الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الادعية المزيفة

حسن كعيد الدراجي

2016 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


البشر هم عيال الله على ارضه ، ولا ريب في أن صاحب العيال لا يخلّي مسؤوليته في رعاية عياله وتوفير الحماية لهم ، فهو خالقهم ومنشأهم ..ولطالما أكد حبه لهم ..وكثير ما كان يخاطبهم ، أنه : (( أقرب اليهم من حبل الوريد )) ، وأنه من القدرة والاستطاعة أن : (( يقول للشيء كن فيكون ))
..وعياله يعلمون علم ( اليقين المتوارث ) أنه : (( أرحم الراحمين )) ، وهو القائل : يا عيالي (( ادعوني استجب لكم )) فلا تشركوا احدا غيري في الدعاء ، ولا تمدّوا ايديكم الى أحد سواي ، ولا تستعينون بغير صاحب العيال ، ( فمن أستعان بغيريه ذل ). وبضوء هذه الثوابت المقدسة ، فأن العيال كلما
أصابتهم مصيبة ، أو اعترتهم مشكلة أو تعرضوا الى كارثة تهدد حياتهم ، سارعوا الى رفع أكفهم بالدعاء والتضرّع ، يلتمسون الرحمة ، للخلاص من البلاء ، وتجاوزالواقعة والهلاك .. ففي كل يوم يمرّ وليلة تنقضي ترفع مليارات الايدي والاكف متجهة الى حيث ( السماء ) ، تستنجد وتحتمي(
بصاحب العيال ) بدعاء واستغاثة وبأصوات حزينة باكية ،تشق عنان السماء ، تنادي : يا صاحب العيال ، ارفع عن عيالك هذه الغمّة ، خلّهم من هذا الكرب وهذا الأسى والشقاء ، أحقن دماء احباءك الاطفال واشيوخ والنساء ، يا صاحب العيال أوقف نزيف الدماء البشرية ، فقد تحولت الى ما يشبه
الشلالات والانهار ، لقد سئمنا الموت بهذه الطريقة الهمجيّة المتوحشة ، أرسل لنا ملائكة السماء ليقبضوا أرواحنا بطريقة أخرى ، قد تجعلنا نشعر بآدميتنا المهانة وبأنسانيتنا المفقودة ... لكن الاصوات المستغيثة تتلاشى شيئا فشيئا في خضم فضاءات الاكوان البعيدة المتناهية ، بعد ان يختلط صدى
الادعية بأصوات صراخ الاطفال وبنشيج الامهات وبعبرات الشيوخ وأنين المرضى ، بين الكواكب والنجوم والاقمار ، بحثا عن باب آخر للسماء ، لكن الادعية تظل تدور ..وتدور ..ثم تختفي وتتلاشى من جديد . فيسود صمت مطبق بين الاراضين والسماوات ...... وما أن تنتهي هذه الدورة الى الفشل ،
-حتى يعود أصحاب ( صاحب العيال ) الى تدوير دعائهم من جديد ( ارفع الغمة عن هذه الامة ) ، في عملية عبثية غير منتجة مسدودة النهايات ، ولا تفضي لشيء ...فتسجل ( ضد مجهول ) كل تلك المآسي الانسانية المتراكمة ...... وهنا تزحم في الرؤوس اسئلة كثيرة ، تجري على كل الألسن ، وتحكى بكل اللغات البشرية المقدسة ، وغير المقدسة : لماذا ضلّت تلك الاستغاثات طريقها الى سماء صاحب العيال ؟؟ لماذا لم تسهّل ملائكة السماء ايصال تلك الرسائل الى مرماها ( المقدس ) ؟؟ هل كانت جميع تلك الاكف المرفوعة مزيّفة ومدنّسة ؟؟ الا يوجد فيه كف واحدة نظيفة ناصعة تستحق ان تصل بدعائها الى صاحب العيال ؟؟ هل ان مهمة الانقاذ ليست من أختصاص رب العيال ؟؟ كيف ؟ أن هذا يتقاطع مع : (( ادعوني استجب لكم )) هل ان هذه القوّة العظيمة قررت التخلي عن مهامها في رعاية رعاياها ؟؟ هل يعقل ان تكون القوانين الازلية ، قد فقدت ازليتها ؟؟ ..وهل ؟ ..وهل ؟ ...وتبقى الاسئلة تتسع وتتسع ، حتى تلامس المحضور ... لكن التدقيق فيها يستدعي التأمل والشجاعة والعلمية الموضوعية ، بعيدا عن تخريفات المعممين ، وقصص الروزخونية ، وخارج نطاق سفسطة المتسفسطين ..-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نسيت هذا ايضا
ايدن حسين ( 2016 / 7 / 5 - 09:28 )

اخي العزيز
نسيت هذا ايضا
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
و نسيت ايضا .. اوقات استجابة الدعاء .. مع ان الاية لم تحدد وقتا لاستجابة الدعاء
و نسيت ايضا .. دعاء الصائم و دعاء المظلوم و دعاء الالخ لاخيه في الغيب مقبولة
مع ذلك لا نرى دعاءا واحدا يقبل
اضف الى ذلك ادعية ائمة الحرمين الشريفين .. و التي يبدو ان لها تاثيرا عكسيا
حيث كلما دعوا الى رفع الظلم .. ازداد الظلم اكثر من ذي قبل
و احترامي
..


2 - نعم ادعية مزيفة ومضيعة للوقت لا مردود لها
فهد العنزي ـ السعودية ( 2016 / 7 / 8 - 04:23 )
هل نسي المسلمون الدعاء في وقعة احد التي هزموا فيها؟؟. هل نسي المسلمون الدعاء عندما حفروا الخندق حول المديتة في وقعة الاحزاب؟؟. هل نسي الرسول نفسه الدعاء عندما هاجر من مكة الى المدينة؟؟. ما ذا تعني الآية: واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بها عدو الله وعدوكم؟؟. الا تعني ان الاخذ بالاسباب هي المفتاح الى النجاح؟؟.هل باستطاعة المسلمون بان ينثروا الحبوب في الربع الخالي ويدعوا ليلا ونهار بان تنبت تلك البذور بدون الزرع في التربة والري؟؟.اخي الكريم السلمون يدعون كل يوم في صلواتهم على الصهاينة المحتلون لفلسطين فهل من مجيب؟؟.كلا !!. تحن ندعوا على الظلمة من حكامنا الفاسدين فهل حققنا اي نتيجة؟؟. فلسفة الدعاء هي نوع من طمانة النفس فقط والاخذ بالاسباب هي المفتاح الى النجاح.اما معنى ادعوني استجب لكم هو اعبدوني باخلاص اتقبل اعمالكم حسب التفاسير.