الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤيتنا لالغاء التعليم الجامعي المجاني ..

حسن سامي

2016 / 7 / 21
التربية والتعليم والبحث العلمي


رؤيتنا لالغاء التعليم الجامعي المجاني ..


بقلم الدكتور حسن سامي


ردود الافعال التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي حول طرح السيد علي الاديب موضوع الغاء مجانية التعليم كانت غير موفقة تماما و انها تعكس عن عجز ثقافي كبير. قدر تعلق الامر بالثقافة السائدة في مجتمعنا عندما لا يعجبنا طرح او بوست ما على الفيس فان ردود الافعال لا تخلو من مفردات عميل .. خائن .. خايس .. نذل .. كلب بن كلب .. ساقط بل ينسحب التعليق للطعن بالشرف و النزاهة و حتى اسم العائلة.


من جانب اخرالسيد الاديب هو الاخر غير موفق بطرحه الموضوع بشكل غير مدروس من حيث طرحه بهذه الصيغة مع كل قرارات حكومة العبادي السلبية في تقليص الرواتب و فرض الضرائب و التعديلات السلبية على قانون التقاعد و فقدان الاسلوب و السيطرة الصحيحة على الرعاية الاجتماعية لا يمكن فهمه الا انه طرحا غير مسؤول.


و لكن السؤال هل نحن فعلا بحاجة التعليم المجاني ؟ برأي المتواضع نعم نحن بحاجة الى تعليم مجاني للدراستين الابتدائية و الثانوية و لكن يجب تعديل المناهج التربوية و تعديل الزمن ليكون من الثامنة و نصف صباحا حتى الخامسة عصرا مع كافة انواع الرعاية التربوية و مغادرة وسائل التعليم القسري و الامتحان التحريري و الشفوي في المرحلة الابتدائية و استبدالها بطرق مبتكرة وفقا لعلم النفس التربوي و علم نفس الطفل. في احدى الدول تدرس قواعد المرور في الدراسة الابتدائية و مباديء علم الاخلاق و منهاج اخرى تتعلم بتنمية القدرات العقلية و الذهنية و المواهب بطرق تدريبية و التركيز على اللعة الانكليزية . و طبعا انتهاج هذا الاسلوب يؤدي الى تعلق الطالب بالمدرسة و الارتباط بها. طبعا هذا يحتاج الى تشريع قوانين متخصصة واخرى ساندة تتزامن مع تاهيل الاساتذة ماديا و تربويا.


اما التعليم الجامعي فيجب ان لا يكون مجانيا


لقد كان التعليم هدفا للعديد من فئات المجتمع العراقي اما اليوم فقد اصبحت الشهادة هي الهدف و شتان ما بين الهدفين.. مما لاشك فيه الاستهتار في التعليم الجامعي بلغ حدا لا يمكن السكوت عنه ، و التماس العذر الحكومي برفع نسب النجاح على حساب العملية التعليمية من خلال منح درجات اضافية للطلبة الفاشلين. عدم وجود دراسات حقيقة لحاجة سوق العمل و وضع الخطط العملية لتلبية حاجات هذا السوق في نظم القبول في الجامعات كان له الاثر السلبي على حجم الخريجين و حاجة السوق و ازدياد اعداد الافراد العطلين عن العمل.
انا برأي هذا كله من تداعيات التعليم الجامعي المجاني.


اذا ما الحل؟
عندما طرحت هذا الموضوع اول مرة امام احد المسؤولين .. قال لي لو سمعت الناس بهذا الخطب لثارو علينا و لم يبقوا لنا باقية.. فقلت له على هونك دعني اكمل حديثي فانا عراقي ديواني و لم احضر من كوكب اخر حتى اتحدث في فضاءات الفراغ الخارجي.


ان الهدف من الغاء مجانية التعليم الجامعي هو لغرض تنظيم التعليم الجامعي و جعل مخرجاته وفقا لمتطلبات سوق العمل و السيطرة على الاموال المهدورة و تخصيص الاموال اللازمة فعلا لحاجة كل جامعة.
عندما نقول الغاء مجانية التعليم الجامعي لا يعني تحميل الطالب نفقات الدراسة الجامعية من امواله الخاصة ابتداءً ـ و لكن يمكن طرح موضوع القروض او المنح المالية و فق اليات محددة.


لقد ورد في حديث السيد الاديب ان الطالب العراقي الواحد يكلف الدولة 13 مليون دينار سنويا ، امر جيد اذا كان الرقم مدروسا بعناية فاننا يمكن ان نحدد الامور الاتية :-
اولا- التخصيصات المالية لكل جامعة قياسا بحجم طلابها.
ثانيا- يتم تحدد الرسوم الدراسية لكل اختصاص
ثالثا- تخصيص راتب شهري مجزي لكل الطلبة في كل الاختصاصات
رابعا- المجموع الاجمالي للرسوم و الرواتب يجب ان لا تتجاوز المبلغ الاجمالي للتخصيصات المالية في اولا.
خامسا- تعتبر المبلغ المدفوعة للطالب في ثانيا و ثالثا اعلاه قروضا ميبسرة بفائدة بسيطة لا تتجاوز 2%.
سادسا- يبدأ سداد القروض بعد تعين الطالب في احدى مؤسسات الدولة او القطاع الخاص و باقساط ميسرة جدا جدا بحيث تحفظ كرامة الخريج و احترام طريقة عيشه.
سابعا- للجامعة حق اسقاط القروض عن مخرجاتها من الطلبة اذا ثبت عدم حصولهم على العمل بعد 10 سنوات على الاقل من تاريخ تخرجهم.


اذا تمكنا من الوصول الى جوهر و روحية المقترح اعلاه فاننا سنحقق ما ياتي:


اولا- عدالة توزيع التخصيصات المالية بين الجامعات العراقية على الاقل في العشرة سنوات الاولى و من ثم ستكون مستقلة ماليا بمرور الزمن و تحقق العائد من دين مخرجاتها.


ثانيا- رفع العبء المادي عن كاهل ذوي الطلبة في المرحلة الجامعية


ثالثا- حث الطلبة على الجدية في الدراسة و اختصار زمنها لكي لا يتحملوا اعباء مادية اضافية ناتجة عن رسوبهم لسنة او اكثر.


رابعا- لحث الطلبة على الاهتمام بالجانب العلمي يخفض الراتب السنوي للطالب عن كل سنة رسوب بمقدار يمكن ان تحدده الجامعة او ادارة الكلية المعنية


خامسا- اختيار الطالب لاختصاص ما ستحدده رغبته بالدخول في سوق العمل الذي تحدد حاجاته وفق دراسات سنوية بتوقع مستقبلي تقوم به وزارة التخطيط العراقية و دائرة التخطيط في كل محافظة او قسم التخطيط في الجامعة.


سادسا- امكانية تقديم منح مالية مجانية لترغيب الطلبة في اختصاصات معينة يحتاجها سوق العمل و لا يوجد توجه عليها


سابعا- امكانية منح زمالات او منح مجانية للطلبة المتفوقين في كل اختصاص لتشجيع الطلبة على التفوق و الابداع


ثامنا- امكانية عقد اتفاقيات مع وزارات و مؤسسات الدولة المختلفة للتعاقد مع مجموعة من الطلبة اثناء دراساتهم الاولية و تحمل كامل المنحة المالية او جزء منها على ان تعين هذه الوزارة الطالب المتعاقد معه في احدى دوائرها حال تخرجه


تاسعا- امكانية عقد صفقات لوضع حلول لمشاكل بحثية لوزارات الدولة و القطاع الخاص لقاء اجر محدد.


انا واثق بعدم طرحت من اصل فكرة الغاء التعليم المجاني انكم تتوافقون معي حول هذا الموضوع الذي بدايته تحتاج الى دراسة جدية من قبل اساتذة متخصصين و وضع ستراتيجية لهذا الغرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غريب جدا
مجدي محروس عبدالله ( 2016 / 7 / 21 - 14:31 )
اعتقدت عندما رأيت عنوان المقال
ان الكاتب مصري يناقش التعليم في مصر
فاذ هو عراقي يناقش التعليم في العراق
غريبة - مشكلات التعليم في بلدان العالم الثالث متشابهة لدرجة التطابق

تحياتي للكاتب

اخر الافلام

.. فيديو طريف.. كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة شاهدت دمى تطفو


.. الرئيس العراقي: نطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف القتال في غ




.. سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز


.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة




.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا