الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
جدلية الأرض والشهادة
عبد الغاني عارف
2005 / 12 / 12القضية الفلسطينية
" فتشت في ذاكرتي فوجدت هذه الكلمة… أحسستها تتكون داخلي، تصورتها رسالة غير تامة كتبها فدائي فلسطيني قبيل لحظة الاستشهاد … إنها رسالة موجهة لنا هنا ، ولكل الآخرين هناك …
ولكي تصل كان لابد أن أفك عنها حصار الذاكرة تكريما لكل شهداء الأرض…… "
*******
من رحم الليالي المسيجة بالشتات والقهر والتعب، تنبعث جراحاتنا لتعلن طقوس الولادة المعمدة بالدم… نسائل فيها مسافات الألم التي تفصلنا عن نهاية الدرب : أي أفق هذا الذي نعشق تفاصيل إشراقه ؟ … أي وطن هذا الذي يحتلنا إلى حد الشبق والشهادة .. ؟
.. ولأننا لا نتعب من ممارسة السؤال / الرحيل ، فإن المواسم تأتينا خصبة بالعناد.. محملة بلانهائية الأشياء، لتفجر فينا فصول الاستمرارية ويوميات الفرح الآتي: فصلا فصلا .. وفرحا فرحا… تتعالى منا وفينا إيقاعات الحضور والإثبات.. نتحدى بها أزمنة الغياب والإلغاء ونصر على أن نكون النشيد الذي يخترق مذلة الصمت ويبشر بمواسم الطوفان … نواصل رحيلنا الدامي: بالأظافر والأجفان نحفر تضاريس الطريق نحو الطريق.. نشكل من نزيفنا مسارا جديدا لأحلام لا نريدها أن تجهض في منتصف الرحيل… نتحدى – ونحن ندرك بعضا من مأساتنا : ما أبشع أن تحاصرك ، وأنت الجزيرة المسكونة بولادات الأعراس، خرائط الصمت والعفونة، تمارس معك لعبة الطعن سرا والعناق علانية … تسألك / تسألنا النشرات الآتية من عواصم الأقزام : " من تكونون ؟ متى تنتهون ؟ لقد أتعبتنا أحلامكم ‼ " .. وباللغم والقبلة والقصيدة، نعلن أن لا هوية لنا غير الأرض والبندقية … ننبعث من وراء أسلاك المخيمات لنعانق تاريخنا في كل تجلياته ، بدءا من دمعنا المالح، حتى آخر قطرة من نزيف حلمنا المطعون بالخيانات… نستعرضه ، هذا التاريخ، لحظة لحظة : دير ياسين، معركة الكرامة، أيلول الأسود، تل الزعتر، مخيم داوود، أسطورة بيروت، و … و… . تواريخ تلتقي كلها ، سلبا أو إيجابا، عند هم / حلم واحد هو الأرض / الوطن …
الأرض / الوطن : المنبع الذي نستمد منه طاقتنا على الحياة ، رغم البطش والقهر وكل أصناف التآمر… من بين شقوقها العطشى للمطر والندى، نخلق إمكانات تحقيق وجودنا ، فنحن نعرف أنها – هذه الأرض- هي ذاكرتنا وحاضرنا وفجر ولادتنا…. إنها رمز لهذا الإصرار الذي نختزنه بين ثنايانا جرحا غاضبا وصرخة واعدة بالذي سيأتي… ولابد هو آت …
اكتشفنا- ونحن الذين بالدم نؤسس إشراقات الغد – أن لا غد لنا غير الأرض… وبين الدم والأرض ، وعبرهما نضيء الطريق بشظايا أحلامنا … نتحدى وحل الارتحال الدائم وقساوة ليالي النفي… نخلق من مخيماتنا معجزة على الأرض : نمارس الحياة في أزهى صورها وأكثرها إشراقا، ونحن محاصرون بالموت والإبادة في كل لحظة… بالإصرار والأمل نحطم قلاع الصمت واليأس.. .
بالشهادة نلغي " المسافات الفاصلة بين الجرح والوطن"..
نعلن الانتماء لحلمنا الموعود : الأرض ..
نواصل الزحف القاسي....
تؤلمنا الدروب ولكن هذا قدرنا ، وهكذا اخترنا أن نكون فلسطينيين ، وما أقساه من اختيار في زمن زعامات الورق وأقنعة الذبح والتقتيل …
اخترناه ونحن نعرف أن الدرب …..
……
……
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية
.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا
.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ
.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ
.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي