الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديخوتوميون-dichotomy

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 6 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الديخوتوميون-dichotomy
أصدقاؤنا الديخوتوميون ، لا يرون من الأشياء إلّا بُعْدَيها المتناقضين، فهم في الأغلب الأعم إقصائيون .. ولا يعترفون بوجود كيانات معنوية أو فيزيائية ،الّا الطرف الذين يقفون عنده، لا يعترفون بطيف الألوان في قوس قزح.. فالعالم إما أبيض (عالمهم الفكري والسياسي)، وإما أسود (عالم الآخرين السياسي والفكري). الكل بَيِّنٌ وواضح بل شديد الوضوح .
ومن على هذا المنبر، نشهد سجالات وتحديدا في الكواليس الخلفية ، تُكرّس للديخوتوميا ، تُكرس للنقائض، لا تعترف بوجود خير في الطرف الآخر للمعادلة الديخوتومية .
الإسلاميون من جانب ،يرون العلم ، الإعجاز والعدل في النظام السياسي الاسلامي ، وكل ما عداه ظلم وتهريج..
لكن "خصومهم" الفكريين من الديخوتوميين على الطرف الآخر، وتحديداً الديخوتوميون المسيحيون ، فيعتبرون الإسلام تزييف لإرادة الرب والمسلمين مجرد قطيع لا يفقه شيئا.
انصار الثورة السورية ،يعتبرونها أسمى تجليات الخير ، العدل والإنسانية ، والنظام النقيض يرونه سفاحا ،مجرما وفقط . بينما يقدس انصار النظام قائدهم ويعتبرون نقيضهم عملاء وخونة .
مناصري الثورة السورية ، يناصرون الحق والخير والعدل ، ويريدون للشعب السوري الحرية السياسية والعدالة الإجتماعية ولو على ظهور الدبابات الامريكية وفتاوى الوهابية . بينما الديخوتوميون من مناهضي المناصرين، فيعتبرونهم أذنابا وأذنابا فقط .
وهكذا في شتى مجالات الحياة العامة والخاصة ، فالعرب ذوو باع طويل في فن الديخوتوميا ..
من ليس معي فهو عدوي ..
لا حق في الإختلاف ، فالإختلاف قد يقود إلى اختلاف حول الحاكم ، وهذه مشكلة .. سواء كان هذا الحاكم في الأسرة الصغيرة ، القبيلة ، العشيرة أو الدولة ..
وتحيا الديخوتوميا ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تشخيص دقيق
نضال الربضي ( 2016 / 6 / 24 - 18:18 )
مساء ً طيبا ً يا صديقي!

أجدت َ التشخيص و توظيف الفكرة.

في المبدأ الإنساني الجميع يشتركون في حق الاختلاف، و يتم تقيم الأفكار لا الأشخاص و بالتالي تبني النافع للمجموعة.

الحوارات الدينية العقائدية غير ذات منفعة، هل سيقبل المسلم رفض المسيحي لنبوءة رسوله، أم هل سيقبل المسيحي رفض المسلم لألوهية المسيح؟

الدراسات الأكاديمية للدين مهمة جدا ً لكنها قليلة، و لها روادها، و خصائصها المميزة. و من فوائدها توسيع فضاء المعرفة و تزويد الدارس برحابة الصدر و حُسن المنطق و أدب الحوار. المعظم الساحق مما نشهده هي تراشقات سطحية.

من الأفضل التركيز على الأمور التي تهم الصالح العام المشترك، و لذلك تبقى الدعوة للمدنية و العلمانية هي ضمان الاستقرار لا حوارات الأديان.

تحياتي لقلمك الجميل!


2 - IN MEDIO STAT VIRTUS
بشارة ( 2016 / 6 / 24 - 22:10 )
يعني الفضيلة تكمن في الوسط , عزيزي استاذ محاجنة , هذا ماقاله الرومان وقد قال العرب وعمموا المقولة على كل الامور (فقط نظريا) بقولهم ان خير الامور اوسطها
مثلا مثلا جائت الديانة اليهودية ثم المسيحية ثم الاسلامية فالمسيحية هي خير الاديان لانها جائت في الوسط , وبالتالي تجُبّ ما سبقها وما تلاها ههههههههه (امازح ايضا الاستاذ نضال)
سمعت مرة تعريف للانتجراليزم (اقرب ترجمة للكلمة هي الاصولية - مع ان الاولى تستعمل للشمولية العقائدية الدينية) يقول التعريف ان الاصولية هي ديكوتومية الطاهر والنجس, ما تحت سقف الهيكل او الشريعة وما هو خارجه او خارجها
وقال عادل امام اطال الله عمره ومد ظله: يابيِض ياسوِد


3 - العزيز نضال تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 6 / 25 - 11:32 )
ويومك سعيد
هذه شهادة اعتز بها.

شكرا مع خالص مشاعر الود


4 - بشارة الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 6 / 25 - 11:34 )
تحيات وسلامات
طولت الغيبة علينا يا رجل وينك؟
شكرا على تعليقك الظريف جدا جدا
بس شو هاي معناها بالايطالي
يا عمي مش كل الناس مثلك
مع خالص المودة


5 - الأخ العزيز بشارة
نضال الربضي ( 2016 / 6 / 25 - 11:45 )
يوما ً طيبا ً أخي بشارة أتمناه لك،

أرحِّب ُ بعودتك، وينك يا رجل!!

أسعدني تعليقُك َ و دعابتك.

دعنا نقول أن الإنسانية َ يوما ً ما بكل ِّ تشابُك ِ أرثها كاملا ً من كل الفلسفات و الأيدولوجيات و الديانات و المذاهب، ستجبُّ نفسها لتخرج ُ كالفينيق من رمادها جديدة ً طازجة،،،

أو ستقضي على نفسها!

أفضِّل ُ الأولى لكن َّ سيرورة التاريخ، و صيرورة الأحداث و النتائج لا تعتمدان على الأمنيات إنَّما على ديناميكية العلاقات المُتشابكة على أرض الواقع.

سأجبُّ نفسي على الأقل لأولد َ من جديد كما يُرضيني :-))))))

دمت َ بودٍّ!


6 - يا زلمة ابش مرتشز؟ معناها الفضيلة تكمن في الوسط
بشارة ( 2016 / 6 / 26 - 08:57 )
وهي باللاتينية لغة الرومان وليست ابنتها اللغة الايطالية. المنطقة التي اسست فيها روما اسمها لاتسيو ومنها اشتق اسم اللغة لاتينية (لاتسيوينية). اما عن غيابي فلضيق الوقت بسبب العمل. واشكرك على ترحيبك اللزيز واهتمامك
الاستاذ نضال الموسوعي, يا زلمة انتي ماخذها شتير جدي , يا زلمة اي فخار يكسر بعضه فلسفات على ديانات على ايديولوجيات

نهاركما سعيد


7 - اتمنى أن تسمح الظروف
نضال الربضي ( 2016 / 6 / 26 - 10:37 )
أخي العزيز بشارة،

أتمنى أن تسمح الظروف لنجلس على كاس عرق و نفس أرجيلة، و سترى نضال على طبيعته :-))))

دمت بكل الود!

اخر الافلام

.. لماذا يتظاهر المعارضون لخدمة التاكسي الطائر في باريس؟ • فران


.. إسرائيل - حزب الله: أخطار الحسابات الخاطئة • فرانس 24




.. أحدها انفجر فوق شاطىء مكتظ.. لحظة هجوم صاروخي أوكراني على جز


.. بوريل يحذر من أن الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع م




.. روسيا تستدعي سفير الولايات المتحدة للاحتجاج على استخدام القو