الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر لمن يعقلون – ج93

مالك بارودي

2016 / 7 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خواطر لمن يعقلون – ج93
.
1..
الإنسان المسجون في "أمجاد الماضي" الوهمية، إنسان لا حاضر له ولا يمكن أن يكون له أي مستقبل.
.
2..
إستحضار الماضي في كل لحظة حرجة والتمسح بالأجداد والآباء وما فعلوه والتبجح بأمجاد السلف وتمني عودتها وعودة ذاك السلف أو ولادة أشخاص يشبهونه ليقوم بنفس الأعمال، كل هذه علامات لا تدل إلا على أن من تعلقت به إنسان مريض عاجز، هذا إن نحن إمتنعنا عن القول بأنه مجرد مسخ.
.
3..
العربي المسلم يعيش سجينا في دهاليز ماضٍ لا يمضي وحاضر هو بالنتيجة وفي الواقع عاجز عن التأقلم معه. فأي حديث عن المستقبل بخصوصه لا يستحق حتى عناء التفكير فيه.
.
4..
يضحكني كثيرا من يرددون تركيبات لغوية من قبيل: "اللهم إجعل أمي سيدة من سيدات الجنة" أو "اللهم إحفظ أبي من النار وإجعله مع الخالدين في الجنة". يضحكونني لأنهم يتحدثون عن أشياء لو جمعوها مع بعضها وفكروا فيها قليلا لسخروا من أنفسهم وممن علموهم تلك التعابير. أولا، الله كائن خرافي مثل الغول والتنين ولا دليل على وجوده أو على أنه أصلا، لو كان موجودا، يهتم بمصير الناس وحياتهم أو مماتهم. ثانيا، حين أدعو لأمي بأن تكون سيدة من سيدات الجنة، ما النفع الذي سيحصل لها من ذلك؟ المرأة مهضومة الحقوق، لم تنتفع بشيء في الدنيا من جراء الأديان وخاصة السماوية منها، فأي نفع بعد الموت لا قيمة له ولا يدخل العقل أصلا. ثالثا، الرجل الذي لم يعش حياته بحرية ولم يجرب ولم يسعد في الدنيا، ما النفع الذي سيحصل له من الدخول للجنة الخرافية بعد موته؟ لا شيء. خاصة أن تلك الجنة ماخور دعارة ليس فيه غير الشرب والأكل والنكاح. فهل هذه أمنية جيدة أن أدعو لأبي بأن يكون ثور نكاح في الجنة؟ ثم ما الذي يهمني أصلا من دخول أبي وأمي للجنة ما دامت خرافة وما دمت أنا نفسي قد إلتحقت بالأموات وتحلل جسدي في التراب؟ بطبيعة الحال، أتمنى لأبي وأمي السعادة، لكن في الدنيا، وهما حيان يتنفسان ويتحركان ويتكلمان، لا في عالم وهمي كعالم "بلاد العجائب". لكن أكثر ما يضحكني هو قول بعضهم "اللهم إجمعنا برسولك الحبيب في جنة الخلد"، أو توهم اللإرهابيين أنهم بقيامهم بعملية إرهابية و"نيلهم الشهادة" سيلحقون برسولهم وسيتناولون معه الطعام! أي شيء أتفه من هذا؟
.
-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدنيا سجن المؤمن وجنة الكاااافر
عبد الله اغونان ( 2016 / 7 / 5 - 04:24 )
الايمان بالله لاينفصل عن الايمان باحساب والعقاب والجنة والنار
اذ نص عليهما القران المقدس بكثير من الايات وبوضوح وتكرار
فمن أنكرهما فلاحظ له في الاسلام والايمان
ورب العزو انا لنؤمن بهما أكثر ممانؤمن بهذا الواقع العرضي النسبي الزائل
اللهم انا نسألك الجنة ومايوصل اليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما يوصل اليها من قول أو عمل


2 - لن تستطيع ان تمحو معتقدات الناس
محمد يوسف ( 2016 / 7 / 5 - 06:08 )
الخوف من المجهول أدى الي وجود الأديان لن يستطيع احد ان يمحو هذا فما بالك اذا كان 90 ٪-;- من ثقافة الشعوب الاسلامية دين

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah