الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجار الدين يستقتلون من أجل مصالحهم وليسوا من أجل الله

دروست عزت

2016 / 7 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



جميع أديانكم من مصدر واحد .. والقوي فيكم يأكل الضعيف عندما يقوى .. وكل نصوصكم تجارة على العقول البسطاء والسذج .. وجميعكم تدعون المحبة وأنتم أهل الشر بعينه .. فالقرون الوسطى شاهدة على أعمال الكنائيس ورجالها في أوروبا نفسها .. وما قبلها في عهد عيسى كانوا اليهود لا يقلون عنهم .. وها اليوم أحفاد أفكار محمد لا يقلون عن كلاهما ..
فالأديان أصبحت مادة للتجار في بيع منتجاتهم المتخلفة التي لم تعد العقل يقبل بها .. وكل من فسدوا المجتمعات هم رجال الدين في كل الأديان .. فمزقوا النسيج المحبة والوطنية بين قوم وقوم وبين عائلة وعائلة ولم يستفيد منه غير حفنة من رجال الدين اللذين يجلسون في الأزهر والفاتيكان وبيوت العبادة الأخرى وقادة السلطة في الحكم كونهم يحتمون بهم في غسل الدماغ الناس مقابل هم أيضاً سيوف التي تحميهم وتدعهمهم .. أما الناس تقتك ببعضها البعض بدون بوصلة وهدف مخدرة بالخيال والاكاذيب وتسير على دربهم لتأخذها الى ضلال الخيال في ملكوت لا يعرفون عنه شيئاً .. ورجال الدين يستقتلون على الدنيا ونعيمها وعلى المناصب والتنافس حتى وصلوا بالأديان إلى طوائف ومذاهب وفرق من خلال مصالحهم ودسائسهم وغاياتهم النفعية حتى اصبح الدين مهنة النعمة ..
وهذا ينطبق على كل الأديان منذ ظهورها .. وإن كان صحيحاً حقاً ما يدعونه من محبة وتعاون وتفاهم بين الناس فسيسعون إلى المحبة بين العقول والقلوب لرفع هذه المادة والفكرة التي لم تعد تدخل الدماغ بل تفسده .. ولكانوا عملوا للوحدة بين المجتمعات بدون هذا وذاك من أفكار أديانهم .. لأن الإنسان هو أغلى مادة في الكون إن كنا حقاً إنسانيون ولسنا منافقين ومهنيين في الفساد والغايات .. لأن التحريض الأرواح ضد الأرواح تجتاح بالحقد بين القلوب ولا يستفيد منها غير تجارها وبذلك تطول بأعمارهم .. لذا يستقتلون من أجل أن يقسمون المجتمعات الى الاديان والطوائف بحجة بطلان افكار بعضهم البعض .. بالرغم الدلائل تشير بأن كبارهم يعرفون حقيقة فكرة الدين وتنقله عبر السنين .. ويعرفون ماهية الفكرة بشكل يتنافى مع ما يقولونه للناس .. ويبقى العنوان لديهم وبدون إستثناء هو الكرش والقرش والعرش ..
لا نختلف في إن الفساد في الدين الإسلامي قد وصل إلى محارب مساجدهم وإن حفنة من الفاسدين يحتكرون الدين لأنفسهم وجميع الفاسدين شكلوا طبقة تدافع عن بعضها البعض ليس من أجل الله بل من أجل أن يحافظون على مكانتهم .. ولكن علينا أن لا ننسى وتتفق معاً بأن الحل ليس في المسيحية ايضاً كما يدعون الأقاسسة والكهنة .. بل بالعكس إن الفساد والوبال جاءت منها بعد أن قوي الدين في سطوته على عقول الابرياء والفقراء والبسطاء في أوروبا وطال ظلمهم على الرقاب في الترغيب والترهيب حتى وصلت الى درجة الاستغباء بالعقول وبيع اراضي الجنة للناس .. وبيت ظلمات المسيحية حتى قامت الثورات بإلغائها من السلطات والسياسة وقزمتها في بيوت عباتها ..
تعالوا يا رجال الدين المحترمون نوحد صفوفنا بدون أديان وطوائف .. ونتوحد على الإخوة الإنسان غن كنتم صادقين ويهمكم الإنسان وع-ابه في الآخرة ولم تكن كل ما تقولونه تجارة وخزعبلات .. تعالوا نبني الإنسان للعلم وللتطور للأحترام الآخر ويحب الحياة بدون وسائط بينه وبين السر الكون الذي مازال غامضاً وعظيماً .. ولكن ليس بطريقة الخيال والترهيب والترغيب والتضخيم والكذب لأن البشرية تسير في علومها لتكشف عن هذا السر الذي بالتأكيد ليس كما يقال في الاديان ..
ولنترك أبناء الماضي وأفكارهم التي كانت تتناسب عقولهم حينها .. ولنعمل من أجل غد مقبل مع أفكار ترتبط بواقعنا اليومي والآني وبدون خيال وتضخيم الأكاذيب والتصورات التي لا تصدق عن من صعد إلى السماء هو وحصانه خلال ثواني وندخل في أفلام كرتون وأحلام سندبات ومصباحه السحري .. ولسنا بحاجة إلى أن نجعل من عيسى هو إبن الله ونوره أو نجعله الله بذاته وكان الرجل ثائراً مخلصاً للناس الفقراء ولكنه لم ينجح الإفلات من الموت وهو يصرخ أباه في السماء ولا صوت ولا رد لأن دعوته قادته إلى ذلك ليبرهن بأنه ليس وحيداً ..
تعالوا لنترك ما قالوه هم وتبعناهم إما خوفاً وإما سطوة وذبحاً وإما منفعة وغاية في قلوب الفاسدين .. والأمثلة مليئة في الكنائس والمساجد ودور العبادة في العالم ..

من يحترم ذاته والسر الكون الذي سموه بانه الله فعليهم أن يخشوه ويخشوا يوم الحساب وعليهم إن يسعوا لبناء الإنسان بالعقل والثقافة والمحبة بين الأرواح وفهمه الواقع بدون خزعبلات تزرع فيه وهو صغير وبعدها يكبر و يتحول إلى كتلة من الأحقاد والفساد في المجتمعات .. تعالوا يا أقاسسة ويا رجال الدين في الأزهر والعالم إلى محبة تتناسب واقعنا وليس واقع موسى وعيسى ومحمد ..
دينكم الحقيقي هو في محبتكم للإنسان وتوعيته على الواقع وتأسيس علاقاته في الطيبة بين النفوس مهما تكن اشكالها واعراقها .. لأن الكل ملك للحياة .. والحياة لها سرها ومازال لغزاً وليس تفسيراً لكل من أتى ودعى النبوة ..
وشكراً للعقول المنيرة في الرد ..

دروست عزت / أوبسالا
9 / 7 /2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انسانيتك اجمل من عقائدهم
حميد فكري ( 2016 / 7 / 9 - 21:36 )
اجل نحن مع نادائك يا اخ عزت ،لا كشعار نرفعه من اجل منفعة او سلطة او نفوذ كما يفعل تجار الاديان بمقدساتهم التي دنسوها ،وجعلوها اكثر مسخا وقذارة.بل كمبداء وفلسفة حياة . نداء هو الاسمى من كل ما قدسوه ،لانه نداء الانسان فينا ،ونداء الحياة فينا . لاقيمة لاي دين او فكر اذا لم ينطلق من الانسان ليعود اليه.

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في