الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحي و القرآن_8

حميد المصباحي

2016 / 7 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


للتصوف مشارب و اتجاهات فكرية و حتى تأويلية للوحي،لكن حتما هناك ما يجمعها عمقيا رغم الإختلافات الظاهرة،و هي اختلافات ليست ثابتة،فالتصوف يغتني بتجارب أصحابه و إضافاتهم،بينما المأثور في فهمه للوحي ،يكتفي بما ورد أو يهرب نحو العلوم الحديثةأمستعينا بإسلا هذا العالم أو ذاك،في لعبة ساذجة،لا تميز بين الحقيقة العلمية القابلة للتجاوز مع تظور العلو م و تقنيات البحث،و ظبيعة الوحي الذي تعتبره البحوث الأثرية المأثورة،ثابتا و مظلقا،فكيف نجا التصوف الإسلامي من هذا التناقض،و ما هي حدود تماسه مع الوحي؟؟؟؟؟؟

1_روح التصوف

عانى التصوف من الحملات التي اعتبرته غنوصيا أو متأثرا بالمسيحية،فقظ لأنه حاول إغناء التجربة الروحية للمسلمين،فهو يعتبر الله محررا للناس من نير بعضهم،لأنه نفخ فيهم جميعا من روحه،الخالدة حتى بعد فناء الأبدان بالموت و غيرها من عوارض الوجود،و بذلك فالروح قابلة للسمو و الطهر،ليتجلى الله لها بعين القلب لا العقل و لا التعبد،و بذلك فهذه المزية جعل الله للناس جزاء،ينال و حظوة ما بين الدنيوي و الأخروي،و هي في الوحي غير بارزة،فالوحي مستويات،في ظهوره و حتى في خفائه،لا يدرك مضمره إلا بتغذية الروح حتى تصل لدرجة الإلهام بعد أن تقطع مراحل سابقة بجدها،و بذلك فالوحي لا ينكر منه التصوف شيئا عدا ما فسر ظاهرا بحقيقة،تعتبر الزهد غلوا،أو تجاهلا لمتع الله التي أحل لعباده،و بذلك فحتى الذنوب ليست إلا أوساخا إن اقترفت ،
بالجسد،يسهل التخلص منها،أما ما يصيب الروح فهو أخطر و أخفى و أجدر بالحذر و التنبيه له.

2-حقائق الوحي و حقائق التجلي

مادام في الوحي حقائق حول عالم الخلود،و حتى عالم المعيش،فالغيب يصله الناس معرفة بدون جهد،بل بالتصديق و أحيانا بالتعقل،حسب مدارك الناس المتفاوتة،فلماذا لا يصله غيرهما بما قد يشبه الحدس و إن لم يكن حدسا؟؟
بذلك يستظيه المتصوف الدرويش أن يرفض سلطة الحديث باسم الله لغير رسله،ألم يقل إبن عربي_(إن جلال الله أعظم من أن يجعل له من خلقه،طغمة باسمه يحكمون_
و أ لم يقل جلال دين الرومي،ليس المهم الشرع،بل ما أنت به فاعل_
أ لم يقل شمس التبريزي(من الجيد أن يكون للناس شرع،على ألا يضيق عليهم بحدوده_
من هنا تبرز رؤية الفكر التصوفي للوحي،إذا ما سمح له بقراءته و فك رموزه الروحية،التي تعنيه بالدرجة الأولى.

3ثنائية الكفر و الإيمان

يقول جلال الدين الرومي،(إن الإيمان يقتضي نقيضه و ضده
أي الكفر،بل إن المتصوفة أو بعضهم ممن عاشوا حياة الدروشة،يصرون على أن المؤمن الحق،هو من سبق كفره إيمانه،فهو لم يرث الأيمان و لم يفرض عليه،بل تدرج في سلم المساءلات الفكرية و الوجدانية وقطع مراحل ليصل للإيمان بعد جهد جهيد،و هنا يحترم المتصوف غير المؤمن،و لا يراه عدوا و لا حتى خصما،بل إنسانا خلقه الله و له القدرة نفسها على حب الله و نيل رضاه ،و كأن الفكر الصوفي هنا يجسد كلمة الوحي بعمقها الذي قال فيه الله(من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر_
و هنا يبدو التصوف عميقا في استحضاره للخفي في الوحي و ليس الظاهر أو ما أظهره الناس و توافقوا عليه،درءا للإختلاف و ما سمي بالفتنة تاريخيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب