الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلافة

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2016 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إهدار دم كل من يفكر..قتل المخالفين فكرياً و دينياً بأبشع الطرق لنشر ثقافة الترهيب و الخوف..بتر الأطراف و التمثيل بالجثث..امتهان الأقليات الدينية و الجنسية..إذلال المرأة..الاعتماد على المنطق المكارثي سياسياً و إعلامياً لمصادرة أي تيارٍ فكري يجاهد ليصرح ببعضٍ من أفكاره مع أقل قدرٍ ممكن من الموت..لا..هذه ليست العناصر الرئيسية لحبكة فيلم رعب رخيص الفكرة كما الأداء و ليست بالملخص السريع و شبه الدقيق لفيلم V for Vendetta و لكنها الملامح الرئيسية لدولة الخلافة الإسلامية و التي يؤمن أغلب المسلمون بأن عودتها ما هي إلا البداية لعودة دولةٍ كانوا فيها هم الفئة الأكثر تفوقاً على سواهم..تلك الخلافة التي ستُقام على مبدأ التفرقة بين أفراد رعاياها و ارتكاب الجرائم الإنسانية -كضرورةٍ مُبررة لا كجريمةٍ مُستنكرة- يؤمن المروجون لفكرتها بأنهم في طريقهم نحو بناء دولة الرب على أرضه و بالتالي نحو بناء حضارةٍ خالدة و ليحدث هذا الأمر يجب أن ينصاع الآخرون لهم بصمت و هم ينحرون إنسانيتهم كما حدث في الماضي الذي يعتبرونه مجيداً.

فتلك الفكرة أي فكرة إقامة الخلافة الإسلامية هي فكرةٌ يمكن أن نصفها بأنها فكرة قديمة-حديثة تقوم على مبدأ تفوق الفئة التي تدين فقط بالإسلام على أي فئةٍ أخرى تدين بأي دينٍ آخر سواه أو حتى لا تؤمن به أو بسواه..تلك الفكرة التي تؤسس لفكرة التفوق الإسلامي على الآخرين هي فكرةٌ لا تختلف كثيراً عن ذات الفكرة التي استندت على مضمونها العقيدة النازية لإقامة دولة الرايخ الثالث..و هي ذات الفكرة التي يخالف المسلمون عبر مضمونها بطريقةٍ صريحةٍ جداً ذات الفكرة الإسلامية الأخرى التي تنص على أن جميع البشر ما هم إلا مخلوقات نُفخ فيها من روح الرب من دون أي امتيازاتٍ مُسبقة من قبله نحوهم..و لكن بالرغم من هشاشة قوام تلك الفكرة لأنها تحمل بين ثناياها منطق يلتهم بعضه بعضاً إلا إنها كانت بداية المأساة التي يواجهها الغرب حالياً و التي لا بأس لو عدنا بعجلة الزمن للوراء قليلاً لنرى كيف وصل الغرب لمرحلة المواجهة البشعة مع تلك الفكرة الأبشع أي فكرة الخلافة الإسلامية.

فالبداية كانت عندما قررت نسبة كبيرة جداً من المواطنين المسلمين الفرار من بلدانهم الإسلامية كفرارهم من الجحيم الذي قد يكون في انتظارهم في الحياة الأخرى..فروا من ذلك الجحيم لأنهم فقدوا فيه إنسانيتهم فأصبحوا في ظل تلك الدول الإسلامية كالأنعام أو أضل سبيلا..و لكن لا بأس فمن حق كل إنسان أن يفر من جحيمه الخاص ليحصل على بعضٍ من إنسانية سُلبت منه..و لهذا لا يمكن أن ندين أبداً فرارهم هذا زُرافاتٍ و وحدانا نحو أحضان الدول الغربية "الكافرة" و التي وفرت لهم بيئةً حاضنة تسودها غالباً العدالة الاجتماعية و الإنسانية..فحاولت تلك الدول جاهدةً بدستورها العلماني أن توفر لكل من يفر إليها منهم الحد الأعلى من الإنسانية بغض النظر عن الخلفية الدينية المتوقعة لهم لأنها دول تعلمت من تاريخها و لكن بالطريقة القاسية بأن التطرف الديني تجاه الآخر و قمعه بسببه ما هو إلا الأب الشرعي للمجازر الجماعية.

لكن بماذا تمت مقابلة تلك العدالة الإنسانية و الاجتماعية التي وجدها المسلمون في بلاد الغرب؟؟..تمت بالتصرف بالطريقة الإسلامية التقليدية أي بمحاولة خلق مجتمعٍ موازي لتلك المجتمعات من أجل تحقيق هدفٍ واحد فقط و هو محاولة ابتلاعها في يوماً ما لإقامة خلافتهم القمعية جداً..و خلال محاولة الخلق تلك تمت عمليةٌ أخرى و هي عملية نقل مستمرة لجميع المشاكل التي فر المهاجر المسلم بسببها -ظاهرياً- من مجتمعه إلى تلك المجتمعات الغربية العلمانية..فبدأت تظهر ثقافة التحرش الجنسي و ختان الإناث و زواج الصغيرات و التعدد في الزواج و العنف الأسري و التطرف الديني و عدم الخجل من إبراز مظاهر الكراهية تجاه المخالفين دينياً أو فكرياً أو حتى جنسياً بالرغم من إن القانون المدني الغربي يدين جميع تلك الأمور قانونياً و أخلاقياً و بشدة.

و من المثير للسخرية أن الفرد الغربي المعتنق افتراضاً للديانة المسيحية رفض بشدة إقامة دولةٍ دينية على وطنه تستند في قوانينها على مذهبه المسيحي الخاص أو حتى على أي مذهبٍ مسيحي آخر مخالفٍ له..و لكننا في الجهة المقابلة سنجد أن الفرد المسلم غالباً ما يصر على أن الدولة التي استقبلته -برحابة صدر غالباً- يجب أن تستند عندما تتعامل معه على قوانين تستند في مضمونها على الشريعة الإسلامية في الوقت الذي يتجاهل هو فيه حقوق الأقليات الدينية التي تسكن بلده بوقاحةٍ لا تليق إلا به!!.

و هنا سنجد في نهاية الأمر بأن المواطن المسلم الذي فر من مجتمعه المسلم بسبب غياب العدالة القانونية كما الإنسانية فيه أصبح يمارس ذات الثقافة التي كان ينتقدها سابقاً بل و أصبح يدافع عنها باستماتةٍ حالياً بحجة "الحفاظ على الهوية الإسلامية"..و لعله لهذا السبب يحرص على خلق ذلك المجتمع البديل ليمارس فيه ما يصفه بالحياة "الطبيعية" وفقاً لشروط خلافته و التي تنص على أن أي تصرفٍ يبدر منه هو تصرف لا يحق لأي شخص آخر استخدامه ليدينه به طالما أنه "مسلم" فهذه نقطة تفوقه الدائمة و القديمة كالأزل..و ربما ستكون هي حجته أيضاً للترويج -أمام نفسه كما أمام الآخرين- لفكرة بأنه مضطهد و ذلك عندما يحاول ذلك المجتمع الغربي إجباره على إتباع القانون العلماني الذي يُطبق على الجميع لحفظ تلك الإنسانية التي لم يتعود هو كمسلم على ممارستها أو حتى على منحها للآخرين منذ أيام خلافته الإسلامية التي كانت و زالت لحكمةٍ لا يعلمها إلا ربه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى Wafaa Shaba
زين اليوسف ( 2016 / 7 / 29 - 18:10 )
شكراً لرأيك...


2 - حديث الخلافة
عبد الله اغونان ( 2016 / 7 / 29 - 18:31 )
هناك حديث نبوي شريف يؤكد استمرار الخلافة
ستكون خلافة على منهاج النبوة وتبيقى ماشاء الله ثم يرفعها الله
ثم تكون خلافة راشدة ثم يرفعها الله
ثم يكون حكم جبري
ثم خلافة راشدة

هذها معنى الحيث وتراجع صيقته الدقيقة برابط

حديث الخلافة

الخلافة حلم ولابد أن تعوووووووووووووووووووووووووووووووووود


3 - تعقيب على تعليق السيد اغونان رقم 2
شاكر شكور ( 2016 / 7 / 29 - 19:37 )
عن اذن الأستاذة زين ، يا سيد اغونان الكلام وحده لاينفع لدعم الخلافة على منهاج النبوة فما لم تسارع بالجهاد الفعلي فالثرثرة والأمنيات وحدها لا تكفي لنيل عدد من ذوي (كواعب اترابا) ، أخوك في الدين الخليفة المجاهد ابو بكر البغدادي محاصر مع بقية اخوانك من الدواعش من قبل الجيش العراقي في الموصل ، فماذا تنتظر لنصرة الدين والخلافة ؟؟ قبلك كان الكاتب طلعت خيري يكتب في الحوار لنصرة الدين ولكنه كان اشجع منك فذهب لنصرة اخوانه في موقع المعارك ليدافع عن الخلافة ، والآن صوت الخلافة يناديك يا اغونان فهناك ستجد شرف الإستشهاد على صدور الحوريات وستتوضأ يوميا بدم الحيض كما كان يفعل قدوتك من دواعش السلف ، تحياتي للجميع


4 - اغونان
على سالم ( 2016 / 7 / 30 - 04:30 )
ماهى مشكلتك يا اغونان , لماذا تكذب وتدلس فى كل التعليقات , هذا ليس مكانك يا رجل تكتب تعليقات من وراء الكيبورد , انت لاتعرف اسلامك ابدا , الاسلام يناديك لجهاد النكاح , المفروض ان تطبق الشريعه على نفسك اذا كنت مسلم حقا , اول هذه الفروض هى جهاد النكاح , يعنى تدبر نفسك وتسافر الى سوريا وتقابل اميرك البغدادى وتعانقه ثم تبدأ جهاد النكاح مباشره مع الفتيات المسيحيات والايذيديات , عدا ذلك فأن اسلامك مشكوك فيه بالقطع


5 - شاكر شكور,أناهنا في الحوار المتمدن أجاهد
عبد الله اغونان ( 2016 / 7 / 30 - 05:22 )
للدفاعن الدين كله
أعرف الطريق والأسلوب والأداة
في القران المقدس
وماكان للمؤمنين لينفروا كافة فلولا نفر منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم
وهذا ما أفعله أحارب في جبهة الفكر والحرب أولها الكلاااااااااام
فكرة الخلافة متجدرة في الفكر الاسلامي مذكورة في القران والسنة وفي الأداب الاسلامية
كم بيننا وبين أهم خلافة معاصرة الخلافة العثمانية وهاهي تركيا -- العلمانية -- يقودها حزب اسلامي ناجح اقتصاديا وسياسيا رئيسها محبوب الى درجة أن أقصر خطبة توجيهية منه جعلت الانقلابيين في حيص بيص واعتقلوا كالدجاج . وكادت الخلافة تتدرج في مصر المخروسة لولا تكالب العسكر الانقلابي والاعلام الكاذب المضلل وحتى المهرجين
وتعرف أن جل الثورات قامت بفاعلية العناصر الاسلامية في تونس ومصروفلسطين وحتى النقط الساخنة في اليمن وسوريا وليبيا
لاتحشرني في تصنيفات معينة لم أصرح بها فمنذ التاريخ الاسلامي كان هناك خوارج وارهابيين قتلوا حتى خلفاء راشدين الاسلام يبقى والأشخاص ماضون
رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا
الحوريات في اعتقادنا أكثر انجدابا من معشوقاتك في هذه الدنيا


6 - علي سالم , لم تفرون من الموضوع؟
عبد الله اغونان ( 2016 / 7 / 30 - 11:24 )
الموضوع هنا عن الخلافة

وقد كانت حدثت في التاريخ الخلفاء الراشدون وخامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز

وماتزال الخلافة حلم كثير من المسلمين ونماذج الخلافة التاريخية ذات جاذبية حتى مسلسلاتكم تشيد بها

فكرة الخلافة موجودة في الشعور والمحاولات الواقعية تتكرر

هذا هو الموضووووووووووووووووووووووووووووع

مابالكم ؟ لست من داعش ولاداعش مني داعش تقتل وتحارب ليست وحدها لو اقتصر الأمر على

داعش لهااااااااااااااان الأمر هناك الباعث والمحرض

الارهاب الرسمي والدولي لايمكنه بتااااااااتا محاربة ارهاب جماعات وأفراد

مفهوووووووووووووووووووووووم

اخر الافلام

.. وصول البابا تواضروس الثاني للكاتدرائية المرقسية بالعباسية ل


.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي




.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة




.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟