الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعاناة.. المفيدة و الضارة

يوسف شوقي مجدي

2016 / 7 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لو اردنا الحديث عن المعاناة ، فماذا نستطيع ان نخبر عن ذلك الشيء الهدام و البناء في نفس الوقت؟!..لو تناولنا المعاناة الجسدية ، و التي يمكن ان نعرفها علي انها الالم الناتج عن النقص او الاحتياج لمقوم اساسي من المقومات اللازمة للحياه مثل:الاكل و الشرب..الخ. في الغالب تكون تلك المعاناة ، هدامة و مدمرة ، فبغض النظر عن الضرر البيولوجي الذي تحدثه ، فهي ايضا تجرد الانسان من بشريته و تجعل منه كائن شبيه بالحيوان من ناحية السلوك و حتي ان قيل ان هذا اللون من المعاناة يمكنه ان يجعل الانسان يتحمل المسئولية في حياته ، الا ان ذلك لا ينفي ابدا الحقيقة القائلة ان تلك المعاناة تترك اثرا سيئا في النفس ، و عندما نتحدث عن المعاناة النفسية ، و هي التي تتمثل في فقدان شخص عزيز علينا سواء بابتعاده او بوفاته ، او الاحتياج النفسي لشعور او احساس معين مثل السعادة ، فسنجد ان تلك المعاناة لها دور بناء باستثناء حدوثها عند شخص غير طبيعي نفسيا ، فهي تغير اتجاه التفكير و بالتالي يتغير السلوك ، و لا توجد قصة في وجهة نظري اكثر تعبيرا عن المعاناة النفسية الا وصف نجيب محفوظ لشخصة كمال في الثلاثية ، فهي تعبر حقا عن دور تلك المعاناة في تجديد نظرة الانسان للحياه ، فهي ان جاز التعبير تصقل عقل الانسان ، لان لها تاثير يتشابه و تاثير التجربة الدينية الصادقة (كما وصفها وليام جيمس) ،و باختصار ،لو كانت المعاناة الجسدية تعمل عملها و كأنها تؤكد علي الصفات الحيوانية للانسان بتوضيحها للغرائز و الاحتياجات الجسدية ، فان المعاناة النفسية ، تؤكد علي بشرية الانسان بتأكيدها علي الجانب النفسي و الاحتياجات النفسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة