، لكي نعيش دون خوف من الإرهاب باسم الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الالحاد العربى يتحدى
emad emad ( 2016 / 6 / 20 - 08:01 )
قام الكثير من اصحاب الفكر بمحاوله انقاذ الاسلام
مثل اسلام البحيرى وعدنان ابراهيم وابراهيم النابلسى
لكن علماء الاسلام يرفضون تحديث الخرافه والابقاء عليها
على صورتها الداعشيه
يرفض علماء الاسلام اسم داعش فقط
لكنهم ؤويدون كل اعمال داعش
الشباب العربى الان اكثر اطلاعا على العالم بفضل وسائل الاتصال العالميه
علماء الدين هم السبب الاول فى القضاءعلى دينهم


2 - ليس جديدا
بلبل ( 2016 / 6 / 20 - 11:45 )
لولى كل هذا القمع والاحكام الجاهزة لما بقى احد في دين الاسلام وليس هذا جديدا فمحمد كان يقتل معارضيه وهناك حرب الردة التي قادها ابوبكر


3 - صلعم يعترف
بلبل ( 2016 / 6 / 20 - 11:48 )

إ
أعترف أنني أمرت عمير بن عدي الخطمي بقتل عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد فقد كانت تهجوني كثيرا بشعرها وقد قالت تعيب الإسلام وأهله :

باست بني مالك والنبيت * وعوف وباست بني الخزرج
أطعتم أتاويَّ من غيركم * فلا من مراد ولا مذحج
ترجونه بعد قتل الرءوس * كما يرتجي مرق المنضج
ألا أنف يبتغي غرة * فيقطع من أمل المرتجي

فسألت أتباعي : - من يأخذ لي من ابنة مروان - ؟ فقال عمير بن عدي : - أنا يا رسول الله - وذهب إليها فى تلك الليلة ببيتها وكانت وسط نفر من أولادها نائمين جميعا فيما عدا وليد كانت ترضعه فأزاحه عمير عن صدرها وأدخل سيفه فيها من صدرها وضغط حتي نفذ من ظهرها . جائني عمير فى الصباح وقال لي : - يا رسول الله ، لقد قتلتها - فقلت له : - نصرت الله ورسوله يا عمير - ويبدو أنه كان يعاني من شعور بالذنب أو ربما تصديقه لكذبة - الله - جعله خائفا من العقاب ههههههه ! فسألني وهو يرتعد كالجبان : - هل عليّ شيء من شأنها يا رسول الله ؟ - فقلت كي أُطمئنه ـ هو وأي قاتل من عصابتي أرسله فى مهمة مثل هذه مستقبلا ـ : - لا ينتطح فيها عنزان -


4 - هناك الكثير
المستنير الحازمي ( 2016 / 9 / 11 - 17:32 )
هناك الكثير من ضحايا حرية الرأي والتعبير في الإسلام ..
فضلا حمل كتابي شهداء حرية الرأي والتعبير في الإسلام وسوف تصدم بالأرقام وعدد الشهداء

والضحايا من المفكرين والكتاب والمثقفين
أتمني أن تقوم بنشره بين أصدقائك واصحابك وكل معارفك
http://www.4shared.com/office/LgxtAXCz/___2013pdf____1_.html