الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين هو الإنسان الذي يعتنقه ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 7 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الدين هو الإنسان الذي يعتنقه ..
تجري على "أرض" الحوار المتمدن معركة شرسة ، من على صفحاته وفي كواليسه ، أي في خدمة التعليقات على المقالات . قطباها ، إسلاميون ومسيحيون، وممثلو بعض الديانات الأخرى. وكلٌ يغني على ليلاه، مُدعيا بأن دينه هو الحق "وبس والباقي خس"، كما يقول المثل .
لستُ في معرض النقد لهذا الدين أو ذاك، في هذا السياق ، على الرغم من أن "ممثلي" الدين الإسلامي ، من مرجعيات دينية وحركات سياسية ، يقفون مكتوفي الأيدي أمام القراءات الدموية للإسلام والتي ينفذها قتلةٌ ومجرمون ، وهذا أقل ما يمكن وصفهم به .
إنني أدعي ، والبينة على من إدعى، بأن الدين هو الإنسان الذي يعتنقه ، فكلما كان المؤمن بالدين متسامحا ومتقبلا للآخر والمختلف ، فهو بهذا السلوك ، يعرضُ دينا سمحا ومتسامحا. وكلما كان المؤمن بدين ما ضيق الصدر ورافضا للآخر ،فإنه يرسم صورة "لا إنسانية " للدين الذي يعتنقه .
ولكي أوضح وجهة نظري وسأروي على مسامعكم ،حدثين كنت شريكاً بهما ..
ذات يوم وفي إطار مهماتي الوظيفية ، سافرتُ الى قرية درزية للإلتقاء بزميل ومناقشة شؤون العمل في مكتبه ... طال اللقاء ما يزيد على الساعتين ، وكانت أثناءها سيارتي مركونة أمام المكتب ..
انتهى اللقاء وخرجتُ متوجهاً الى سيارتي ، وما أن فتحتُ الباب ، حتى ناداني رجل من أبناء القرية ، يرتدي زي المتدينين من ابناء الطائفة الدرزية ، قائلا : يا أخ انتظر قليلا من فضلك ..!!
انتظرته قائلا: تفضل لعله خير ..!!
-انتظرك منذ أكثر من ساعة ، والحمد لله أني رأيتُك .. خاطبني ..
طبعاً استغربتُ أن ينتظرني إنسان ليس لي به معرفةٌ سابقة ..
-انتظرتك لأقول لك بأنني "ضربتُ" سيارتك من جانبها ، وأريد أن أعطيك تفاصيلي الشخصية وتفاصيل بوليسة التأمين ..
نظرتُ الى السيارة ، حيثُ أشار، فإذا به خدش صغير ، لم أكن لأنتبه له مطلقاً.. عًلما بأن شركات التأمين لا تغطي كل التكاليف بل تطلب من الذي الحق الضرر، مبلغاً محددا تحت بند "إشتراك ذاتي " ، وهو مبلغ كبير نسبيا.. مما يعني بأن هذا الرجل سيدفع مبلغا من المال من جيبه ، إذا قمتُ بتصليح السيارة .
استغربتُ سلوكه ، خاصة وأن أحدهم من منطقة سكناي قد "ضرب" سيارتي بشاحنته وتسبب باضرار جسيمة وفر هاربا ، وحينما دلني البعض عليه ، أنكر الأمر ونفاه ، رغم مشاهدة البعض للحادث ..
سألتُ الرجل الدرزي مستغربا : لماذا انتظرتني كل هذه المدة ؟ خاصة وأن الضرر بسيط جدا، ما كنتُ مُلاحِظُه لولا أنك أخبرتني به .. عدا عن انك ستُضطر الى دفع رسوم الاشتراك الذاتي .. !!
وكانت إجابته هي كالتالي : اخلاقي وديني لا يسمحان لي بذلك ..!!
أما الحدث الثاني ،فقد حصل لي مع طالب جامعي ، ينتمي للطائفة الدرزية الكريمة أيضا ، ساعدته في كتابة وظيفة جامعية ، مقابل أجر معلوم .. وبعد أن انهيتُ عملي ، تنكر لي ولم يدفع لي المبلغ المستحق حتى هذه اللحظة ..
فما هي "الديانة الدرزية " ؟؟ هل هي وبناء على سلوك الشخص الأول ، ديانة تحض على الصدق والأمانة؟ أم هي ديانة تدعو "للسرقة" في وضح النهار ؟
طبعاً لي تجارب أسوأ من هذه مع "أصدقاء" مسلمين ، والذين "أكلوا حقوقي (المالية) بالباطل" ..!!
الدين هو الانسان الذي يعتنقه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ قاسم محاجنة المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 7 / 27 - 14:08 )
اعجبني مقالكم لبساطته ومباشرته وللغته السهلة..

نعم الدين هو الانسان..

مع الاسف اصبح النفاق هو السائد اليوم ..

من خلال تجربتي الشخصية اكتشفت ان الشهادات الاكاديمية لاقيمة لها مقابل الايديولوجيا ..

الايديولوجيا تقتل لذا هاجمني من يفترض به صديق مقرب مني في سلسلة مقالاتي عن 14 تموز 1958 ..

اكتشفت ان داعش تكمن خلف السياسة وكما قال الدكتور علي الوردي فان العراقي من الخارج افندي ببدلة ورباط ومن الداخل ابو عليوي اي انسان ريفي يحاول قتل المخالف له ..

ختاما نلتقيكم على خير . سلامي من خلالك للاخ والصديق الغائب نضال الربضي..

!


2 - المشركون الكفره
د.قاسم الجلبي ( 2016 / 7 / 27 - 14:53 )
الاخ قاسم , يتواجد العديد من اللاجئين في اوربا يحملون انتماءا دينيا وطائفيا مختلفة, الاسلاميون السلفيون ينظرون للآخريين نظرة تشائمية متشنجة بانهم كفره اولاد الختازير والقرده,هكذا هم يقولون, ولكن بعد فتره زمنية قسما اخر يلاحظوا النظرة الآنسانية التي يتمتع بها هؤلاء القوم بفتح مساكنهم ومساعدتهم بحل مشاكلهم وبدون مقابل غير الآبتسامة وتبادل التحيه , ولكن عددا منهم ما زال يصر على هؤلاء وينظر بالازدراء نحوهم , اخبرني احدهم وقال ذهبت للتسوق من احد الاماكن الكبيره وكان صاحبي لا يحمل نقودا بل بطاقه الالكترونيه تسحب عند الشراء من حسابه الخاص في مصرف معين, وعند وصوله الى البائعة اعتذرت وقالت اليوم الجهاز معطل لايمكنك الشراء الآبالدفع نقدا, وترك البضاعة عند البائعة, وعندما اراد مغادرة المحل نادته وكان يعتقد بأن الجهاز الآلكتروني قد عاد للعمل هكذا كان تصوره, ولكن دهشته كانت عندما اخبرته أن الشاري الذي ورائه هو الذي قام بدفع المبلغ كاملا ولم يطلب منه اي عنوان او , رقم لهاتفه لآسترجاع المبلغ , التسامح والحب واحترام الرأي الاخر يجب ات تسود بين الامم والشعوب , مع التقدير


3 - العزيز وليد عطو
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 7 / 28 - 05:33 )
صباح الخير
وشكرا جزيلا
نعم يا صديقي ،الحالة العربية متردية جدا
وأين انتَ يا نضال..
يومكم سعيد


4 - العزيز د. قاسم الجلبي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 7 / 28 - 05:34 )
صباح الخير وشكرا على القصة الرائعة ظ
لك تحياتي


5 - الجميلان وليد و قاسم!
نضال الربضي ( 2016 / 7 / 28 - 07:49 )
صباح الورد و الياسمين و البلابل المغرِّدة!

مشتاق ٌ لكما أيها الطيبان.

اختفيت لظروف العمل أسبوعا ً و بعدها تطلَّب العمل بعد العودة انشغالا ً أكبر، فاكتفيت ُ بالقراءة و التصفح دون القدرة على الكتابة و التعليق.

أنما في القلب دوما ً مع دكتورنا العزيز أفنان!

أخي قاسم مقالك في صلب الموضوع، إنه يشير إلى جذر كل التصرفات: الطبيعة البشرية التي تجد لها دائما ً قناعها الخاص في كل شخص!!!!

دمتم جميعا ً بكل الود!


6 - العزيز نضال تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 7 / 28 - 09:23 )
وصباح الفل ...
لك ولجميع افراد اسرتك


7 - لا فض فوك!
أفنان القاسم ( 2016 / 7 / 28 - 11:58 )
أكتفي بكلماتي الثلاث لأن عندي مشاكل كبيرة وكثيرة مع علاء الصفار، فهو أغلق حسابي الفيسبوك، وقبل ذلك منع تعليقاتي، اسأل الصديق نضال الربضي يؤكد ذلك، والروابط التي تصلني على إيميلي لا يمكنني فتحها بعد أن قام بتجميدها، كل هذا لاختلاف فكري معه، فهل كل الماركسيين مثله؟ كل هذا لتطفيشي وتطفيش الشبان الذين يحبونني! الإنسان هو موقف كما تقول، مع سلام حار للجميع.


8 - العزيز الغالي الاستاذ افنان
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 7 / 29 - 08:04 )
صباحك ف وياسمين
وشكرا على الاطراء ..
وارجو ان يُحل الاشكال الذي تتحدث عنه
فأنتَ نوارة الموقع
مودتي


9 - العزيزة كوثر نجيب
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 7 / 29 - 08:06 )
شكرا لك ويومك سعيد


10 - العزيز البدري
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 7 / 29 - 08:07 )
شكري وخالص مودتي
نهارك سعيد

اخر الافلام

.. همسة ماجد.. هجمات منظمة واكتئاب واحتراق منزلها، هل كان مفتعل


.. هالة كاظم: -أنا لا أغير حياة الناس، بل أساعدهم على تغيير حيا




.. -أود أن يختبر ما شعرت به-: شاهد مايكل كوهين يتحدث عن احتمال


.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن




.. بوليتيكو يكشف كيف وافق بايدن على ضرب أهداف داخل روسيا