الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو جهل... رضي الله عنه

بدرالدين بلعيبود
أستاذ جامعي

(Belaiboud Badreddine)

2016 / 7 / 21
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قد يستفز هذا العنوان الكثير من القراء، وسبب كتابة هذا المقال هو سؤال طالما طرحته على نفسي: ماذا لو لم يقتل أبا جهل قبل فتح مكة؟ ألم يكن سيصبح من كبار الصحابة ونترضّى عنه ونقول أبو جهل رضي الله عنه؟ ومما لا شك فيه سيغيّر كهنة المعبد اسمه وترجع التسمية لأصلها... أبا الحكم رضي الله عنه وأرضاه... والويل والثبور لمن يصرح أو حتى يلمّح بصدق نية وحسن سريرة هذا الصحابي الجليل...في ذهن القارئ الكريم بالتأكيد سيطبق قياسا عكسيا على كثير من الشخصيات التي تعد من عظماء صدر الإسلام والذين كان فتح مكة حدا فاصلا لهم بين "المعارضة" و"الموالاة" للرسول الأكرم.
كم من سفهاء عظّمهم التاريخ وكم من عظماء غضّ عنهم الطرف، أتكلم عن الطلقاء ليس كل الطلقاء، لأن بالتأكيد هناك من استقام إسلامهم وحسنت سريرتهم وسيرتهم، إن كلامنا لا ينطلق من بعد مذهبي ضيق ولا انتصار لمذهب دون مذهب لأنني ببساطة لا أؤمن بالمذهبية والطائفية في الإسلام، ومع ذلك فأنني احترم مختلف المعتقدات والتوجهات الموجودة في مجتمعاتنا.
إن تأثير ما سموا بالطلقاء له تأثير حاسم على مسار التاريخ الإسلامي، حيث يقول المفكر مالك بن نبي أن مسار الحضارة الإسلامية انتقل من المسار الروحي إلى المسار المادي بموت الخليفة الرابع علي رضي الله عنه، أي بانتقال السلطة إلى الأمويين وانتقال الحكم من الشورى إلى الملكية.
السؤال الذي يطرح كيف تقلد الحكم من دخل للإسلام في الدقائق الإضافية وتحت مقولة اذهبوا فأنتم الطلقاء؟ بالتأكيد أن الوضع السياسي والاجتماعي لبني أمية قبل الإسلام أهلهم لتبوأ هذه المكانة القيادية، فقد كانت الأسرة الأموية سيدة قريش وتمسك بزمام التجارة والمال، ففي حقيقة الأمر أن الإسلام لم يستطع إلغاء العقلية القبلية التي كانت وما تزال تعشش في المجتمعات العربية، صحيح أن القبلية تراجعت قليلا في حياة الرسول الأكرم وفي عهد الخلافة الراشدة لتعود بقوة مع الأمويين لتجرف كل تعاليم الذي جاءت بها الرسالة السماوية.
هل يمكن أن نعتبر خلافة بني أمية ردة عن المبادئ السامية للإسلام وعن أهم مبدأها السياسي وهو الشورى؟ إن المعضلة الحقيقية في توظيف الدين من طرف السلطة الأموية من أجل إعطاء مبرّرات تعطي شرعية النظام القائم الذي أسّس لنظام ملكي، فاستعملت السلطة كل الوسائل المتاحة لتحقيق هدفها، وكان تحريف التاريخ واختلاق بعض الأحاديث النبوية وتحريف البعض منها، إن الكلام عن منجزات الدولة الأمية هو نفس الكلام على منجزات تخص العمران وتطور في بعض مجالات العلم شأنها في ذلك شأن إمبراطوريات أخرى كالفرعونية والبابلية والرومانية، وليس كما يتشدق البعض بأن التطور الذي حصل كان بفضل الإسلام، فالفقهاء وعلماء الحديث كانوا ضد أي تفكير متجدّد ومتنوّر، فكم من العلماء والمفكرين قتلوا بتهمة الزندقة وكم من كتب أحرقت باسم الدين، يجب إعادة قراءة التاريخ الإسلامي بأكثر موضوعية وبعيدا عن تقديس الأشخاص، وأيضا بعيدا عن النظرية المذهبية الضيقة التي لا تقبل نقدا ولا رأيا غير الذي وضعه أرباب وأوثان كل مذهب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أبوجهل ختم حياته بالكفر عكرمة ابنه مات مسلما فقيها
عبد الله اغونان ( 2016 / 7 / 21 - 01:40 )

عرف عن المسمى قيد حياته أبو الحكم والملقب بأبي جهل لجهله في الدين والخلق
وقد قتل يوم بدر
وقد أسلم ابنه عكرمة ابن أبي جهل وكان من كبار الصحابة وعرف بفقهه وتقواه وجهاده
لايجوز الترحم على من قطع الله تعالى بكفره ومات على ذلك
ذلك هو حكم الله في أب ابراهيم وابن نوح وفرعون وأبو لهب من توعدهم بالعذاب مسبقا

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس