الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارتقاء بالذات لارتباطها بالمقدس

صادق العلي

2016 / 7 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل القداسة ابتكار انساني ام هبة سماوية؟
اذا كان المقدس مطلق لماذا الاختلاف على كيفية الوصول اليه ؟
تحديد المقدس المطلق فردي ام جمعي ؟
لماذا لم ينتج المقدس المطلق الجمعي مجتمعاً مثاليا ؟
المزيد من الاسئلة سيصيب الموضوع بالترهل وهذا ما لا اتمناه ولكن اعادة طرح الاسئلة من حين لاخر يجعلنا نعيد عملية البحث خاصة بوجود مستجدات هي نتيجة او جراء حركة الزمن ... حركة الزمن من ناحيتها هي نتاج انساني محض ابتداءً من حساب دقات الساعة الى القتل بصورة قانونية او بصورة شرعية بحسب السلطة التي تصدر الاحكام هي ذاتها تُقررمصير الفرد حيناً ومصير الشعوب والمجتمعات حيناً اخر.
الرب او الآله او مجموعة القيم العليا التي انتجتها الانسانية عبر تاريخها لا يمكن ان تكون فكرة للقتل وللدمار فقط او فكرة القتل هي الرب او ان تكون فكرة الرب هي التسمية الاجمل للقتل , ربما تكون الاداة الاكثر استخداماً وفعالية للقتل بحكم تجنيدها من قبل العقل الانساني المؤمن بها لا بأس اوافق على هذا الطرح ولكن لا اوافق او اصدق ان الرب او الآله او مجموعة القيم الانسانية لا اوافق على ان يكون هوالطرف الاكثر نزاهة وطهارة من كل الافعال المشينة التي تتعرض لها الانسانية وتحميل الانسان كلما يجري من مأسٍ !.
الانسان بوصفه ذات عارفة يختلف عن غيره من المخلوقات ( الذوات غير العارفة ) والمعرفة هنا ليست مجموعة المعلومات التي يكتنزها العقل فقط ولا هي الشهوانية التي يمتاز بها الانسان عن المخلوقات الاخرى الغريزية ولكن المعرفة هي تعاطيه مع المعلومة المطروحة او الموجودة كونها نتاج ذات عارفة اخرى او مناصفته ما هو مطروح لا بأس او تركها اذا تعارضت مع قيمه الخاصة لذلك لهذا لا يجب على الجميع وضع تسمية مثل ( الحقيقة اوالدين او المقدس ) والتمسك بها وكأنها امر مفروغ منه بالنسبة للجميع ومطالبة الجميع ليس بتقبله وانما بالايمان به لاننا هنا سندخل في عبثية تلك التسميات ومن وضعها .
الاستئثار بسلطة الرب او الآله ومطالبة الجميع بالخضوع لهذه السلطة امر يسيء للرب وللناطق بأسمه بتعبير ادق السيطرة على مفاتيح اللعبة الآلهية من خلال القساوسة اوالخلافة او الابوة ( تختلف التسميات بين الاديان الابراهيمية ) جعلت البعض يستأثرون بفكرة انا ربكم الاعلى الفرعونية ولكن بشكل اخرى ,هناك فرق بسيط بين الحالتين من حيث الطرح المباشر عند المصريين القدماء وغير المباشر عند ابناء الدين الابراهيمي بدليل ان الفتاوى التي يطلقها رجال الاديان الثلاثة لاتباعهم هي اوامرهم ورغباتهم او وجهات نظرهم بما يطرحه السائل وليس اوامر الرب او الآله وخصوصاً مع ما يمس حياة الانسان البسيط وايهامه بأنه لا يستطيع ان يفهم مسائل الاعتقاد الكبرى وبالتالي فهؤلاء ( رجال الدين ) هم نواب الرب في الارض وهم فقط يتحدثون بالنيابة عنه ايضاً هم فقط يعرفون ما يريد الرب من الانسان وما يمنعه وسيطرتهم على اتباعهم تصل لحد تعارض كلامهم مع النص المقدس الصريح ومع ذلك يضربون النص بعرض الحائط من اجل كلام رجال الدين وفتاواهم ! لذلك مفردات الخلافة , الكهنة ,الاحبار, القساوسة, الاباء مكانتها كبير جداً داخل العقل الجمعي بل ان مكانتها اكبر من الدين نفسه واكبر من الرب او الآله لانها لا تتحدث بأسمه فقط وانما تضيف الى كلامه ما تراه مناسباً بدليل ان الاديان الابراهيمية لا تكترث للكتاب المقدس الاول ولا تتعبد به ولكنها تتعبد وتعيش على النص الثاني وفي بعض الاحيان الثالث وهو موضوعي المقبل .
صادق العلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah