الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحي و القرآن_6

حميد المصباحي

2016 / 7 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


للحديث دور في الإسلام،فمن المجتهدين المذهبيين،من اعتبره ثاني مصدر للتشريع الإسلامي و العقيدة،و لكن هناك من حاول الحد من تأثيرات الأحاديث الأنبوية،فأية علاقة يمكن أن تتجدد لربط الوحي بالحديث،؟و أية وسيلة يمكنها أن تثبت أن الترابط لم يكن كليا،و إلا صارت الأحاديث القدسية وحيا،بل لماذا لا يمكن اعتبارها هي أيضا وحيا مادام النبي تلقاها مباشرة من الله؟

1_الوحي و بعض الأحاديث

هناك أحاديث نبوية،لا سند لها في الوحي،و لا تفسر منه شيئا،و لنضرب لذلك مثلا_حديث يأمر فيه النبي بقتل الكلب الأسود لأنه شيطان_و بدون الدخول في شروط الصحة و مدى صحة الحديث وفق المعايير التواترية،سوف نفترض صحته،فمن من المسلمين سوف يمتثل له،مسلم يوغسلافي أو أندنيس أم سعودي ؟؟مثل هذه الأحديث لا يقبل بها المتمدنون،و لا يمكنهم ممارسة ما تدعو إليه،لكن من يعيشون في أقاصي الأرض بعيدين عن مظاهر الحضارة،سيقتلون الكلاب السوداء و العقارب و الثعابين، و يعتبروا ذلك كسبا للحسنات و دفعا للشرور،ليكبر زادهم في ميزان القسط و العدالة الأخروية،مثل هذه الأحاديث و غيرها من قبيل،الحبة السوداء دواء لكل داء_تم تجاوزها بفعل التطور الحضاري و الثقافي للكثير من المسلمين،خصوصا الذين يعيشون في مجتمعات متمدنة و متحررة نسبيا.

2_الوحي و التوحيد

إن أهم أبعاد الوحي العقلية هي فكرة التوحيد،و مفادها أن للعالم خالق واحد،مدبر لأموره بقوانين شاملة،و بذلك فقد حرر التوحيد في الوحي تبعية الإنسان للطبيعة و خوفه منها،و عبادتها كقوة خارقة،فالوحي هنا كان عامل تحرير من الخوف و الخضوع للمجهول الساخر من الإنسان و المتحكم فيه،إذ بالوحي سيعرف الإنسان أن هناك إلاها واحدا عادلا لا يظلم الناس و لا يحرض شياطينه عليهم ليقهرهم و يثبت جبروته،فالله في الوحي رحيم بعباده و رؤوف،غير أن المسلمين،حولوا وسائل تحرير الإنسان إلى أدوات استعباد عرقي و جنسي و قهر ديني،وجدوا به المبررات للحروب و الهجومات التي لم تتوقف إلا بعد أن ضعفوا و صغر شأنهم كما حدث للكثير من الحضارات السابقة عليهم.

3_الوحي و الحكمة

سبقت الإشارة إلى أن الله ،استشهد بنصائح لقمان لابنه،و لم يكن لقمان نبيا،و لا رسولا،و هنا يظهر جليا أن الله من خلال وحيه،خص الحكمة بمكانة بارزة،بل كانت في بعض النصوص القرآنية مرادفا للعدل و الحق،و حتى الإيمان وفق ما جاء به الوحي،لا كما عاشه بعض المسلمين سياسيا،و قد اعتبر فقهاء الجمود،الحكيم خصما للسلطان،و كل خصومة لأهل الخلافة في نظرهم فتنة ينبغي القضاء عليها عليها بكل السبل،سواء كانت عنفا مباشرا أو اغتيالا فرديا،و لذلك فالوحي لم يستحقه إلا الحكيم،الذي تأهل بتأمله حتى إن ضل الطريق فهو أحق بكبلمة الله.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب