الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء عن إلغاء مجانية التعليم الجامعي

موسى راكان موسى

2016 / 7 / 21
التربية والتعليم والبحث العلمي





أظن بأنه لا يخفى على أحد المساعي الدؤوبة لجعل التعليم الجامعي مجانيا ؛ حركات طلابية ، هيئات حقوقية ، منظمات إجتماعية .. إلخ ــ إلا أن هنالك أصوات تنادي بالعكس ، أي تقف ضد مجانية التعليم الجامعي . من تلك الأصوات كان صوت الدكتور (حسن سامي) ، الذي طرح موضوع بعنوان (( رؤيتنا لالغاء التعليم الجامعي المجاني .. )) ، بالحوار المتمدن [ العدد : 5230 ] .

الدكتور (حسن سامي) يتناول موضوعه قاصدا التعليم الجامعي في العراق ــ و الوضع الجامعي في العراق مشابه نوعا ما للوضع الجامعي في دول العالم الثالث ؛ بالتالي فصوت الدكتور (حسن سامي) المعاكس للمطالب المنادية بمجانية التعليم الجامعي ، نجد صداه في دول العالم الثالث [ أي يتكرر ] ، لذا فهي فرصة للنظر في ما يقدمه هذا التيار المعاكس ، كما هي فرصة للقيام بتحليل شيء من خطاب هذا التيار .

# سيكون التركيز في تناول موضوع الدكتور (حسن سامي) على جزئية أصل رؤيته لإلغاء مجانية التعليم الجامعي ؛ بشكل خاص الأساسيات أو النقاط العامة التي تتجاوز إنحصارها بجامعات العراق .


يرى الدكتور (حسن سامي) أن من نتائج [ أو تداعيات ] التعليم الجامعي المجاني :
1. كان التعليم هدفا للعديد من فئات المجتمع العراقي أما اليوم فقد أصبحت الشهادة هي الهدف و شتان ما بين الهدفين .
2. الإستهتار في التعليم الجامعي بلغ حدا لا يمكن السكوت عنه ، و إلتماس العذر الحكومي برفع نسب النجاح على حساب العملية التعليمية من خلال منح درجات إضافية للطلبة الفاشلين .
3. عدم وجود دراسات حقيقية لحاجة سوق العمل و وضع الخطط العملية لتلبية حاجات هذا السوق في نظم القبول في الجامعات كان له الأثر السلبي على حجم الخريجين و حاجة السوق و إزدياد أعداد الأفراد العاطلين عن العمل .

فالدكتور (حسن سامي) يرى أن الغاية من إلغاء مجانية التعليم الجامعي :
* تنظيم التعليم الجامعي .
* جعل مخرجات التعليم الجامعي متوافقة مع متطلبات سوق العمل .
* السيطرة على الأموال المهدورة .

في ما يورده الدكتور (حسن سامي) كنتائج [ تداعيات ] لمجانية التعليم الجامعي ، يمكن ملاحظة التعسف المغلوط في الربط :
* هل (مجانية التعليم الجامعي) هي السبب في تحوّل الهدف (من التعليم إلى الشهادة) ؟ ــ أن العكس هو الصحيح ، إذ أن (مجانية التعليم الجامعي) تدفع لأن يكون الهدف هو (التعليم) لا (الشهادة) ؛ أما إذا كانت (الشهادة) هي الهدف رغم (مجانية التعليم الجامعي) ، حينئذٍ مطلوب منا النظر بشكل أوسع و أعمق [ دراسة و بحث إجتماعي ] .
* أما مسألة (الإستهتار في التعليم الجامعي) ، فأصابع الإتهام يجب أن توجه إلى المسؤولين في الجامعة و الجهات المعنية في الحكومة ؛ فـ(الإستهتار في التعليم الجامعي) ليس مرتبطا بـ(مجانية التعليم الجامعي) ، ألا نجد مثل هذا (الإستهتار) في الجامعات التي فيها التعليم غير مجاني ، بل و أسوأ ؟! .
* أما مسألة (عدم وجود دراسات حقيقية لحاجة سوق العمل) ، فهي مرتبطة بمسألة (الإستهتار في التعليم الجامعي) ؛ فأصابع الإتهام يجب أن توجه إلى المسؤولين في الجامعة و الجهات المعنية في الحكومة ، لا أن نجعلها إحدى نتائج [ أو تداعيات ] (مجانية التعليم الجامعي) .


أما فيما يتعلق بـ(تنظيم التعليم الجامعي) و (جعل مخرجات التعليم الجامعي متوافقة مع متطلبات سوق العمل) و (السيطرة على الأموال المهدورة) ، كل ذلك يمكن تحقيقه مع (مجانية التعليم الجامعي) ؛ لأن (مجانية التعليم الجامعي) ليست سبب الفوضى و هدر الأموال و الفساد ــ لذا يمكن القول أن المطالبة بـ(إلغاء مجانية التعليم الجامعي) لتحقيق ذلك ، هو عذر أقبح من ذنب ؛ تسليط الضوء على أسباب الفوضى و هدر الأموال و الفساد لا يكون بالتحامل المُغالط على (مجانية التعليم الجامعي) .

و لتخفيف وطئة رؤية الدكتور (حسن سامي) يقول : (( عندما نقول إلغاء مجانية التعليم الجامعي لا يعني تحميل الطالب نفقات الدراسة الجامعية من أمواله الخاصة إبتداءً ـ و لكن يمكن طرح موضوع القروض أو المنح المالية وفق آليات محددة )) ــ كما هو واضح ، فالدكتور لا يريد (تحميل الطالب نفقات الدراسة الجامعية من أمواله الخاصة إبتداءً) ، و هو ما يعني أنها ليست المرحلة الأولى ، لكنها مرحلة ضمن مراحل (إلغاء مجانية التعليم الجامعي) ؛ هذا ما يمكن أن نطلق عليه إسم (ضمير التكنوقراطي) [ فهو بقدر ما يؤكد على مكانته في المجتمع و حياته الإجتماعية ، يؤكد على ضحالة فهمه الإجتماعي (السيسيولوجي) ] .


في الختام ــ إن المطالبة بمجانية التعليم الجامعي هي مطالبة مشروعة ، لكن هذا لا يعني عدم وجود مطالب معاكسة ضد مجانية التعليم الجامعي ؛ المُفترض تفكيك و تحليل خطاب التيار المعاكس الكائن ضد مجانية التعليم الجامعي ، لا أن يقع نفيه و إلغاؤه لمجرد المعاكسة ، في النهاية النقد هو الذي يميّز الغلط غلطا ، و الصواب صوابا [ و أبدا ليس التسليم و إلغاء المعاكس هو الذي يميّز بين الغلط و الصواب ] .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح