الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إضراب سجن آمد 1982م ... رمزاً للمقاومة والحرية

دلشاد مراد
كاتب وصحفي

2016 / 7 / 17
القضية الكردية


"المقاومة حياة" الشهيد مظلوم دوغان
"إننا بمقاومتنا ... نحول الموت إلى حياة" الشهيد كمال بير


لم يعد يخفى على أحد أن تاريخ حزب العمال الكردستاني الذي تأسس في 27 تشرين الثاني 1978م قد اقترن بالمقاومات البطولية لكوادرها المؤسسين الذين أصبحوا ملهمين للمقاومة ورموزاً لها طوال مسيرة الحركة التحررية الكردستانية المستمرة إلى يومنا هذا، ولعل أبرز المقاومات البطولية في تاريخ الحركة كان "إضراب الموت" الذي لجأ إليه معتقلو الحزب في سجن آمد (ديار بكر) في أوائل الثمانينات من القرن المنصرم احتجاجاً على سوء أحوال السجن والمعاملة غير الإنسانية والتعذيب المتبعة بحق السجناء وعدم السماح للمعتقلين بالدفاع عن أنفسهم بشكل كاف.
في 21 آذار 1982م وأثناء تنفيذ ثاني إضراب للموت في سجن آمد استشهد الرفيق مظلوم دوغان مما دفع بباقي المعتقلين إلى تصعيد إضرابهم وإعلان إضراب آخر للموت في 14 تموز 1982م مما أدى إلى استشهاد أربعة من معتقلي الحركة من خيرة كوادرها وكان من أبرزهم: كمال بير الذي كان يقوم برفع معنويات كوادر المجموعة الآبوجية التي يقودها في السجن وكان يقول لهم: "إننا بمقاومتنا (إضرابنا) نحول الموت إلى حياة"، وخيري دورموش الذي كان إلى جانب القائد أوجلان أثناء إعداد برنامج الحزب في مرحلة التأسيس.
يوم 14 تموز 1982م يعتبر نقطة مهمة في تاريخ حركة التحرر الكردستانية، وقد أثرت كثيراً على المسار السياسي في تركيا، فقد اضطرت الدولة التركية بعد تنفيذ معتقلي سجن آمد لسلسلة من إضرابات الموت إلى التخفيف من سوء معاملتها للمعتقلين وتحسين أحوال السجون في جميع أرجاء البلاد، وبالنسبة لحركة التحرر الكردستانية فإن تصعيدها لنضالها والتوجه نحو قفزة 15 آب 1984م (إعلان الكفاح المسلح) كانت بمثابة الوفاء لشهداء مقاومة آمد، وتأكيداً على ديناميكية الحركة، ومدى التحام الشعب الكردستاني مع شهدائه والسير على خطاهم في النضال والكفاح للوصول إلى الحرية المنشودة، ولعل قيام الشهيدة زيلان (زينب كناجي) بعملية فدائية (تفجير جسدها) في ولاية ديرسم بباكور كردستان في 30 حزيران 1996م لم تكن إلا تأكيداً على روح المقاومة المتجذرة في حركة التحرر الكردستانية، بل وتستمر هذه الروح في إثبات ذاتها من خلال المقاومة التي تبديها الكريلا ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة في مواجهة سياسات الدولة التركية والمرتزقة والقوى الظلامية من داعش وأخوانه.

[email protected]

* المقال نشر في صحيفة روناهي/ العدد 310 - الأحد 17 تموز 2016م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين


.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال




.. الاحتجاجات تتصاعد.. الاعتقالات في أميركا تتجاوز ألفي طالب


.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل




.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال