الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلاب المسعورة المنافقة ....العنصرية الحقيرة بين أدانة تفجيرات الكرادة وتفجيرات المسجد النبوي

سمير عادل

2016 / 7 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا شك ان قتل اي انسان، يتجول في الاسواق، او في محل سكنه ومعيشته او في عمله، او يقضي اوقات في احدى أماكن الترفيه، او يظهر في اماكن العبادة مهما كانت عقيدته، او في مطعم ومقهي معين يحتسي القهوة او الخمرة، وهو لا يحمل اي سلاح، ولا يفكر بالحرب والقتل، وفي اي مكان من العالم بما فيه اسرائيل، هو عمل ارهابي ومدان ويجب محاكمة اولئك المجرمين الذين يقتلون بدم بارد تحت شعارات وعناوين مختلفة.
تفجيرات المدن الثلاثة السعودية لا تقل وحشيتها عن تفجيرات الكرادة في العراق والتي تزامنت مع التفجيرات الاولى، ويمكن ان يقاس مدى وحشية التفجيرات بعدد القتلى والضحايا. وإذا كان هذا هو المعيار، فأن تفجيرات الكرادة هي الاكثر وحشية على الاطلاق لان عدد الضحايا بلغ أكثر من مئتين قتيل. ومن يحاول ان يصنف تفجيرات المسجد النبوي او في المدن السعودية الاخرى هي الاكثر وحشية، لأنها حدثت في بلاد مقدسة، فهو عنصري بامتياز ولا يختلف منطقه عن منطق الدواعش مهما برر ذلك.

ثلاثة مسائل تثير السخرية والاستهجان، في الاحداث الدموية الاخيرة في الكرادة والقطيف وجدة والمدينة المنورة. المسألة الاولى هي في تفجيرات المدن السعودية، تحول جميع شيوخ الدين في السعودية من العريفي وامثاله وشيوخ الاتحاد الاسلامي الذي يرأسه يوسف القرضاوي، الى بلابل في ادانة العملية التي حدثت في السعودية، بينما لم نسمع أن أحدهم ادان العملية الاجرامية التي حدثت في منطقة الكرادة في العراق.
اما المسألة الثانية، هي ان حجم استنكار اولئك الافاقين الذين عبدوا الطريق للإسلام الارهابي ضد التفجير الذي حدث قرب المسجد النبوي في المدينة المنورة، لم يكن بقدر حجم الاستنكار ضد تفجيرات مدينة القطيف. وكأن البشر في القطيف مثلما هم في الكرادة اقل منزلة ومكانة انسانية من الذين قتلوا قرب المسجد النبوي.
والمسألة الاخيرة، ان من حاول تفجير المسجد النبوي، هم من تتلمذوا وترعرعوا وشربوا من منابع العريفي والقرضاوي وامثالهما، وهم ممثلي الله والاسلام في الارض، وهم من حصلوا على تبريكات من شيوخ السعودية، كي يقتلوا الابرياء ويسبوا النساء ويبيحوا الدماء في سورية والعراق وافغانستان ونيجريا وباريس ودكا وبروكسل واورلاندو.. والقائمة تطول. اي بعبارة اخرى هم الذين يفرقون حسب التخويل المطلق الذي حصلوا عليه من مشايخ السعودية، بين صحيح الاسلام وعكسه، فلذلك قاموا بتفجير ما يعود الى ملكيتهم واقصد المسجد النبوي، فلماذا هذا العويل والبكاء على تفجير المسجد النبوي. ام ان ممثلي الاسلام الصحيح قاموا بتزوير التخويل المكلف والمحصور في منح المجرمين من العصابات الاسلامية لقتل البشر فقط، وكل من يختلف مع عقيدة الكلاب المسعورة في نظام المملكة السعودية المتخلفة.
ان اولئك العنصريين، قلبوا الدنيا على التفجير الذي حدث قرب المسجد النبوي، ولم يكن صراخهم بقدر قيمة البشر الذين قتلوا في القطيف او في جدة، وعلاوة على ذلك لم ينبسوا ببنت كلمة حول قتل المئات في تفجيرات الكرادة. وإذا ما قام من أحد بادانتها، فلم يطبل له الاعلام مثلما طبل كل افاقي الصحف المأجورة وقادة ما يسمى بالعالم الاسلامي للتفجيرات التي حدثت في المدن السعودية. وهنا نقول ان المسجد النبوي سيرمم ويعاد بنائه، ولكن الانسان الذي قتل لن يعود الى الحياة من جديد.فأيهما اثمن، المسجد النبوي او الانسان! ولكن في عرف وقانون والمنظومة الفكرية والفلسفية لشيوخ الارهاب هو المسجد النبوي. لان المسجد النبوي احد رموزهم المقدسة،وعيني تفجيره، او الحط من اعتبار والتقليل من شأن اولئك الشيوخ، ويعني لا قدسية لهم، ويعني لا احد سوف يصدق اكاذيبهم ونفاقهم، ويعني تحويلهم من عالة يعيش على تسميم فكر الناس وتضليلهم الى سوق البطالة.
ان جرائم النظام الملكي السعودي في سورية والعراق، الذي يتكون من تحالف العائلة الحاكمة مع أقذر شيوخ ورجالات الدين عبر التاريخ، تفوق بمئات المرات على جرائم النظام الملكي في فرنسا المتحالف مع رجالات الكنيسة في القرون الوسطى. ان جماهير السعودية التحررية، ستشهد المزيد من القتل والدمار على يد تلاميذ التحالف العائلي للمملكة مع رجال الدين. وان الطريق نحو الامان هو في دفن النظام الملكي - رجال الدين كما فعلت جماهير فرنسا بدفن النظام الملكي - الكنيسة.
ان الاسلام الوهابي السعودي او بدقيق العبارة اسلام النفط لا يختلف عن اسلام طالبان، ولا عن اسلام داعش، ولا عن اسلام الجمهورية الاسلامية في إيران، ولا عن اسلام بوكو حرام، فهي تشبه عملات عدد من دول الاتحاد الاوربي مثل الجنيه الاسترليني البريطاني والفرنك السويسري والكرون السويدي، واليورو الاوربي، انها ذات قيمة مختلفة، ولكن اصحابها يتفقون على السياسات العامة. والسياسة العامة لإسلام كل هذه الجماعات هي المعاداة المطلقة للإنسان، وحياته وعقيدته وفكره.
ان جماهير المنطقة، اذا ارادت ان تعيش حياة امنة وهادئة، عليها ان تقذف بالدرجة الاولى كل هذه الانظمة الى الجهنم الارضي وليس السماوي، لأن في السماء لا يوجد غير اكاذيب ونفاق شيوخ الدين الذي يستمتعون بنعم الحياة وكل انواع الملذات، بينما يسوقون البشر الى مقاصلهم الدنيوية لتخليد ملكوتهم وازليته.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السبب هو الدعاء يا اخ سمير
ايدن حسين ( 2016 / 7 / 6 - 06:52 )

ارجو من ائمة الحرمين الشريفين ان يكفوا عن الدعاء للاسلام و المسلمين
فكل يوم يمر .. و تتاكد لدينا ان تاثير ادعية هؤلاء الشيوخ الابرار لها تاثير عكسي
حتى القبر النبوي طالها يد التفجيرات
رجاءا رجاءا .. يا ائمة الحرمين الشريفين .. لا تدعوا بعد اليوم لنا مرة اخرى
فادعيتكم ليست من النوع الذي لا تقبل لعدم صلاحكم او اكلكم الحرام لا سمح الله .. بل انها تقبل و لكن بالشكل العكسي .. مما يدل انكم تفعلون امورا اشد من عدم الصلاح او اكل الحرام
و احترامي
..


2 - تغريدة
جلال البحراني ( 2016 / 7 / 6 - 14:29 )
أستاذ سمير تغريدة نادر عبدالإمام تلخص مقالك تماما
قرأتها أول أمس
https://twitter.com/NaderAbdulEmam/status/750330400883499008

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah