الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عريظة أتهام صادره من الشعب ..( ضد )..من سلبوا عقوله وفككوا لبناته وأركانه.

حسين الجوهرى
باحث

(Hussein Elgohary)

2016 / 7 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عريظة أتهام
صادره من الشعب ..( ضد )..من سلبوا عقوله وفككوا لبناته وأركانه.
--------------------------------------------------------------------------
دخل علينا دين زاخر بالعديد من المبادئ العليا والساميه والتى ألهبت مشاعر الناس. كان على راسها العدل والمساواة. لكنه سرعان ما اختطِف وسُخِّر لخدمة مصالح المتكالبين على السلطه والطامعين فيها.
1- فى حلف غير مقدّس مع السلاطين, قام فقهاء الدين الجديد ومنظّريه بتصميم شعائره واركانه لا لغرض الالتمكين الحكّام من السيطره الكامله على رعاياهم. تعاقبت اعدادهم الكبيره, سلاطين وفقهاء توحدهم هذه الغايه والتى "فى سبيلها" استخدموا وسائلهم الفعّاله لبث الفرقه و التحزّب والكراهيه بين أفراد المجتمع. هيكلوا عداوات, سمتها الأستمراريّه, فى كل ركن و منعطف. اصّلوا المبدأ القائل "من ليس منّا فهو عدوّنا" و"منا" هنا تعود على الأسره, القبيله, القريه, الفئه او اى تجمّع آخر.
2- كانت طرقهم شيطانيّه الى أبعد الحدود. أول ما فعلوه هو ترسيخ "ألا جدال فيما نقول والا فالويل كل الويل, ليس فقط فى الاخره ولكن العقاب سيكون هنا والآن وبأيدينا فنحن الأمناء والعالمون بشئون الدين والدنيا". وكانت الحدود بكل اشكالها.
3- قاموا أيضا, وضربا بكل الأعراف الانسانيّه, بالأعتماد بصفة شبه كامله, على تاريخٍ وأقوالٍ أحاديّة المصدر. بل صارت العنعنه (حتى جمسة أفواه) مصدرا مقنّنا للأحداث والأقوال. وبهذا أطلقوا لأنفسهم العنان وبلا أى ضابط أو رابط على ما يدّعون. وظل هذا منفذا تتساقط منه جمرات من الجحيم على رؤوس الناس التى تشوّهت فى وجدانهم معايير الصواب والخطأ.
4- ولضمان احكام القبضه, وجّهوا ضربة قاضيه للعلاقات الأفقيّه بين الناس, أى لولائهم المجتمعى بين بعضهم البعض فى اختيارهم للأركان الخمسه التى يتأسس عليها الدين. ففى هذه الأركان الخمسه لا تربط الانسان أى علاقة بانسان آخر الا فى ركن واحد فقط وهو الزكاه, وحتّى هذه, فهى علاقه عليائيّه لا كرامة فيها ولا مساواه. تجاهلوا "احب لاخيك كما تحب لنفسك" وتجاهلوا "الدين المعامله" والعديد من المبادىء التى تؤدى الى ارتباط أفراد المجتمع مع بعضهم البعض.
5- انتقوا من القصص القرآنيّه والأحاديث, والتى كانت تصف مواقف وضعيّة ووقتيه محدده, وأسبغوا عليها تعميما بصلاحيتها لكل زمان ومكان. وبهذا احدثوا شللا فى قدرات الناس على الأجتهاد والتكيّف مع مستجدّات الحياه.
6- ثم جاءت الطعنه القاتله عندما قرروا تعليق العمل بقوانين السبب والنتيجه (فى حين أنها القضبان التى تسير فوقها قاطرة حياة الانسان). كانت علّتهم ان هذه القوانين تتعارض مع أحكام المشيئه الألاهيه ذات السياده والقول الفصل فى كافة الأمور.
القائمة سوداء ولا تنتهى. فى نهاية الأمر تحطّم التلاحم بين أفراد المجتمع, تلاشى الصمغ والغراء وتفكّكت البنيه. وصار الآخر غريبا يُخْشى منه ولا يُؤْتمن. ظل السلاطين وفقهائهم يرفلون فى رغد من العيش, أما الرعابا فقيل لهم أن شقاؤهم على الأرض ما هو الا اختبارا يؤهلهم فى الآخره لأجر عظيم. لم يتبقّى امام أفراد المجتمع, فى هذا المناخ الذى انفرط فيه العقد, الا التّصرّف بناءا على المصلحة الذاتيه الغير مستنيره بنتاجها الطبيعى من عشوائيه وتردّى فى سائر أنشطة الحياه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القانون
arnab awy ( 2016 / 7 / 8 - 22:11 )
2016‧-;-07‧-;-08‧-;- إذا تكلمنا عن الضمير و الخطأ و الصواب فهذا يتضمَّن مستوى أخلاقي مستقر إنسانياً و عامل الزمن في ردود الأفعال حيوي ~ باختلاف القيم الإنسانية يكون القانون مؤثراً في إيقاظ الضمير ~ العقوبات الرادعة التي أيقظت الضمير تكون نقلة لتحافظ على دوام يقظة الضمير ~ عندها ترحل مصر من ‹شبه دولة› إلى آفاق الدول ~ تدقيق النظام القانوني و سلاسة تطبيقه مفتاح الولوج من القَبَلِيَّة إلى مصر الإنسانية ~

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah