الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعتزلة و الامام علي

محمد علي خليل

2016 / 7 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المعتزلة وما وسمت به من اسم الاعتزال فهو لقب حدث لها عند القول بالمنزلة بين المنزلتين، وما أحدثه واصل بن عطاء من المذهب في ذلك ونصب من الاحتجاج له، فتابعه عمرو بن عبيد، ووافقه على التدين به من قال بها واتبعهما عليه إلى اعتزال الحسن البصري وأصحابه والتحيز عن مجلسه فسماهم الناس المعتزلة لاعتزالهم مجلس الحسن بعد أن كانوا من أهله،

وتذكر الرواية الشائعة في اعتزال واصل بن عطاء عن شيخه الحسن البصري في مجلسه العلمي في الحكم على مرتكب الكبيرة، وكان الحكم أنه ليس بكافر. وتقول الرواية أن واصل بن عطاء لم ترقه هذه العبارة وقال هو في (منزلة بين منزلتين), أي لا مؤمن ولا كافر. وبسبب هذه الإجابة اعتزل مجلس الحسن البصري وكوّن لنفسه حلقة دراسية وفق ما يفهم ويقال حين ذاك أن الحسن البصري أطلق عبارة (اعْتزَلنا واصل).
ان التطــور التاريخــي للاعتزال يشـــير لوجود مدرستين لــه :
الأولى مدرسة البصرة حيث نشأت في البصرة وتشير الروايات إلى إن أول من قال بالاعتزال هو واصل بن عطاء وزميله عمرو بن عبيد ، وقد وضع رجالاتها القواعد والأصول الأساسية للاعتزال ، وبرز منها كبار رجالات المعتزلة كابي الهذيل العلاف ، وإبراهيم بن سيار النظام ، والجاحظ ، وأبي علي الجبائي ، والقاضي عبدالجبار وأصبح كل من يحمل آراء هذه المدرسة يعد بصرياً بغض النظر عن بلدته
أما الثانية فنشأت في بغداد لذا سميت مدرسة بغداد ، وينسب تأسيسها لبشر بن المعتمر الذي تتلمذ على يد معتزلة البصرة ثم قدم بغداد مؤسساً لهذه المدرسة ، فأصبح كل من يأخذ بآراء هذه المدرسة يعد بغدادياً بغض النظر عن بلدته ، ومن أهم رجالات هذه المدرسة جعفر بن حرب وجعفر بن مبشر وأبو جعفر الاسكافي واحمد بن أبي دؤاد والخياط والكعبي وابن أبي الحديد
يذكر ابن أبو الحديد في شرح نهج البلاغه
( اتفق شيوخنا كافة رحمهم الله المتقدمون منهم و المتأخرون و البصريون و البغداديون على أن بيعة أبي بكر الصديق بيعة صحيحة شرعية و أنها لم تكن عن نص و إنما كانت بالاختيار الذي ثبت بالإجماع و بغير الإجماع كونه طريقا إلى الإمامة . و اختلفوا في التفضيل فقال قدماء البصريين كأبي عثمان عمرو بن عبيد و أبي إسحاق إبراهيم بن سيار النظام و أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ و أبي معن ثمامة بن أشرس و أبي محمد هشام بن عمرو الفوطي و أبي يعقوب يوسف بن عبد الله الشحام و جماعة غيرهم إن أبا بكر أفضل من علي ع و هؤلاء يجعلون ترتيب الأربعة في الفضل كترتيبهم في الخلافة . و قال البغداديون قاطبة قدماؤهم و متأخروهم كأبي سهل بشر بن المعتمر و أبي موسى عيسى بن صبيح و أبي عبد الله جعفر بن مبشر و أبي جعفر الإسكافي و أبي الحسين الخياط و أبي القاسم عبد الله بن محمود البلخي و تلامذته إن عليا ع أفضل من أبي بكر . و إلى هذا المذهب ذهب من البصريين أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي أخيرا و كان من قبل من المتوقفين كان يميل إلى التفضيل و لا يصرح به و إذا صنف ذهب إلى الوقف في مصنفاته و قال في كثير من تصانيفه إن صح خبر الطائر فعلي أفضل

ثم إن قاضي القضاة (القاضي عبد الجبار )رحمه الله ذكر في شرح المقالات لأبي القاسم البلخي أن أبا علي رحمه الله ما مات حتى قال بتفضيل علي ع و قال إنه نقل ذلك عنه سماعا و لم يوجد في شي‏ء من مصنفاته و قال أيضا إن أبا علي رحمه الله يوم مات استدنى ابنه أبا هاشم إليه و كان قد ضعف عن رفع الصوت فألقى إليه أشياء من جملتها القول بتفضيل علي ع . و ممن ذهب من البصريين إلى تفضيله ع الشيخ أبو عبد الله الحسين بن علي البصري رضي الله عنه كان متحققا بتفضيله و مبالغا في ذلك و صنف فيه كتابا مفردا . و ممن ذهب إلى تفضيله ع من البصريين قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد رحمه الله ذكر ابن متويه عنه في كتاب الكفاية في علم الكلام أنه كان من المتوقفين بين علي ع و أبي بكر ثم قطع على تفضيل علي ع بكامل المنزلة . و من البصريين الذاهبين إلى تفضيله ع أبو محمد الحسن بن متويه صاحب التذكرة نص في كتاب الكفاية على تفضيله ع على أبي بكر احتج لذلك و أطال في الاحتجاج . فهذان المذهبان كما عرفت . و ذهب كثير من الشيوخ رحمهم الله إلى التوقف فيهما و هو قول أبي حذيفة واصل بن عطاء و أبي الهذيل محمد بن الهذيل العلاف من المتقدمين و هما و إن ذهبا إلى التوقف بينه ع و بين أبي بكر و عمر قاطعان على تفضيله على عثمان .
و من الذاهبين إلى الوقف الشيخ أبو هاشم عبد السلام بن أبي علي رحمهما الله و الشيخ أبو الحسين محمد بن علي بن الطيب البصري رحمه الله . و أما نحن فنذهب إلى ما يذهب إليه شيوخنا البغداديون من تفضيله ع و قد ذكرنا في كتبنا الكلامية ما معنى الأفضل و هل المراد به الأكثر ثوابا أو الأجمع لمزايا الفضل و الخلال الحميدة و بينا أنه ع أفضل على التفسيرين معا و ليس هذا الكتاب موضوعا لذكر الحجاج في ذلك أو في غيره من المباحث الكلامية لنذكره و لهذا موضع هو أملك به .
___
و مجمل القول ان مذهب معتزلة بغداد بالإجماع القول بأفضلية الإمام علي على سائر الأمة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )، بينما تعددت وجهات نظر معتزلة البصره
2_و أما القول فيمن حاربه بالجمل و صفين فيذكر ابن ابو الحديد . أما أصحاب الجمل فهم عند أصحابنا هالكون كلهم إلا عائشة و طلحة و الزبير فإنهم تابوا و لو لا التوبة لحكم لهم بالنار لإصرارهم على البغي . و أما عسكر الشام بصفين فإنهم هالكون كلهم عند أصحابنا لا يحكم لأحد منهم إلا بالنار لإصرارهم على البغي و موتهم عليه رؤساؤهم و الأتباع جميعا . و جملة الأمر أن أصحابنا يحكمون بالنار لكل فاسق مات على فسقه .
,
و يذكر ان مناظره بين الشيخ المفيد عالم الاماميه و القاضي عبد الجبار عالم المعتزله دارت حول هذه النقطه
عن القاضي (في المجالس) عن مصابيح القلوب، قال: بينما القاضي عبد الجبار ذات يوم في مجلسه في بغداد ومجلسه مملو من علماء الفريقين، إذ حضر الشيخ وجلس في صف النعال. ثم قال للقاضي: إن لي سؤالا، فإن أجزت بحضور هؤلاء الأئمة؟ فقال له القاضي: سل، فقال: ما تقول في هذا الخبر الذي ترويه طائفة من الشيعة " من كنت مولاه فعلي مولاه " أهو مسلم صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير؟ فقال: نعم خبر صحيح، فقال الشيخ:

ما لمراد من لفظ " المولى " في الخبر؟ فقال: هو بمعنى " أولى " فقال الشيخ المفيد _ فما هذا الخلاف والخصومة بين الشيعة والسنة؟
فقال القاضي عبد الجبار : أيها الأخ، هذه رواية وخلافة أبي بكر دراية، والعادل لا يعادل الرواية بالدرايه
الصفحة 45
فقال الشيخ: ما تقول في قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام:

" حربك حربي وسلمك سلمي "؟ قال القاضي: الحديث صحيح، فقال:

ما تقول في أصحاب الجمل؟ فقال القاضي: أيها الأخ، إنهم تابوا، فقال الشيخ: أيها القاضي، الحرب دراية والتوبة رواية! وأنت قررت في حديث الغدير أن الرواية لا تعارض الدراية. فبهت الشيخ القاضي ولم يحر جوابا، ووضع رأسه ساعة، ثم رفع رأسه وقال: من أنت؟ فقال: خادمك محمد بن محمد بن النعمان الحارثي، فقام القاضي من مقامه وأخذ بيد الشيخ وأجلسه في مسنده، وقال: أنت المفيد حقا! فتغيرت وجوه علماء المجلس.

فلما أبصر القاضي ذلك منهم قال: أيها الفضلاء، إن هذا الرجل ألزمني وأنا عجزت عن جوابه، فإن كان أحد منكم عنده جواب عما ذكر فليذكر، ليقوم الرجل ويرجع مكانه ( سفينة البحار: ج 2 ص 390 ومستدرك الوسائل: ج 3 ص 320.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا