الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحي و القرآن_5_

حميد المصباحي

2016 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رأينا أبعاد الوحي و مختلف علاقاته،بالناس و قوانين حياتهم،و كيفيات تدبيرها،بتمييز بين الإلاهي و البشري،في التوجيه و حتى في حياة الرسل و الأتبياء،و منهم النبي و الرسول محمد عليه الصلاة و السلام،و أدركنا حساسية القضايا و إحراجيتها في الحوارات الدينية التي عاشها السابقون،و كيف استخدموها لبناء مشروع دولة دينية،تختلف عن كل الدول التي عرفها المسلمون و العرب،فهل استطاع الوحي تحقيق المشروع الذي حلم به المسلمون رغم قداسته؟
و هل فشله كان فشلا بشريا أم انتقاما إلاهيا كما يزعم الكثير من المحبطين الدينييين؟
و بصيغة أكثر جرأة،هل الوحي الإلاهي فشل في ترويد البشر أم أن البشر عصي على التهذيب منذ أن خلقه الله أول مرة؟

1_الوحي و الخطيئة

دأب الوحي من خلال القرآن على تذكير الرسول بسر نزول البشر من الجنة إلى الأرض،و كيف أن الله غفر فيما بعد لآدم و لم يغفر لإبليس،الذي أغوى آدم بالأكل من الشجرة المحرمة،_ما منعكما ربكما__إلا لتكونا ملكين أو تكونا من الخالدين_و الحكمة من هذه الحكاية،هي التحذير من إبليس الذي لا يرى،لكنه قريب من البشر،و له قدرة هائلة على التضليل،بل إنه أقسم على الإنتقام بجلال الله،مما يعني أنه يعترف بعظمة الله و قدراته،بذلك فقد سمح الوحي للبشر بأن يضلوا تحت تأثير هذه القوة،التي قيل أنها تحاول الوصول حتى للرسل و الأنبياء،رغم اختلاف المفسرين حول هذه المسألة،لكن في الوقائع التاريخية،اعتبر إبليس قوة مضللة لكل الخلق بمن فيهم الرسل و الأنبياء،و هنا حكاية السور التي ابتلعتها النعجة،و قصة سجود قريش بعد سجود الرسول و أصحابه،عندما سمع قادة قريش الآية تذكر باللاتي و العزى و مناة،فقيل بعدها إن إبليس قد يدخل على خط الوحي و القراءة فيفعل فعلته.

2_الرسول و الخطأ

دافع أغلب المفسرين عن كون السنة النبوية مفسرة لما ورد في القرآن،و اعتبروا أن السنة ليست مجرد أقوال،بل هي أيضا أفعال يقتدى بها في العلاقات و العبادات و مختلف السلوكات التي انتهجها الرسول عليه الصلاة و السلام،بنا على كونه معصوما من الخطأ،لكن لكن السؤال،هل العصمة مرتبطة بالأفعال الدينية أم الدنيوية؟
فقد جاء في القرآن_و وجدك ضالا فهدى و عائلا فأغنى_بمعنى أن الرسول قبل النبوة كان كباقي الناس من أهل قريش،لا يعرف ما اهتدى إليه فيما بعد إلا ظنا و ربما شكا،و ماذا عن الآيات التي اعترضت على فعل الرسول و نبهته بصريح العبارة إلى خطئه،_فأما من جاءك يسعى فأنت عنه تلهى،كلا_انتهت الآية ،و كلا عتابية للرسول حتى لا نقول موبخة له على تجاهل رجل كان يسعى و الإهتمتم بآخر من أكابر القوم،و حكاية تحريم النبي للعسل يعرفها المشتغلون في مجال علم الأصول_يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله،تبتغي مرضاة أزواج_

3_الوحي و الناس

جادل المشركون الرسول،غي أن جدالهم له،لم يكن بالعمق نفسه مقارنة بأهل الكتاب،من يهود خصوصا و مسيحيين،إذ حاولوا توريط الرسول في قضايا موجودة لديهم في كتبهم،و لأحبارهم دراية بها،لكن الرسول لم يتورط في الجواب قبل الوحي،و هم أرادوا أن يجيب بتسرع لكنه اعتصم بحكمة الصمت و انتظار قول العليم السميع،و عندما خفت المعركة معهم،وجد المسلمون أنفسهم مرغمين على معرفة كل شيء عن عالم الغيب و الشهادة،فكثرت أسئلتهم و ازداد إلحاحهم،فنهاهم الرسول عن الجدل،و كثرة الأسئلة خصوصا في مجالات الغيب والعقاب و كيفيات الحساب،لكن المسلمين آنذاك لم يبدعوا علوما أخرى يشتغلون بها،بقي إصرارهم على المساءلة و كأنهم لم يفهموا بعد محدودية الوحي ،و أنه لا يمكنه أن يعلم كل شئ.
حميد المصباحي _كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 136-An-Nisa


.. ما هو حال الحريات الدينية في العالم؟




.. الخارجية الأميركية تطلق تقريرها السنوي للحريات الدينية في ال


.. تجنيد يهود -الحريديم-.. ماذا يعني ذلك لإسرائيل؟




.. انقطاع الكهرباء في مصر: -الكنائس والمساجد والمقاهي- ملاذ لطل