الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لشهيد العراق الأول وواأسفا على العراق

بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)

2016 / 7 / 13
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في ذكرى ثورة الرابع عشر من تموز 1958 نقف اجلالا، وتبجيلا، ومحبة، لمفجر الثورة، فقيد العراق الخالد، الشهيد الذي لاينسى ذكراه العراقيون ابدا، الزعيم عبدالكريم قاسم، ونقف في الوقت عينه متأسفين على ماوصل اليه العراق.
رحل الزعيم ولم يأخذ معه، الى حيث ضيعوا جثمانه، سوى محبة العراقيين.
ولأنه كان في قلوب الفقراء، قلوب من أنهكهم الفقر والمرض والأمية الملكية، قلوب من استنشقوا الحرية في صبيحة يوم الثورة، تكالبت عليه قوى الحسد، والشر، وأراذل السياسة والمال من عرب وعجم، الى تمكنوا منه، وظفروا به، في يوم أسود حالك.
اتقى الزعيم شر رفيقه، عبدالسلام عارف، وهو أقل ماقيل فيه أنه أرعن، باحسانه اليه، فردها اليه خيانة وخسة.
اتقى الزعيم شر بريطانيا، وأمريكا، وايران، وتركيا، حيث تعامل معهم بكل لطف، وبكل دبلوماسية، حرصا على العراقيين، فردوها اليه بعثيين وقوميين، من عرب وكرد، وحثالة الأقطاع والسياسة، وعصابات القتل.
اتقى الزعيم شر جمال عبد الناصر، بمساندته له ولمواجهته اسرائيل، ولكنه ردها اليه بنادق بورسعيد في أيدي حرس قومي مجرم، وأم كلثوم مع سنباطيها يغنيان لبغداد، بغداد ياقلعة الأسود، نكاية به، في صبيحة رحيله!
اتقى الزعيم شر الكرد، بترحيبه بزعاماتهم ودعمه لهم، ومساندته اياهم، ووعوده لهم بالحرية والانعتاق، ولكنهم ردوها اليه حربا لا تنتهي، ردوها اليه تحالفا مع البعثيين القتلة، ردوها اليه وقفا لاطلاق النار في يوم رحيله، ردوها اليه صفعة لقانون الاصلاح الزراعي وأعادوا العراق الى حضيرة الاقطاع.
اتقى الزعيم شر الشيوعيين، بتكريمه لهم، وتأييده اياهم، وعلاقات متينة مع الاتحاد السوفيتي، والمعسكر الاشتراكي، فردوها اليه مظاهرات خائبة تدعوا لأشراكهم في الحكومة، وقتل مستهجن في الموصل، وانشقاق، فشوهوا سمعتهم حيث كانت سمعته من سمعتهم.
رحل الزعيم ولم يخلفه نزيه وطني مثله، لم يخلفه فقير مثله. رحل الزعيم وتاه العراق، تاه الى أن عاد اليه كل ماثار الزعيم ضده؛ عاد الاستعمار، وعاد الاقطاع، وعاد الفقر، وعاد الجهل، وعاد المرض، وعاد مرتزقوا السياسة بقومييهم، واسلامييهم، وماركسييهم، وطائفييهم، ومافيوييهم، ومقاتليهم، ومفخخيهم، وسماسرتهم، وسراقهم، ومخنثيهم، تحت شعار الديمقراطية!
لم يعد يوم الاستقلال، يوم الرابع عشر من تموز، سوى ذكرى، سوى عطلة رسمية يضمها العراقيون الى صدورهم، بكل حنين، خشية أن تُسلب منهم، فيسترخون، ليتأسوا، على راحتهم، على فقدانهم لاستقلال بلادهم، وهم يرون المستعمرين، والمهيمنين، والمتدخلين، من كل حدب وصوب، يصولون ويجولون، بحماية مرتزقتهم، من زاخو الى الفاو؛ يحتلون، ويتجارون، ويقتلون، ويحرضون، ويسرقون، وماعاد للعراقيين، في ذكرى الثورة، الا أن يدعوا ربهم، أو يمنوا أنفسهم، عسى أن يُبعث فيهم قاسما آخر، أو يعودوا الى ماقبل قاسم ويقولوا ياليتنا رحمنا الله وعرفنا قدر أنفسنا ولم نتجرأ أن نطلب الحرية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم