الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحي و القرآن_7_

حميد المصباحي

2016 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ربما بدانا نقترب من فكرة التمييز في الوحي بين الدنيوي و الديني،و التمييز نفسه بين القرآن و الوحي من جهة ثانية،و من جهة ثالثة يظهر التمييز بين،الإسلام الروحي و التاريخي،فهل يسمح الوحي،بعد توقفه،بأن يكون موضوع قراءة جديدة؟ بأية آلية يمكن فعل ذلك،و ما الغاية،و ماذا نفعل بكل ما قيل حوله كثرات و موروث ؟؟

1_الصورة و اللغة

يمكن القول،وفق ما سبق بالكثير من الحذر،أن للصور المرئية في الوحي دلالات،يلهم الله نبيه القدرة على تحويلها إلى لغة معبرة ليفهمها العربي الجاهلي،و الناس أجمعين فيما بعد،و لذلك قيل الكثير عن المصاحف الأخرى،غير المصحف العثماني،و وجد فيها المسلمون الكثير من الحرج المبالغ فيه،و هم يعلمون أن محاولات تجميع القرآن بدأت بعد قرون و لم تكن المحاولة الأولى في عهد عثمان إبن عفان،و بهذه الأطروحة يمكن التخلص نسبيا من المرجعيات المفسرة للوحي،و التي اعتمدت المأثور كمعيار وحيد للحقيقة،أي مدى صحة شهادة الصحابة و التابعين و تابع التابعين.

2توقف الوحي

بعد توقف الوحي،و انتهاء صلاحيات احتكار المعاني من طرف أبناء التابعين،يحق للأجيال اللاحقة،البحث في منطوق الوحي،قصد استجلاء دلالات قادرة على استيعاب روح العصر،في التسامح و القبول بفكر الغير و التفاعل معه،بناء على وحدة البشرية،التي طالما نبه لها الوحي نفسه في كل الكتب المنزلة،و بذلك،فإن الوحي بما هو روح للوجود الأخلاقي الذي أراده الله للعالمين،لا يمكنه أن يدعو للجريمة المقدسة كما يتخيلها الجهاديون و أنصارهم من دعاة الإسلام العنيف سواء كان سياسيا تدريجيا أو انتقاميا اندفاعيا،فالوحي لا يمكن اعتباره كما ادعت الوضعية مرحلة من تطور الفكر البشري،الذي وصل لمرحلة النضج،و عليه أن يوجد حلولا لنفسه بدون الإعتماد على الله و الرسل،بل يمكن للفكر الإسلامي ،و لمختلف الفاعلين ثقافيا،تجديد آليات فهم محتويات الوحي،بما يجعل منه فكرا قابلا للتفاعل من مختلف التصورات حوله.

3_الوحي و الشريعة

هناك مسافة ملموسة بين الوحي و الشريعة،فالشريعة كمنهج بالمعنى العام وجدت قبل القرآن،في قول الوحي،و لكل جعلنا شرعة و منهاجا_لكن المسلمين بعد أن انتصروا على غيرهم من القوى الحضارية الأخرى،وجدوا أنفسهم مضطرين للإختلاف عنها في قوانينها و قيمها و أحكامها،كما يحدث لكل الحضارات المنتصرة في حروبها،كما أن سلطة الإمارة،في صيغتها الإسلامية،كانت تبحث لنفسها عن مشروعية مقدسة،تشيد بها بناءها السياسي،لما عرف بدولة الخلافة،رغم غرابتها،فهي سلطة بعنفها و محاولات تنظيم نفسها بإسناد المسؤوليات لمن يحاسبون عليها،من هنا كانت تبدأ كل الدول،و لم تكن دولة الخلافة،أول دولة تستعين بالدين لبناء ذاتها و تبرير عنفها ضد المخالفين،باعتبارهم كفارا.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت