الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارثة النازحين في دستور العراق لسنة 2005.

خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.

(Khattab Imran Al Thamin)

2016 / 7 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المادة (44):
أولاً : للعراقي حرية التنقل والسفر والسكن داخل العراق وخارجه.
ثانياً : لا يجوز نفي العراقي، أو إبعاده، أو حرمانه من العودة إلى الوطن.

هذه المادة وبنودها في دستور جمهورية العراق هي محض كذب ووهم على ارض الواقع، فمعظم محافظي محافظات عراقية تابعة للحكومة المركزية وضعوها أسفل مؤخراتهم دون أدنى خوف أو خجل.

والآلاف من النازحين من مناطق جنوب الموصل يشهدون على ذلك وتحديدا ألان، حيث أن الشيوخ والنساء والأطفال الذين استبشروا خيراً بعمليات التحرير، فهربوا من أجرام عصابات السلفيين الجهاديين، وجدوا أنفسهم في مخيمات مخمور وديبكه بعد نقلهم من قبل الجيش العراقي، والحق يقال أنها مخيمات للحجز والاعتقال، فهم ممنوعون من الخروج، بل وحتى السفر إلى تكريت عبر كركوك في ظل ظروف الحر والعطش والجوع وانقطاع الخدمات الطبية والإنسانية.

جهود قائم مقام الشرقاط.

وبجهود حثيثة من قبل قائم مقام الشرقاط علي دودح، سُمح أخيرا لهذه العائلات المنكوبة بالمرور من كركوك نحو تكريت، تقلهم شاحنات وحافلات بشرط أن لا تطئ أقدامهم ارض كركوك.
واجبي مع صديقي عماد.

صديقي عماد وأخوته الذين احترفوا فنون تطبيق واجهات المنازل بحجر الحلان والسيراميك كانوا من بين تلك العائلات، اتفقت معه أن يحلوا علينا ضيوف كرام، وبالفعل أجرينا كل الاستعدادات لاستقبالهم هذه الليله، حيث هيئت ام عبدالله الربعه، وأخرجت اللحم والباميا من المجمده للطبخ، وخبزت سجرة من الخبز الحار احتفائاً بهم.

ذهبت إلى الطريق العام لاستقبالهم، اتصلت بعماد فقال:

شكراً أبو عبد الله، بالرغم من تعبنا وعدم استحمامنا ونومنا منذ ليال، سوف لن اراك فنحن سجناء وممنوعون من النزول في منطقتكم، فهوياتنا وكل ما يثبت مواطنتنا تم جمعه من قبل الحرس المرافق للرتل الذ يقلنا، شكرا لك أبا عبد الله.

وقفت على الطريق وضوء سيارتي يشع افقياً في عتمة الليل، كنت انظر إلى مدى الضوء وانا عاجز عن فعل ما يغير الحال، كل شيء أوحى لي بأننا نعيش في بلد بيع منذ سنين، قاسم، هدام، كلاب بريمر.
جاء رتل النازحين، 20 حافلة وعدد من اللوريات تحمل من تركوا دورهم وأراضيهم وخيراتهم هربا ممن طبق الشريعة الإسلامية بحذافيرها، محاطين بالجنود المدججة بالبنادق.
رفعت يدي ولوحت بها لكل المركبات التي مرت، والألم يعتصر قلبي، والدموع تنهمر على وجنتي لانني تخيلت نفسي أبن وأبا وزوج لأولاء المنكوبين.
ردد لساني هذه الكلمات: الحمد لله على السلامة, وداعاً وداعاً.اه
اخرج عماد وإخوته أيديهم من نوافذ الحافلة ورددوا بصوت واحد:
اه اه اه اه.
لم ينطقوا بجمله واحدة سوى ألاه، تعبيرا منهم عن ما قاسوه خلال عامين من ظلم وجوع وإرهاب على يد تنظيم الدولة الإسلامية.
شكرا للسيد علي دودح لأنه كان نبيلاً حيث ضحى بصحته ووقته وماله لإنقاذ المنكوبين، شكرا لكل من رافقه وتعاون معه، ولعنة الإنسانية على من تسبب بهذه المأساة الرهيبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟