الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خريف التماثيل!

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2016 / 6 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كان يوجد في جنبات احدى الكاتدرائيات: اثني عشر تمثالاً من الذهب الخالص!
عندما رآها نابليون بونابرت، سأل: من هم أصحاب هذه التماثيل؟، فقيل له: أنهم الاثنا عشر رسولاً من تلامذة السيد المسيح.. فقال لهم: انزلوهم، واسكبوهم نقوداً، ودعوهم يطوفون صانعين خيراً كما فعل معلمهم!
وما أكثر التماثيل التي انتشرت في زوايا الوطن، والتي طلت نفسها باللون الأصفر، لون العلة.. ونصبت قوائمها في واجهات الحديد، وانتصبت تتفرج على الحقل كيف يحترق، وعلى العمارة كيف تتهدم، وعلى الإنسان كيف ينتحر... وهي جامدة كالصلب تحت أقدام الصليب!
هذه التماثيل التي يفترض فيها أن تكون هي الرائدة، وهي المتحركة، وهي ناشرة رسالة السلام والخير والوفاق.. اكتفت بالتفرج والصمت إلى حد التواطؤ.. ونسيت ما قاله من رفض أن يكون في الهند تمثالاً.. هذا الرافض هو "جواهر لال نهرو"، الذي أطلق صيحته المشهورة: "نحن الزعماء، من أقدس واجبنا أن نبث في الشعب روح الأمل، والتفاؤل، والمستقبل السعيد.. فإن الشعوب الضعيفة المقهورة لن تقوى، ولن تنتصر ما بقيت يائسة متشائمة مذعورة. ولكن لا سبيل إلى ذلك إلا إذا ضرب الزعماء الأمثال على أنهم في المقدمة والطليعة: جرأة، واقداماً، وتضحية"!
وقد قيض الله لمثل هذه التماثيل، التي صنعناها بأيدينا، نابليوناً جديداً، هو عبد الفتاح السيسي؛ فأمر بانزالها من كبريائها، وسكبها عاطفة إنسانية، واطلاقها لتطوف صانعة خيراً بين أبناء الوطن!
لكن هناك من يحاول جاهداً لملمة شتات حطامها؛ لتواصل رسالة التفرج والصمت، أمام من يعيثون فساداً وافساداً في مستقبل ثورتنا، وفي حياتنا، وفي مصيرنا!
وعلينا، نحن، جيل الثورة، الاستمرار في مجابهة، هؤلاء الذين يحاولون العودة بنا إلى صناعة التماثيل العارية من النبض، وإلى الجمود، والموت!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -