الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية كانط لتحقيق السلام..1

يوسف شوقي مجدي

2016 / 7 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الصراع ، كلمة تعبر عن النزاعات و الحروب التي تنشب بين الافراد او البلاد ، و كانت و مازالت تلك الكلمة محل خلاف بين الناس ، فالبعض احب الصراع و الحروب علي انها طريق الي العظمة و الكرامة و البعض كره الصراع لكنهم وجدوا انه الطريق الوحيد للتقدم في الحياه مع الحد من بعض اثاره الضارة ، و الفريق الاخير رأي ان الصراع ليس حلا ويجب البحث عن وسيلة لتحقيق السلام الدائم.. و سنجد ان الفيلسوف الكبير "كانط" كان ينتمي الي الفريق الاخير ، و سنقدم الان الوسائل التي اقرها كانط لتحقيق السلام و سيكون كتابه "مشروع للسلام الدائم" مصدرنا المباشر لما سنقدمه الان.. و يمهد كانط حديثه عن تحقيق السلام بمواد ابتدائية ، اولا:ان اي معاهدة عقدت لتحقيق السلام يجب الا تنطوي نية عاقديها علي اثارة الحرب في المستقبل ، اي يجب ان يكون هدف المعاهدة السلام فقط و تعتبر هذه المادة ،مادة آمرة ، اي انها واجبة التنفيذ بغض النظر عن الظروف ، ثانيا : لا يجوز اعتبار الدول المحتلة ، ممتلكات يمكن تورارثها او تبادلها او شراءها ، و يعتبر كانط تنفيذ تلك المادة رهن للظروف اي انها ليست امرة او انها يمكن ان تؤجل ، و يمكننا ان نقول ان رؤيته تلك ترجع الي عصره الذي كثر فيه الاحتلال و الاستعمار ، و بعد ان وجدنا في المادة السابقة ان كانط كان متاثرا بعصره عندما اعتبر المادة الثانية مادة غير امرة ، نجد انه اختلف تماما عن عصره في النقطة الثالثة :فيقول انه يجب الغاء الجيوش الدائمة تماما حتي لو اقر كانط ان تلك المادة غير امرة!..رابعا :يجب ان يقل او يُمنع الاقتراض بين الدول ، لان هذا الامر في الغالب يؤدي الي حدوث النزاعات او يعتبر ذريعة لتدخل الدول في شئون بعضها البعض مما يحول دون السلام الدائم ، و هذه المادة غير امرة.. خامسا : لا يجوز ان تتدخل اي دولة عن طريق القوة في شئون دولة اخري لان ذلك الامر يؤدي الي الصراع دائما و هذه المادة امرة ، سادسا : لو قامت حرب ، لا يجوز ان تقوم دولة باعمال غير مشروعة مثل التسميم او الاغتيال ، لان ذلك سيؤدي الي فقدان الثقة بين الدولتين بعد انتهاء الحرب مما يجعل السلام مستحيلا و يري كانط ان تلك المادة هي ايضا امرة ، و لهذا سنوضح رأينا فنتيجة تلك الاعمال التي استنتجها كانط هي نتيجة صحيحة ، و لكن يجب علينا ان نعلم تمام العلم ، انه لا يوجد حرب علي وجه الارض ، تقوم علي اساس المواجهة المباشرة بين الجيوش فقط ، فمعني عدم استخدام دولة لتلك الطرق الغير مشروعة لتحقيق الثقة بعد الحرب ان تلك الدولة ستهزم هزيمة نكراء مما سيؤدي الي قهر الشعب عن طريق الدولة المنتصرة ، فلا تصلح تلك المادة الا عندما ينفذها كلتا الدولتين المتحاربتين ، و نحن نري ان تنفيذ تلك المادة من قبل الدولتين يساوي منطقيا عدم تفيذها ، و هذا هو الذي يحدث دائما فتُعتبر تلك الاعمال الغير مشروعة مثل الاعمال الحربية العادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي