الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوباء الاسلامي و اجتياح العالم المتحضر [2] .. محاولات أسلمة أوروبا

ابراهيم القبطي

2005 / 12 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فكرة المقال من مقال بالانجليزية (1) The Islamization of Europe

في يوم الجمعة 20 مايو 2005 ، أحرق تجمع من 300 مسلم صليبا خشبيا خارج السفارة الأمريكية بلندن ، كان هذا ردا على اشاعة اهانة القرآن على يد الجنود الأمريكان في سجون جوانتامو، و في خلال هذه التظاهرة الاسلامية تم حرق العلم الأمريكي و البريطاني ، و لعله من المثير للدهشة أن هذا الحدث لم يتم تغطيته التغطية الاعلامية الواجبة في وسائل الاعلام.

الحدث كله يتماثل مع ما يحدث في أي بلد اسلامي ، عندما تثير أي اشاعة عن اهانة الاسلام ردود فعل ضد المسيحية و المسيحيين مع سلبية الشرطة و الجهات الامنية ، و لكن الحدث مع الاسف لم يكن في مصر أو باكستان ، أو غيرهما من الدولة الاسلامية ، و إنما في المملكة البريطانية.

في الحقيقة أن أوروبا في العقود الأخيرة تمر بتغيرات اجتماعية ، من خلال التغلغل المستمر للمسلمين المهاجرين في امور السياسة و الاقتصاد و القانون و التعليم ووسائل الاعلام ، و على الرغم تعدد التوجهات للمسلمين في أوروبا بين العلمانيين الذين لا يريدون إلا الاندماج في المجتمع الأوروبي ، و الغير مهتمين من غالبية المسلمين ، إلا أن الفئة الثالثة من الاسلاميين هي التي حاولت و مازالت تحاول احداث هذا التغيير ، تغيير أوروبا ليصبح الاسلام ليس من الاديان ذات التأثير ، و لكن من الأديان الرئيسية في القارة ذات الثقل السياسي و الأيدولوجي ، و هذا لا يحدث فقط من خلال التزايد العددي و لكنه أيضا من خلال التغلغل إلى المؤسسات المدنية و الاجتماعية الأوروبية .
****
المخطط الاسلامي لغزو أوروبا:
و بالعودة للوراء ، كل هذا التغلغل الاسلامي كان تخطيطا من عقود ، ففي عام 1980 نشر المجلس الاسلامي الأوروبي "Islamic Council of Europe" كتابا عن المجتمعات المسلمة في الدول الغير اسلامية ، و الذي أوضح المخطط الاسلامي لأوروبا ، فعندما يحيا المسلمون كأقلية يواجهون الكثير من المشاكل الدينية ، لتعارض الحياة الاسلامية و الشريعة الاسلامية ، و التي تفترض الهيمنة الاسلامية على المجتمع ، مع المجتمع المدني في الدول الغربية ، و لهذا ينصح الكتاب المسلمين بتكوين مجتمعات متركزة لها مراكزها الدينية و الفقهية ، مع تجنب الذوبان في المجتمعات الأوروبية ، و مع الاحتفاظ بقليل من الاختلاط مع غير المسلمين لصالح الدعوة الاسلامية ، وينادي الكتاب بوجوب هذا على كل مسلم مؤمن ، كل هذا من أجل الهدف الاساسي ، و هو تحول المسلمين إلى أغلبية في هذه المجتمعات و فرض الشريعة الاسلامية (2). و الخلاف الوحيد هو كيفية التنفيذ لهذا المخطط بين المنادين بالتدرج البطئ أو التحول السريع ، أو حتى استعمال العنف.

و المتابع اليوم للحالة في أوروبا يلاحظ التطبيق الفعلي لهذا المخطط ، فالمسلمون يتركزون في تجمعات أشبه بالجيتو ، و يرفضون الاختلاط بالمجتمع الأكبر ، في الوقت الذي تتدفق فيه أموال السعودية لتنشئ المساجد الفخمة و تملأها بأئمة الدعوة من الدول الاسلامية. و على سبيل المثال في مدينة مالمو "Malmo" ثالث أكبر مدينة في السويد ، تنتشر العصابات الاسلامية المسلحة ، و الكثير من ساكني المدينة من المسلمين لا يعرفون التكلم بالسويدية على الرغم من وجودهم أكثر من 20 عاما في البلاد ، أما الدنمارك فشهدت حديثا أول مدرسة كل طلابها من المسلمين ، و في بريطانيا (حيث تعداد المسلمين : 1.6 - 3 مليون) يتركز المسلمون في ثلاث مناطق : الشمال الغربي و الوسط و لندن (المسماة حاليا لندنستان) ، و في بعض هذه المناطق يستهدفون المسيحيين ، و يهاجمون الكنائس و رعاة الكنائس من أجل تطهير هذه المناطق من الوجود الغير اسلامي. اللحوم الحلال صارت توزع داخل بريطانيا ضمن طعام السجون ، و المستشفيات و المدارس ، و الحجاب الاسلامي مسموح به في المدارس البريطانية ، و قد نجح بعض المسلمين في منطقة "Tower Hamlets" في لندن في تغيير بعض أسماء الشوارع بما يناسب الذوق الاسلامي .

و للأسف مزيد من مظاهر التدهور الاسلامي تجتاح بريطانيا ، حيث تطبق الشريعة الاسلامية سرا على المسلمين في محاكم شرعية ، و حيث يحظى الاسلام بحضور قوي في التعليم ، و بمكانة قد تفوق مكانة الاديان الاخرى في المدارس الحكومية ، أما عن غزو الجامعات فحدث و لا حرج ، حيث تلعب الاموال السعودية دورا في تنشيط التفكير الموجه لصالح الفكر الاسلامي . و من ناحية الغرب ، يحاول مسلمو أسبانيا أن يستعيدوا مسجد قرطبة ، و الذي كان كنيسة ، ثم تحول إلى مسجد أثناء الاحتلال الاسلامي للأندلس ، و عاد كنيسة بعد خروج المسلمين .

وحديثا بدأت حالات من التحول إلى الاسلام في الدول الاوروبية ، و ليس هذا فحسب بل بدأ تأثير الفكر الاسلامي الارهابي في التأثير على قدرتهم العقلية (3) ، و لعل آخرهم حالة الفتاة البلغارية التي فجرت نفسها في بغداد بعد أن تحولت إلى الاسلام على يد زوجها المؤمن ، و كانت النتيجة أن تحولت إلى قنبلة موقوتة بتاريخ 9 نوفمبر 2005.
****
تحول مسيحي أوروبا إلى ذميين:
و من الواضح ان أسلمة أوروبا لا تبرح خيال الكثير من الأئمة ، فأحد الأئمة الهولنديين أكد أن الشريعة الاسلامية أسمى من كل الشرائع الأخرى ، و أن هذه الشرائع بالتالي لا تلزم أيا من المسلمين بالخضوع لها ، وامام آخر من فنلندا يؤكد على شرعية قتل المرتد عن الاسلام ، و يضيف أن على الرغم من استحالة تطبيق هذا في الوقت الحالي إلا أنه يمكن التحقق عندما تقوم الدولة الاسلامية في فنلندا . و كل هذا و استغلال الحقوق المدنية مازال قائما على يد الارهابيين الاسلاميين ، و الذين يعتبرون لندنستان قاعدة اساسية لحركاتهم الجهادية.

و الغريب في الأمر أن كل هذه الحقوق لا تمنع المسلمين من الشكوى الدائمة بأنهم ضحايا التمييز العنصري في أوروبا ، و يتلاهي المجتمع المدني الأوروبي في ردود فعل مستميتة و محاولة التأكيد لهم على أن حقوقهم محفوظة . و لكن هذا التدافع المستميت من علماني أوروبا لإرضاء المسلمين لا يمكن تفسيره إلا على اساس أنهم يعانون من أعراض مرض الذمية ، حيث يعانون من نفس الاعراض التي يعاني منها الذميون في بلاد الاسلام من اليهود و المسيحيين . حيث تعودوا على الخضوع و على سيادة الاسلام .

فمن أعراض الذمية عدم الاعتراض على حرق الصليب المسيحي على أيدى العامة من رعاع المسلمين ، بل و عدم الشعور بأي علامة من مظاهر الغضب ، وكذلك من أعراض الذمية أن يؤيد بعض من قيادات مدينة قرطبة الاسبانية تحويل كاتيدرائية قرطبة إلى مسجد اسلامي .

وعلى الرغم من تزايد الخطر الاسلامي ، إلا أن أوروبا مازالت مشتتة في ردود فعلها أزاء المد الاسلامي ، فيبنما تحاول فرنسا حماية علمانيتها بحظر الحجاب ، تعدل هولندا من قوانين الهجرة و تعيد النظر في مبدأ التعدد الثقافي بعد اغتيال المخرج السينمائي الهولندي ثيؤ فان جوخ على يد ارهابي مسلم بعض عرض فيلم يفضح حقيقة معاملات المرأة في الاسلام (4) ، أما بريطانيا فمازالت تدرس امكانية التعامل مع الاقليات المسلمة بتقسيم المناطق الاسلامية إلى مقاطعات تتبع الشريعة الاسلامية ، و السؤال و ماذا عن المسيحيين في هذه المناطق الاسلامية ، و هل سيسمح لهم بممارسة حقوقهم الدينية في تلك المناطق الاسلامية؟
****
مازال المسلمون عدديا أقلية في المجتمعات الأوربية ، حيث لا يزيد عددهم عن 20 مليون في الاتحاد الأوروبي ، و باستثناء ألبانيا ، لا تتعدى نسبتهم في كل ادول الأوربية على الأكثر 10 % ، و لكن الاحصاءات تشير إلى تزايد الهجرة من المجتمعات الاسلامية ، مع تزايد الانجاب بين المجتمعات الاسلامية ، مما يرجح أن خطر الاسلام في تزايد مستمر ، مع هبوط معدل الانجاب بين سكان أوروبا الاصليين .

وعلى الرغم من سلبية المسيحيين في أوروبا تجاه هذا الزحف الاسلامي ، و تعاميهم عن حصان طروادة الاسلامي (الهجرة و الانجاب) ، إلا أن حقيقة الخطر الاسلامي قادرة أن تمحو كل معالم الحضارة الأوروبية المسيحية ، و التاريخ يشهد بأن أفغانستان و شمال أفريقيا و آسيا الوسطى كلها كانت مناطق مسيحية وذات حضارات عريقة تم محوها على يد التتار المسلمين .
****
لماذا نهتم و نحن نعيش في الشرق؟
هذا السؤال المنطقي يطرح نفسه ، فما لنا نحن و الأوروبيون و الأمريكان؟ هذه مشكلتهم ؟
و الاجابة تتلخص في أننا نعيش في الجحيم الاسلامي الآن ، و يهرب البعض منا إلى مساحة من الهواء الحر و حقوق الانسان في المجتمعات الغربية ، فإذا فقدنا هذا هذا المتنفس الحر من الحضارة و الحرية ، فأين المفر بعد ذلك ، أنا أعلم أن الخطر مازال محدودا و خاصة مع انتشار الوعي بالسلام في الأوساط الأوروبية و الأمريكية ، و لعل حادث 11/9 كان بداية الاكتشاف ، و بداية الوعي ، و لكن مازال الكثير منهم يحتاج إلى المساعدة في التخاص من هذه الحيادية القاتلة تجاه الفكر الاسلامي بدعوى حقوق الانسان و حرية التعبير عن الرأى . فلا يصح أن يُرتكب نفس الخطأ مرتين في التاريخ ، في الشرق و الغرب .

وهنا يأتي دور مسيحي الشرق من المهاجريين ، و الذين يحملون عبء التوعية لهذه المجتمعات المغيبة من شباب و علماني أوروبا ، و يحملون المزيد من المسئولية بالمشاركة في كافة المنظمات المدنية في أوروبا و أمريكا ، و يحملون أيضا مسئولية المشاركة الحزبية في هذه الدول ، فدورنا لابد أن يتعدى الهروب من الاسلام إلى مواجهته ، و بدلا من أن نكتفي بترك بلاد الاسلام إلى بلاد الحرية ، لابد أن ننقذ هذه الحرية من الضياع تحت أقدام الجراد.

مسيحو الشرق هم خط الدفاع الأقوى ضد التغلغل الاسلامي للحضارة الغربية ، فهم من ذاقوا طعم الحكم الاسلامي و عدالته المزعومة ، و سماحته القاتمة ، و هم وحدهم يعرفون ما معنى أن تفقد وطنك ، و أن يمتلئ تاريخك بصفحات لم يكن فيها مكان للكلمات ، فقد ملأتها بقع الدم . هم يعرفون مصدر آلام الشرق الأوسط ، حيث يسكن الشيطان ، و حيث يحكم الظلام ، و يتنشر اليأس و الفقر و المرض و العبودية .

كما نعرف وجود الموت باجتماع النسور ، نحن مسيحو الشرق نعرف وجود الجحيم حيثما يوجد الاسلام . و آن لنا أن نُعرف العالم كيف يمنع أنهار الدماء والجحيم من التسلل داخل معاقل الحرية .


-------------------
الهوامش و المراجع:
1) http://www.barnabasfund.org/archive/General/text/11aug05.htm
2) (M. Ali Kettani “The Problems of Muslim Minorities and their Solutions” in Muslim Communities in Non-Muslim States (London: Islamic Council of Europe, 1980) pp.96-105)
3) لقراءة المزيد عن تحول بعض الأوروبين إلى الاسلام و إصابتهم بلوثة التفجير الانتحاري:
http://www.danielpipes.org/article/3184
4) اقرأ المزيد عن هذا الحدث في و شاهد الفيلم التسجيلي الذي أدى للاغتيال هنا :
http://www.exmuslim.com/theo.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي


.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس




.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد


.. 119-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال