الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تقل لي ...

صادق إطيمش

2016 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا تقل لي ...
لا تقل لي بأن من افطروا على دماء شبابنا واطفالنا ورجالنا ونساءنا امس في كرادة بغداد الحبيبة لم يكونوا صياماً كما يصوم المسلمون، لأنني سأقول لك وبملئ فمي نعم انهم صيام كما يصوم المسلمون وهم مسلمون حتى وإن قادتنا العواطف، لا الوقائع، إلى عزلهم عن الإسلام او عزل الإسلام عنهم. إنهم مسلمون استناداً إلى كل الصفات التي يتصف بها المسلم الطائع لأوامر دينه وشريعته.
لا تقل رداً على ذلك بان الحديث النبوي يقول ان المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، لأنني سأقول لك بأن المسلم ايضاً من ينفذ ويفسر ويؤول كما يشاء، النص القرآني، الذي هو اكثر مفعولاً واهم مرتبة من الحديث النبوي، والذي يقول " وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ " (البقرة 191)
لا تقل لي بأن هذا النص يشمل الكفار فقط ولذلك العصر الذي جاء فيه فقط، لأنني ساقول لك ومَن مِن الفقهاء الأولين والآخرين اعطانا، نحن الذين لا نعلم من امور الدين شيئاً، ما هي العلامات الفارقة للكافر الذي يجب علينا قتله، ولماذا القتل وليس الكلمة الحسنى. لم يضع القائمون على هذا الدين، الذي ينتمي إليه القتلة بكل تأكيد، المواصفات التي تحدد الكافر من غيره، حتى اصبح الكافر حتى ذلك الذي ينطق الشهادتين التي قيل بصددهما بأنهما يعصمان القائل بهما من عذاب الرب نفسه وليس من انتقام الإنسان فحسب. فإين فقهاء السلاطين من اولئك الذين جعلوا من انفسهم مفسرين مؤولين كما يطيب لهم التأويل والتفسير.
لا تقل لي بأن هؤلاء القتلة المجرمين بحق اهلي ووطني لا علاقة لهم بالإسلام، لأنني سأقول لك بان هؤلاء الخَلف هم لذلك السلف الذي حمل نفس الراية التي يحملها هؤلاء اليوم. براية الأمس ذات الشهادتين تحققت الغزوات الإسلامية وانتعشت اسواق الجواري والغلمان من خلال غنائم هذه الغزوات ومردودها البشري. وبراية اليوم ذات نفس الشهادتين ايضاً تحقق لمن يخطو على آثار ذلك السلف سبي النساء وقتل الأبرياء وتهديم دور العبادة لمنتسبي حتى الدين الذي ينتمي اليه هؤلاء الأوباش. إلى متى سنظل نخادع انفسنا بهذه المقولة الهزيلة البائسة " هؤلاء لا علاقة لهم بالإسلام " ... لا والف لا ... انهم من صميم الشريعة الإسلامية السلفية التي لم يثبت اي احد من المراجع الدينية الإسلامية عدم استنادها إلى نصوص دينية صحيحة يعترف بها الجميع.
لا تقل لي بان هؤلاء المجرمين الذين لا يرون في اهلنا غير الأعداء، خاصة فيما يتعلق باهلنا من تابعي الديانات الأخرى غير ديانتهم الهزيلة بانهم ليسوا من الإسلام بشيئ ولا ينتمون إلى الدين الإسلامي،لأنني سأقول لك بان هؤلاء متمسكون بالنص القائل، والقاتل في نفس الوقت، لا يجتمع دينان في جزيرة العرب. إدعوا إلى تكذيب هذا الحديث او حتى ضعفه لأتفق معكم بان هذه الجرائم ضد تابعي الأدبان الأخرى ليس لها جذور اسلامية.
لا تقل لي بأن هؤلاء ليسوا بمسلمين ولا يمكن ان نصنفهم ضمن التابعين للشريعة الإسلامية، لأنني سأقول لك، وبكل تحدي، انهم مسلمون لانهم يقيمون جميع الفرائض التي يعتبرها الإسلام اركانه القائمة على التوحيد والصلاة والصوم والحج والزكاة. هل لك انت ايها الرافض لإسلام هؤلاء فروضاً اخرى غير هذه العبادات التي تمارسها لكي يقال عنك بانك مسلم جيد؟ فما الفرق بينك وبين هؤلاء المجرمين الذين يطبقون نفس تلك العبادات التي تقوم بها انت كمسلم؟ إنهم مسلمون ايضاً شئت ام ابيت، وإلا فاثبت لي بان توحيدهم غير توحيدك وإن صلاتهم غير صلاتك، في المضمون وليس في الشكل، وكذلك فيما يتعلق بالصيام والحج والزكاة، كذلك مضموناً لا شكلاً ايضاً.
لا تقل لي بانهم لا ينتمون إلى الإسلام وهم غير مؤمنين، لأنني سأقول لك بانهم مسلمون ومؤمنون بالشريعة الإسلامية التي يطبقونها كما توحي لهم تعاليم أئمتهم الذين يؤمنون بهم، تماماً كما تطبق انت تعاليم الشريعة التي يوحي بها لك ائمتك انت. ألم تقولوا أن الإجتهاد هو احد وسائل التشريع في الإسلام ويقع ضمن مصادر التشريع كالكتاب والسنة والقياس والإجماع؟ كثير من علماء الإسلام اليوم وفقهاؤهم يعتبرون هؤلاء المجرمين من اكثر المسلمين ورعاً وإيماناً، وإن لم تصدق ذلك فاحيلك إلى اي موقع ألكتروني من مواقع فقهاء السلاطين.
ايها الناس افيقوا من هذا السبات العميق الذي وضعكم فيه فقهاء السلاطين لكي تستقبلوا الموت على يد هؤلاء المجرمين وانتم مستبشرون به لأنه سيقودكم إلى الشهادة، تماماً كما يريد القتلة نيل الشهادة عبر استشهادكم. استشهاد من خلال الإستشهاد حيث القاتل يصرخ بالشهادتين والمقتول يصرخ بنفس تلك الشهادتين. هل فكرتم بمدى المهزلة التي تعيشونها؟ وهل فكرتم إلى متى؟ وهل فكرتم يوماًما على إيقافها؟
الدكتور صادق إطيمش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تقل لي ... الدكثور !
أمين ( 2016 / 7 / 5 - 10:42 )

لا شأن لي باللقب العلمي الدكثور الذي تحرص على ختم مواضيعك به في زمن انتحل فيه حتى الأرعن عدي ابن الدكتاثور صدام وسكتيره عبد حمود لقب الدكثور العلمي وجاهة زائفة!، كعكاز تيمور لنك الذي يضلع في مشيته..، اعتمد فقط الحجة على الإقناع دون مثلبة عفونة تفوح بإشاعة الكراهية وجنحة ازدراء الأديان. العيب في الجانحين لا في الدين.


2 - الراية البيضاء
صلاح البغدادي ( 2016 / 7 / 5 - 11:12 )
ليس عيبا ان يعترف الانسان بهزيمته
لقد انتصروا علينا
كنا نقول الانظمه السياسيه والقمعيه والاستبداد،هي التي مهدت لظهور هذا الوحش
واذا بنصف هذه البهائم مولودة في اوربا وامريكا وعاشت حياة الرفاهية هناك
واخر مفاجاءة جائتنا من بنغلاديش..من هاجم المقهى هم اولاد النخبه الثرية والدارسين في ارقى مدارسها الاجنبيه
لقد اجتمعت لدى هذه الوحوش ثلاثة اشياء
فكر دموي....نفط بدوي...ومصلحة الغرب الحقيره
فكر يغلغل في كل خلايا جسمك (القتل تقربا الى الله والجنة والحور العين)،فكر يحيط بك من اول لحظات الولادة وحتى يوم موتك المتربص بك في كل زاوية..عذاب القبر..الجحيم..الجنه
والنفط البدوي الذي تحول الى مليارات لدعم وديمومة الوحش
والنذالة الغربيه ومصلحة الاثرياء والشركات حتى وان كان هذا الوحش يذبح مواطنيهم واخرها في ارولاندو
هل نستطيع ان نفعل شيئا
،قبل ان تكون هناك كرادة اخرى
شكرا استاذ صادق


3 - إحيلك إلى مَن هو اعلم منك بالدين
الدكتور صادق إطيمش ( 2016 / 7 / 5 - 11:26 )
لا اريد ان انقاش عقدتك النفسية من اللقب الذي يتطاول عليه ضعاف النفوس، سيد امين المحترم، لكنني اريد ان احيل تعليقك حول الدين الذي لا عيب فيه، كما تزعم، إلى مَن هو اعلم منك بشؤون الدين والذي اراد إنقاذ الدين من رواده الذين يقتلون باسمه وهم يتمسكون بنصوصه التي لا تنكرها انت ايضاً. عالم الدين المصلح الكبير محمد عبده يقول : ولكن ديناً قد اردت صلاحه ........ مخافة ان تقضي عليه العمائم
تحياتي


4 - سيد صادق إطيمش
أمين ( 2016 / 7 / 5 - 12:31 )

الدكتور أمين


5 - شكراً للتعليق
الدكتور صادق إطيمش ( 2016 / 7 / 5 - 13:32 )
شكراً جزيلاً للأستاذ صلاح البغدادي على تعليقه الهادف وملاحظاته القيمة


6 - هذا هو الدكتور صادق اطيمش
عبد الحسين سلمان ( 2016 / 7 / 6 - 20:06 )
الى تعليق رقم 1

الدكتور صادق اطيمش :

1. عمل معيدآ في جامعة الموصل من 1965 وحتى 1968.
2. حاصل على شهادة الماجستير ثم الدكتوراه في موضوع البيئة الزراعية من المانيا,
3. من سنة 1976 وحتى 1980 مدرسآ ثم إستاذ مساعد في كليتي الزراعة والعلوم في جامعة الموصل .
4. 1982 إضطر إلى ترك العراق عائدآ إلى ألمانيا حيث درس العلوم ألإسلامية في جامعة ألبرت لودفيج حتى عام 1987.
5. يقيم الآن في ألمانيا ويعمل كأستاذ محاضر في المعهد البروتستانتي للدراسات ألتربوية والدينية والإجتماعية .
6 . ساهم بتأليف أربعة كتب مدرسية حول الدين ألإسلامي باللغة ألألمانية تُدرس في المدارس ألألمانية في مقاطعة جنوب بادن ألألمانية
..........
هذا هو الدكتور صادق اطيمش.

من أنت يا سيد أمين:
عرف نفسك للقراء! قل انا فلان ... و هذه سيرة مختصرة من حياتي.
كما عرف الدكتور صادق نفسه للقراء في صفحته في الحوار المتمدن.

هذا اولاً: و ثانيا, الدكتور صادق يناقش هنا , مسألة خطيرة : هي تأويل وتفسير الايات القرأنية , وفق الاهواء كما عمل ابو الارهاب أبو الأعلى المودودي وابنه سيد قطب....
وهذا موقف الدكتور, سواء اتفقنا او اختلفنا معه


7 - شكر وتحية
الدكتور صادق إطيمش ( 2016 / 7 / 6 - 23:02 )
للأستاذ عبد الحسين سلمان لمداخلته وتوضيحه الأسس التي يدور عليها نقاش مثل هذه المواضيع والتي لا يريد البعض التقرب منها. مَن يحاولون التهرب من النقاش وإدخاله في مجالات اخرى لأنهم غير قادرين على ولوج صلب هذه المواضيع لا يستحقون العناء في مناقشة اطروحاتهم مناقشة علمية لأنهم مؤمنون بالجهل والتجهيل اكثر من اهتمامهم بالعلم والتعلم، مع المودة

اخر الافلام

.. «توأم الروح والتفوق» ظاهرة مشرقة بخريجي 2024


.. تغطية خاصة | إيهود باراك: في ظل قيادة نتنياهو نحن أقرب إلى ا




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان ترفع مستوى الإسناد


.. لماذا تخشى الكنيسة الكاثوليكية الذكاء الاصطناعي؟




.. الرئيس السيسي يستهل زيارته للأراضي المقدسة بالصلاة في المسجد