الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين الانسانى

أميرعبدالمطلب
كاتب وباحث مصرى

(Amir Abd Elmotaleb)

2016 / 7 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الصراع بين الحداثه والاصولية -التعصب الدينى-الايدلوجية الدينية - المهدى- صراع الاديان-تناسب او تناقض النص الدينى مع الزمان او المكان.
كل تلك المصطلحات صنعت الصراع والدموية بين كافة الشعوب فى جميع الازمنة الانسانية ،سواء الحروب الدينية فى القرون الوسطى ،او دموية الجماعات الايدلوجية الدينية فى العصر الحديث ،
وهنا نتعرض لقضية هامة فى البداية وهى فكرة الدين .
فريزر فى كتابه الشهير الغصن الذهبي قال بان بداية لجوء الانسان الاول للدين هو بحثه عن كيان اعلى منه يمده بالقوى التى تساعده فى التفاعل مع من حوله ،او اقلها حمايته من الاذى ،
هنا نشأت ايضا فكرة الشيطان ،تعنى كل ماهو غريب ومقلق للانسان
وخيال الانسان صور هذا الكائن بصورة كيان متوحش يعادى الاله وعباده من المتدينين ،
وكل مجتمع ارتبطت فكرة معه بالبيئة المحيطة
فالاسلام مثلا نصوصه ومعتقداته هى من واقع الطبيعه الصحراوية التى يحلم فيها العربي بالبساتين والنساء فهنا جنة خلوده بعد الموت مليئة بالنساء والبساتين

وكذلك اليهودية شرائعها معظمها مأخوذة من واقع البيئة العبرانية القبلية ومافيها من عقوبات للسارق والقاتل وغيره
اذا بالاساس الدين هو مزيج بين الجانب النفسي والاجتماعى للانسان .
وبمرور الوقت نتيجة الصراعات السياسية بين السلطات الحكمة والطوائف الدينية
اصبح لتلك الطوائف كيانات منفصله تميزها عن باقى الشعوب واطلقوا على اكثرهم تدينا لقب رجال الدين ليتحدثوا باسمهم امام السلطة ،
وبمرور الوقت فكرت الطوائف الدينية فى الانتشار وصنعوا مصطلحات مثل شعب الله المختار وخير امة اخرجت للناس ،
ومن هنا بدأ الصراعات بين الامم على مر العصور اذا ان الدين اصبح هو محور الحروب والنزاعات بين الشعوب .
وهنا نتسائل اى من هذه الاديان هو الحقيقه المطلقة ، فلو اجبنا ان المسيحية او الهندسية مثلا هى الحق المطلق ،اذا سيكون البقية على ضلال ،اذا سيصبح الكون فى اختلال وعدم تناسب ،
اذا ماهى الحقيقة المطلقة ؟
هنا نعود لاصل الدين، من اين بدأ ؟ ببساطة هو بدأ من الانسان فهو من فكر وصنع وابدع ماحوله من موجودات ،
والانسان هنا معنى اكبر من مجرد محتوى الجسد المادى او العنصر الظاهر فقط ،بل اعنى الصفات الكاملة فى الوجود التى احتواها الانسان بعقله ، اى الكمال هو الانسان بذاته
هنا اصبح الانسان مبدع للكون وخالق فهو لوغوس الكون ،
ونرى ذلك فى فلسفه الفن والجمال لافلوطين فعلى سبيل المثال يقول افلوطين بان الفنان هو خالق فهو قدصنع اللوحة الفنية عندماتأمل بعقله فى الكون فاستلهم ابداعه من عالم الخيال ونتجت اللوحة الفنية ،
فالفنان هنا خلق عالم جديد وابرزه للوجود،
لااتحدث هنا اطلاقا عبادة الانسان ، لكن اقصد ان الانسان هو محور البداية والابداع والكمال اى هو حامل صفه الربوبية ،
هنا نجد ان معظم الفلاسفه الاوائل وكثير من فلاسفه الحداثه لم يتحدثوا عن شرائع دينية او انتماء عقائدى او ثواب وعقاب للانسان فى حياة اخرى ،
بل انهم اتفقوا على دين واحد فقط هو الدين الانسانى وهو لوجوس الوجود
فكهنة مصر القديمة ومعلمهم الاكبر تحوت وفلاسفه اليونان سقراط وافلاطون وغيرهم
والفلاسفه ابن عربي وابن سينا وفلاسفه الوجودية الحديثه واليوجا وفلاسفه الشرق تاو وبوذا مثلا كان منهجهم الدين الانسانى

وذلك الدين الانسانى له عدة مبادى اساسية وهى :-
- الطوائف البشرية جميعها اخوة فى الانسانية ،
-الاديان المتعددة والشرائع هى مرحله فقط فى التاريخ البشرى كمدخل للدين الانسانى الشامل ،
-الايمان بوحدة الوجود ووحدة الفكر البشرى فالمسيحية والاسلام والطاوية والالحاد والماركسية وكل تلك الافكار والمعتقدات مجتمعة تشكل الفكر الانسانى بصفه عامة ،لكن التقيد باحدهم والالتزام بدين او معتقد واحد هو نقص لفكرة الكمال ،فالكمال الانسانى هو وحدة الانسانية ،
-الانسان بمكوناته الرمزية الكاملة ( الروح -العقل-النفس) هى اصل الوجود فالكون بدأ من الانسان والانسان هو الرمز الاعلى فى الوجود ،
-الدين الانسانى هو جميع المعتقدات والاديان والفلسفات الانسانية

انه اذا الدين الانسانى الكامل الذى امن به الحكماء الانسانيون فى كل زمان
ولو عدنا لذلك المنهج الانسانى لانتهت كل الصراعات والدموية والتعصب الدينى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah