الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراك النسوي الأعرج

رفيقة بوحيدر

2016 / 7 / 20
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


من وثيقة "سينيجا فيلز" مروراً بالحركات النسوية الليبرالية و الأخر الراديكالية و تحت مسميات عدة كذوي الجوارب الزرقاء و السوفراجيت كإميلين بانكيرست , نجحت أوروبا و أمريكا الشمالية في خلق المرأة من رحم المرأة .

فقد أدركت أن الوصول الحقيقي لحقوقها لا يتم إلا بمعرفة حقيقة أن الرجل سبب رئيس تجتمع فيه أسباب عدة كالدين و العادات و المجتمع , و لكنه ليس العامل الوحيد وراء اضطهاد المرأة , فهي تلعب دوراً حساساً تجاه ذاتها و مثيلاتها حين تنصاع لهذه السلطات التي تعود للذكر السلطوي فهو الشيخ و القسيس و الحاخام و الكاهن و هو الملك و الأمير و الرئيس و الوزير و هو الأب و الزوج و الأخ و الابن فرضوخها لهؤلاء تحت أوامر مقننة جيداً لمصالح الذكورة تجعلها من أخطر العوامل ضد ذاتها .

و لنضرب مثلاً جدالي اليومي مع أمي حول مسألة المحرم التي تشدد عليه خالقة لها عراقيل فقط من الإيمان الأحمق بأنها من غير الذكر هي في خطر محدق و ممن هي في خطر ? من ذكر آخر !!
و نرفعه إلى مستوى فقيهات الدين كفقيه الأزهر التي تقول بما معناه أنه يجوز للجندي المسلم أن يتمتع بالأسيرة كما يتمتع بزوجته معللة ذلك بأن الأسيرة من طرف الأعداء و الأشد من الإجازة استخدامها للفظ الإمتاع و كأن المرأة ليست إلا قنينة بيرة للنشوة فالقمامة - تمتع إقذف و بارك الله فيك - .

فالمرأة في الجغرافيا العربية محاطة بمحميات الذكورة فهي مقيدة بالإسلام كدين ذكوري و بالتقاليد كطريقة حياة منصاعة للذكورة و بالمجتمع كحاوٍ لها فهي تحت الذكر في جل وضعياتها الاجتماعية , فأين المفر ?! لذا تشهد حركاتنا النسوية خروجاً انفعالياً هائجاً ضد الذكر و لا لومٌ عليهن و لكنها تهمل المفتاح الأول لنجاحها و هو المرأة , تهمل الهدف الأساس و هو رفع الوعي لدى النساء من خلال النقد الصريح للدين و المجتمع بعاداته و تقاليده , و تحطيم المفهوم الأخرق للحماية الذي يغسل به النص الذكوري عقول النساء , فالنص القرآني و الحديث المحمدي و ما يترتب عليهما من أحكام فقهية ما هي إلا نصوص ذكورية كتبت بذكورية و حكمت بذكورية لتحقق رغباتها الذكورية و الحديث عن هذا الدرن الذكوري الديني يطول و يعرض .

و لتلك الأسباب نرى أن التنظير للحركات النسوية في البلاد العربية أعرج إن لم يكن أكسح , و يليه تطبيق مهزوز لفئة نادرة جداً فيضل واقعنا النسوي في بلاد لا يزال فيه العضو الذكري الإله الخفي وهماً من الحريات التي ما هي إلا قطنة ممبلة بالسم لسد عقولنا النسوية الانتفاضية فما الأمور التي وهبت لنا في السنين الماضية , ما هي إلا أساسيات للعيش الطبيعي لأي كائن بشري من تعليم و عمل و خدمات صحية , و لسنا ممتنين لهم فيما قدموه لنا , و لن نكون .


و على ذلك حين نريد أن نشعل حركة نسوية حقيقية حركة تعي ما تسعى إليه حركة نسوية عربية في بلاد الصحراء علينا أن نحرق جلودنا و نتعرى من رضوخنا و نعلم أننا لن نهدم عضو الذكورة مالم نقدس أرحامنا كما يجب أن تقدس فالغشاء العربي الذي يغطي أعيننا كصحراويات و عربيات ليس برقة غشاء الشرف الذي صنعه الذكور لنا من أجل متعهم الشخصية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من بقايا جاءت من العراق.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمر


.. العربية ويكند | معايير السعادة لدى الشباب.. و تأثير وسائل ال




.. الصحفيات في غزة تحت النار في ظل سياسات القمع والتمييز


.. الصحفية غدير بدر




.. كيف تؤثر وسائل التواصل على نظرة الشباب لتكاليف الزواج؟