الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دم المسلم يتساوى فى القصاص بدم غير المسلم

مصطفى راشد

2016 / 7 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



بخصوص الرد على السؤال الوارد لنا من الأستاذة الصحفية المصرية - رشا رفعت شاهين عن دم المسلم ودم غير المسلم إن كانا يتساويان فى القصاص وهل يقتل مسلم بغير المسلم قصاصاً فى القتل العمد ؟
للإجابة على هذا السؤال نقول :-
بداية بتوفيق من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلباً للدعم من رسله وأحبائه نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام، وكل المحبة والسلام لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله كما نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لا نفرق بين أحداً منهم ----- اما بعد----------
بداية نحن نتكلم عن القتل العمد من مسلم على انسان غير مسلم فيخرج القتل فى الحرب والقتل الخطأ من موضوع الفتوى والسؤال ، حيث أن الأخت رشا تسأل عن حكم قتل المسلم لغير المسلم عمدا فى غير زمن الحرب ، وبداية فإن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق كبيرة من أكبر الكبائر وجريمة من أعظم الجرائم، فقد قال الله تعالى: ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) {الإسراء:33}.
وقال تعالى: ( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) {المائدة:32}.
ولأن غير المسلم فى غير الحرب محقون محفوظ الدم والعرض والمال في الإسلام، فلا يجوز الاعتداء عليه بأي حال ، لأنه نسل آدم وحوا ومن مخلوقات الله ، لا يملك أحد عقابه أو حسابه هو أو المسلم ، لأن هذا حقاً خالصا لله وحده هو يعلم مَن الصالح ومَن الطالح وإن كان ملحدا ----، فإذا كان الإسلام قد حرم الاعتداء على الحيوان عمداً بدون سبب، حيث قال النبي( ص ):( ما من إنسان قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها ).. الحديث رواه النسائي والحاكم ، -- فما بالك بالإنسان العاقل الذى كرمه الله بالعقل بقوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) الإسراء: 70
فالتكريم واضح لكل بنى آدم وايضا كما قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة مع شرحه: وقتل الغيلة ( أى العمد والغدر ) لا عفو فيه لا للأولياء ولا للسلطان ولا للمقتول أيضاً ولو بعد إنفاذ مقاتله، ولو كان المقتول كافراً والقاتل حراً مسلماً، لأن قتله على هذا الوجه في معنى الحرابة، والمحارب بالقتل يجب قتله ولو بعبد وكافر، فالقتل للقاتل دفعاً للفساد في الأرض ، وهو حق لله لا للآدمي، وعلى هذا فيقتل المسلم بغير المسلم حداً.
وقد استدل المالكية لمذهبهم هذا بآثار كثيرة منها ما رواه البيهقي أن النبي ( ص ) رفض قبول عذر الحارث بن سويد الذي قتل المجذر بن زياد وهو غير مسلم غيلة أى عمداً وغدرا ..
وأما مسألة قتل المسلم بغير المسلم غير المحارب ، فمما اختلف فيه أهل العلم، فمذهب الشافعية، والحنابلة أنه لا يقتل المسلم بغير المسلم ، وذهب مالك والليث إلى أنه لا ‏يقتل به إلا أن يقتله غيلة، وذهب النخعي، والشعبي، وابن أبي ليلى، وأبو حنيفة إلى أن المسلم يقتل بالذمي خاصة ، أى أهل الذمة ------, ورغم إحترامنا لكل هؤلاء الفقهاء ، إلا أنهم جانبهم الصواب فى التفسير والإستدلال ، فمنهم من فسر بعض الآيات تفسيراً خاطئاً فى قول الله تعالى: {ومَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ} [غافر: 58]. وقوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} [السجدة: 18]. وقوله عز وجل: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص: 28]. وقوله سبحانه: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: 35ـ 36] ص ق . فقد فسروا للأسف هذه الآيات للإستدلال على عدم مساواة المسلم بغير المسلم فى القصاص بالدنيا وهو تفسير خاطىء تماما ، لأن الآيات تتكلم عن الحساب والفرق بين المؤمن وغير المؤمن يوم القيامة ، لأن الله وحده هو الذى يعلم من المؤمن ومن غير المؤمن، ولا أحد منا يملك وكالة عن الله ---، وايضا هناك من إستدل بقوله تعالى (فمن عفي له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف) على اعتبار أنه لا مؤاخاة بين المسلم وغير المسلم ، وهذا قولا فاسداً لأن كل البشر على إختلاف عقائدهم هم إخوة من آدم وحوا --، ومنهم من إستدل بحديث منسوب للنبى (ص) قوله «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم، وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ـ فإن أبوا الإجابة إلى الإسلام، دعوهم إلى الذمة إن كانوا ممن تقبل منهم الجزية، فإن أجابوا كفوا عنهم»---؛ ولأن الحديث منقطع السند فيكون غير صحيح ولا يجوز جعله سنداً لحكم صغر أو كبر ، ومنهم ايضا من إستدل بحديث ايضا منسوب للنبى رواه البخارى عن مطرف سمعت الشعبي يحدث قال: سمعت أبا جُحيفة قال: ( سألت علياً (ض) هل عندكم شئ مما ليس في القرآن؟ وقال ابن عيينة: مرة ما ليس عند الناس. فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما عندنا إلا ما في القرآن، إلا فهماً يعطى رجلٌ في كتابه، وما في الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة قال: العقلُ، وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر" ) ولأن هذا الحديث ايضا منقطع السند فلا يجوز جعله سندا لحكم ، ومنهم من إستدل بحديث ايضا منسوب للنبى (ص) رواه الأمام أحمد وأبو داود قول النبي(ص) : "(المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ولا يقتل مؤمن بكافر ) وهو ايضا حديث منقطع السند لايمكن جعله سند لحكم شرعى
وأما التمييز بين الناس باعتبار الجنس، أو السلالة، أو النسب، أو الوطن، أو اللون، أو الوظيفة، وما أشبه ذلك، فهذا هو الذي يأباه الحق، ويرفضه الإسلام؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
ونحن نرى أن المسلم يقتل بغير المسلم فى غير الحرب والقتل الخطأ ، ذمى كان أو غير ذمى معاهد أو غير معاهد مادام مسالماً ، لأن دمائهم تتساوى لقوله تعالى فى سورة البقرة آية 178(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ..) وهذا عام في كل قتيل دون النظر لعقيدته ، فلفظ القتلى هنا لم يفرق بين مسلم وغير مسلم ومن يقول بغير ذلك هو لا يرغب فى تطبيق شرع الله بل تطبيق شرع الشيطان لخلل فى النفس فأحذروهم ، وأما من قال ذلك بدون قصد وبالخطأ فى الفهم والتفسير فسوف يحاسبه الله على الإستخفاف بدماء خلقه وتصديه للرأى والفتوى بلا ادراك وأدلة قاطعة مؤكدة ...
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من
أجل السلام ورفض العنف ت موبايل وفيبر وواتساب وايمو وماسينجر
0061452227517 ===== [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحصيل حاصل ولايجوز استفتاؤك
عبد الله اغونان ( 2016 / 7 / 7 - 14:17 )
هذا معروف باالنص والعقل
فغريبة هذا الفتاوى التي تستفتيك
وبمقاييس الفتوى لايجوز استفتاؤك أنت بالذات
لأن شروط الفتوى ليست متوفرة فيك وليست مكلفا بها
اذ كما تصرح أنت علماني
وتحل ماحرمه الله من خمر وخنزير
وتوالي الانقلابيين الخوارج على الرئيس الشرعي المنتخبة محمد مرسي


2 - كل عام والجميع بخير وسلام من رب السلام والمحبة
مروان سعيد ( 2016 / 7 / 7 - 18:49 )
وتحية لشيخنا الموقر حفظكم الله من شر القتلة والمفسدين في الارض
كلام جميل جدا ولكن حضرتك تخالف جميع علماء المسلمين
لقد عقدوا اجتماعات كثيرة ومؤتمرات في الرياض وغيرها واجمعوا وبصعوبة ان دم المسلم على المسلم حرام
وباعتقادي يجب جميع البشر ان يتبع تشريع الرب الاه الحقيقي وبوصاياه العشر واحداها لاتقتل
هي ناهية وجازمة وصارمة لابالحق او بغير حق لاان كلمة الحق عن الانسان مطاطة وتاتي تحت بند التكفير وتارك الدين والزاني والسارق
يا سيدي لقد قتل خالد بن الوليد عمر بن المغيرة واكل راسه تحت هذا البند
واعترف الصحابة انه تم قتله طمعا بزوجته الجميلة جدا
والمصيبة تم القتل بعد ان صلوا مع بعض
اذا الصلاة لها مفعول عكسي وشرير وهذا ما نراه اليوم من داعش واخواتها وقبل كل طلقة وقزيفة يصيحون الله واكبر
واشكرك في النهاية لاانك انسان رائع لاتفرق بين البشر وهذا ليس لدراستك الازهرية بل للحكمة التي اعطاها الله لك ولتربيتك الرائعة
ومودتي للجميع


3 - صعب ان يؤتمن من هو حمّال اوجه
شاكر شكور ( 2016 / 7 / 7 - 20:01 )
تحياتي للشيخ الموقر الدكتور مصطفى راشد المحترم ، المشكلة استاذنا الفاضل هي في تفسير شيوخ الإسلام لكلمة (الحق) الواردة في الآية التي تقول (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) ، فالحق في هذه الآية يقدّره المسلم اعتمادا على تراثه وعلى نصوص آيات قرآنية واضحة كالآية التي تقول (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة) ، فهذه الآية تعتبر مقاتلة الكفار من الجيران حق حتى في وقت السلم ، لذلك نرى اغلب محاضر الشرطة لحوادث قتل أقباط مصر من قبل الإسلاميين تميّع وتغلق او تحل بطريقة عشائرية ببركة الآية التي تقول ولا تجنحوا للسلم وأنتم الأعلون ، القرآن (كالسوبر ماركت) تجد على رفوفه اطعمة صالحة وأخرى (إكسباير) فهو مستودع ليانصيب (انت وحظك) وقد برأ كبير المسلمين نفسه وقال (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) وقانون الآخرة لا يرحم المغفلين لأن عبارة (حتما مقضيا) تعني الشواء (الباربكيو) ، اكرر التحية


4 - الكل أمام الله سواسية
عبد العزيز فرج عزو ( 2016 / 7 / 10 - 01:28 )
الحق هو ما قاله الدكتور مصطفي راشد بارك الله فيه فنصوص القرآن الكريم لا تفرق بين مسلم وغيره فالله تعالي هو الحق و لايفرق في القصاص بين أحد من خلقه فالكل أمامه سواسية نقدرجهادك لمحاربة الفكر المتشدد ونشر صحيح الاسلام الذي جاء به القرآن العظيم وليست الروايات المدسوسة التي يتحجج بها من لا يعرفون سماحة الدين وعدله بين الناس


5 - سيد شاكر شكور
احمد علي الجندي ( 2018 / 2 / 23 - 14:42 )
معلوماتك الاسلامية كالعادة محدودة
اما عن حمال اوجه
وهل الكتا المقدس اجتمعتم عليه لكي تقول لي حمال اوجه القران الكريم
ام افتح الملفات السحرية للكتاب المقدس وشدة اختلافكم في اصله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نفسه
2 وايضا القتال ليس بالضرورة بالسيف وانما القتال قد يكون بالعمل او الكلام او الدعوة
وبالتالي كيف تقول ان القتال هنا معناه القتل
اما اية لا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق
الحق حدد في الاسلام وهو
القاتل
2 في الحرب
؟؟؟؟ اذن ما هو تفسيرك لكلمة حق
واين ذهب حديث لا يدخل الجنة من لم يأمن جاره شره ولم يحدد هنا في الاية الجار انه مسلم او افر
فرجاء شغل عقلك قبل ان تتكلم في ما لا تعلمه


6 - للعبقري مروان
احمد علي الجندي ( 2018 / 2 / 23 - 15:24 )
قصة خالد بن الوليد موضوعة ولا تصح
2 اتحداك ان تثبت ان الصحابة شهدوا بانه قتلها لجمالها
وصلى الله على سيدنا محمد عليه السلام


7 - هل انا اللفت السيرة والحديث يا احمد الجندي
مروان سعيد ( 2018 / 2 / 23 - 21:56 )
تحية مجددا للجميع
عزرا اخطئت بالاسم هومالك بن نويرة
الى متى ستظلوا تكابرون والى متى ستظلوا تدافعون عن الخطئ اين شجاعتكم
هذا هو شيخكم يقر يالارهاب الاسلامي يا هيك الدين يبلا ياكل راس الصحابي وينكح زوجته
https://www.youtube.com/watch?v=rdJKEyAVAZE

ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa