الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يافقراء العالم اتحدوا

صبيحة شبر

2005 / 12 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان النداء خلال وجود المنظومة الاشتراكية وطليعتها الاتحاد السوفييتي موجها الى الطبقة العاملة ، لانها الطبقة التي تقود النضال من اجل تغيير العالم والقضاء على نظم استغلال الإنسان ، واليوم بعد ان انهارت الأحلام بتغيير العالم ، وأصبح الإنسان يائسا من التغيير على الأرض ، وانتقلت فئات واسعة من الجماهير بعد ان رأت انهيار تحقيق أحلامها على الأرض ، انتقلت هذه الجماهير الواسعة الى الجانب الأخر من النضال ، وهو ان تعمل في دنياك كأنك تموت غدا ، أضحى هذا النداء الخالد يوجه الى الفقراء والمعوزين بدلا من العمال المناضلين من اجل اعطاء بعض الأمل للنفوس البائسة التي قضى على ابتسامتها المشرقة كثرة ما عانته من ظلم وتعرضت له من تنكيل وقسوة وضياع حقوق ، انعدم الأمل في تحقيق حياة اقل بؤسا وشقاء على الأرض ، وبدل بعض الناس انتماءاتهم من أقصى اليسار الى أقصى اليمين ، وأصبحوا مستعدين الى التضحية بالحياة الدنيا البائسة التعسة التي تخلو مما يسر النفس ويبهج الفؤاد الى العمل بإخلاص متناسين الفرح في الحياة الأولى لينعموا بالحياة الآخرة الزاخرة بالنعيم والجنات الواسعة التي عرضها السماوات والأرض والتي أعدت للمتقين ، دون ان يفهم هؤلاء المساكين من هم المتقون ؟ ودون ان يدركوا ان الحياة الدنيا في وجهة النظر الدينية ، اختبار وابتلاء لبني الإنسان لمعرفة مدى احتمالهم وصبرهم على المصائب والحرمان
أوجه النداء الجميل الى الفقراء الذين ازدادوا فقرا ونعاسة وتضاءلت أحلامهم في إمكانية تغيير حياتهم ، وهم يرون ان الامكانات منعدمة في تبديل الحياة وجعلها أكثر إشراقا واقرب مدعاة الى الرضا والقبول ، زاد فقر الفقير شراسة وظلما ، لان غنى الأغنياء قد ارتفع أضعافا مضاعفة ، وانعدمت في بلادنا الطبقة المتوسطة التي تستطيع إشباع حاجاتها الأساسية بشق النفس والعمل المتواصل ليلا ونهارا من اجل توفير الضرورات لأفراد الأسرة ، تضخم فقر الفقير واضحي أكثر حاجة مما كان بعد ان أصبحت جميع الضرورات لاتشبع الا بالمال من مأكل وملبس وسكن وتعليم ولوازم صحة وعافية ، أجرة الطبيب ترهق ، والدواء الذي وصفه قذ يذهب بكل الراتب ، والفقير المسكين برى ان نتيجة عمله المرهق والمضني يذهب ، دون ان يتمكن من سد حاجاته الاساسية
لم تعمل الحكومات شيئا لمساعدة الفقراء المعوزين ، لا يوجد العلاج المجاني الجيد ، فيضطر المريض الى الاستدانة والذهاب للمعالجة بأثمان باهضة تكلفه الكثير ، ولم تعمل الحكومات شيئا للقضاء على ظاهرة الغلاء ، ولم توفر البضائع البديلة التي قد تساعد الفقير لانه يجدها بسعر مناسب يتلاءم مع امكاناته المتواضعة
فاذا لبى الفقر ندائي للاتحاد والثورة ، فان حركة واحدة ،الضغط على الزناد مثلا قد تودي بالحياة التي لم تعد تساوي شيئا بعد انعدام الأمل في إمكانية التغيير الى وضع أفضل ، وبات الحال في تراجع الى الخلف والمكاسب التي استطاع الفقراء ان يحرزوها سابقا ، ما لبثت ان افترستها الاسعار المرتفعة والتي لاترحم احدا
ايها الفقراء كفاكم أحلاما ، اقنعوا بالواقع ، ارضوا بما قسمه الله ، ولا تشرئب أعناقكم ، الى ما حبا الله غيركم ، والا أصابكم التعب ، وحلت عليكم أللعنة بأشد مما هي عليكم ألان ، هيا ابتسموا وتخيلوا ان واقعكم قد تبدل وإنكم قد استطعتم تحقيق الأحلام والوصول الى الأمنيات
صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا.. هيي?ة الا?وقاف في طرابلس تثير ضجة واسعة بمهاجمتها ال


.. 158-An-Nisa




.. 160-An-Nisa


.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم




.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك