الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغريبة الهلالية وحقيقة العائدون من كتامة

عبداللطيف جغيمة

2016 / 7 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


التغريبة الهلالية وحقيقة العائدون من كتامة
لم يكن الهلالين يعرفون ديار المغرب ولغة اهلها فكان من ضمن الزاحفين الكتامين الذين استقوى بهم الفاطمين في فتوحهم وما نلاحظه ايضا انهم لم يشاركوا ابن باديس الصنهاجي حروبه في ترويض الهلالين كما فعلوا مع الزناتين من قبل
لقد اخبرتنا المصادر ان الهلالين القادمين كانوا قلة ولا يتجاوزون 3الاف وأباح المسؤولين الفاطميين للعرب عبور النيل ، الأمر الذي كان ممنوعاً في السابق، فشجعوهم ب"فروة ودينار لمن جازو لغزو افريقية وهذا ما جاء في اشعارهم لم تكن هزيمة ابن باديس لقلة خبرته العسكرية او لقوة الهلالين ولكن ل انحياز زناتة لفائدة الغزات بعد سنوات القهر التي فرضها عليهم الصناهجين وهذا دليل ان زناتة لم تجفل من المغرب الاوسط وانهم خاضعون للقوة الصنهاجين بعدما قهروهم لفائدة الفاطمين لكن هذه المرة سوف تسقى صنهاجة من نفس الكاءس بعد تمردهم على الدولة الفاطمية
في الزحف المشهود اخضع الهلالين ومن والاهم من الكتامين البسائط وضم لهم الكثرين من سكان ليبيا من الهوارين والنفوسين في غزوتهم الشهيرة
بعد انهازم المعز ابن باديس الصنهاجي بدء هذا الجيش فترة التخريب للاوطان ولم تسطتع كتامة السيطرة عليه واصبح الصنهاجين يستملون امرائهم بامتيازات التي شقت صفهم وادخلتهم في حروب داخلية تحالف فيها بني سليم مع هوارة وزغبة مع زناتة والاثبج مع كتامة ورياح ضمن الحلف الصنهاجي
وبقيا الصراع الصنهاجي الزناتي الازلي لكن هذه المرة بيد الهلالين
حقيقة الروايات الهلالية عند المستعربين من الامازيغ
هي أدب تاريخي يمجد البطولة والفروسية ولكنها، من جهة أخرى، متداولة لدى الجماعات الامازيغية المعربة تعريبا اجتماعيا هلاليا منذ قرون، وهي التي نسيت أصولها الامازيغية فانتسبت إلى العروبة الهلالية، بسبب الاحتكاك المباشر معهم او لدى امازيغ من خصوم زناتة ككتامة وصنهاجة الذين مجدوا تلك الانتصارات الاسطورية لدى خصومهم التقليدين في الرواية الشعبية التي تختلف عن الرواية التاريخية
البدواة والتحالف عند الزناتين والهلالين
تختلف البدواة عند الهلالين عن نظرائهم الامازيغ الذين يشبهونهم في الظعن والترحال لكنهم ايضا رعاة شبه مستقرين
لم يكن استقرار الهلالين من حياة البداوة إلى حياة شبه مستقرة وما ترتب عن هذا الاستقرار من ضعف. فالقبيلة الظاعنة أقوى وأشد بأسا من المستقرة التي عجزت عن حماية نفسها
فأصبحت قبائل غارمة، لان الهلالين بدون بدوة لا شئ وهذا ما دفع اغلبهم الي الاختفاء من الساجة التاريخية وجعلها قبائل ضعيفة انصرهت بسرعة في ضل الدولة فيخبرنا ابن خلدون أثناء حديثه عن بطن من مضر بن هذيل ((اختلطوا هبوارة وحملوا في عدادهم وجروا على مجراهم من الظعن والمغرم)
وهذا ما اكده حسن الوزان بأن النوميدين استعبدوا الهلالين في الاوراس وجعلوا منهم خدما لان الطبيعة الجبلية بمسالكها الوعرة تقتال بجانب الانسان الجبلي وتفرض على البدوي الضعف لانه اعتاد القتال في السهول الواسعة ولهذا نجد سكان الجبال اقل تعريب من نظرائهم البدو الامازيغ الذي اشتركوا مع الهلالين في صدام وتحالف مثل زناتةوالحروب التي خاضوها ضد صنهاجة قبل دخول الهلاليين كانت حرب مواقع حيوية وحربا مذهبية دينية، وكانت المناطق التي شهدت أعنف المعارك ـ فيما بعد ـ هي أرض زناتة الذين لم تكن حياهتم تختلف كثيرا عن حياة الهلاليين، بحيث جمعتهم صفة البداوة
مما دفع الزناتين في نشر الحياة البدوية، التي أرغمتها صنهاجة الزيرية وفرضت عليها نمطا معيشيا، لا يختلف كثيرا من عن النمط المعيشي الهلالي منذ أن طردهم الصنهاجيون من برقة في وصف ابن خلدون في عصره ـ التغيير الذي أصاب زناتة فقال : ((...وهم لهذا العهد آخذون من شعائر العرب في سكنى الخيام واتخاذ الإبل وركوب الخيل والتغلب في الأرض وإئلاف الرحلتين، وتخطف الناس من العمران
لأن النمط قوَّى التحالف بين أفخاذ وبطون زناتية هلالية فالمصالح والحياة البدوية المشتركة، قرّبت بين هذه الجماعات المتنافرة. ذلك ما عرضه علينا ابن خلدون وهو يذكر لنا نموذجا قائما على الجوار والمصالح المشتركة والبداوة ..ولما ملكت زناتة بلاد المغرب الأوسط ونزلوا بأمصاره، دخل زغبة هؤلاء التلول وتغلبوا فيها ووضعوا إتاوة على الكثير من أهلها بما جمعهم وزناتة من البداوة وعصبية الحلف
ويضع ابن خلدون بين أيدينا نموذجا آخر لهذا الاندماج السريع في معرض حديثه
عن (ونيقش من هوارة )((ظواعن صاروا في عداد الظاعنة عرب بني سليم في اللغة والزي وسكنى الخيام وركوب الخيل وكسب الإبل وممارسة الحروب وإيلاف الرحلتين في الشتاء والصيف في تلولهم. فقد نسوا رطانة البربر، واستبدلوا منها بفصاحة العرب فلا يكاد يفرق بينهم))
فنماذج الانصهار القوة والضعف كثيرة فقد اخبرتنا المصادر ايضا على معقل الذين وفدوا الي المغرب في مئتين 200شخص وتاوهوا في الصحراء وجمعوا من البطون والافخاذ الامازيغية ما لايحصى (قام هؤلاء المعقل في القفار وتفردوا في البيداء فنموا نموا لا كفاء له، وملكوا قصور الصحراء ...) وإنما كثروا بمن اجتمع إليهم من القبائل من غير نسبهم
ما نستخلصه لو لم يكن هناك صراع بين الزناتين والصنهاجين كانوا هم طرفا فيه لما كان ذكر للهلالين في التاريخ

المصادر
ـ عبد الرحمن بن خلدون، كتاب العبر وديوان المبتدإ.
ـ موسى لقبال، دور كتامة في تاريخ الخلافة.الفاطمية.
ـ ، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية. ترجمة عادل زعيتر.
ع جغيمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: -عودة الدولة البوليسيّة؟- • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الجزائر: توقيف 7 أشخاص إثر وفاة 5 أطفال غرقا خلال رحلة مدرسي




.. إثر واقعة إخفاء العلم التونسي: ملاحقات قضائية ضد تسعة مسؤولي


.. تونس: النيابة تمدّد التحفظ على الإعلاميين مراد الزغيدي وبرها




.. ما هي الادعاءات التي رافقت التظاهرات التي رافقت مسابقة الأغن