الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض عناصر الوضع الثقافي بالمغرب

عبد الكريم اوبجا

2016 / 7 / 29
المجتمع المدني


يشهد الوضع الثقافي بالمغرب حالة من التردي الفظيع جراء السياسات العمومية المطبقة من طرف الدولة و المتسمة بتكريس الجهل و الأمية و التخلف. فالمعدل العام للأمية بلغ نسبة 32 % و 41.9 % عند النساء و 47.7 % في العالم القروي (إحصائيات 2014)، في الوقت الذي يتبجح فيه واضعو "الميثاق الوطني للتربية و التكوين" بالعمل على تقليص نسبة الأمية إلى حدود 20 % في 2010 في أفق القضاء التام عليها في 2015. كما أن نسبة السكان المغاربة الذين هم بدون مستوى دراسي بلغت 45 % و فقط 21.2 % مستواهم ابتدائي و 12.3 % إعدادي و 10.2 % تأهيلي و 08 % عالي (إحصائيات 2014).

و بالنسبة للميزانية المخصصة للثقافة بالمغرب فهي في تقلص مطرد حيث تحولت من 569 مليون درهم (55.7 مليون دولار) في 2009 إلى 374 مليون درهم (36.6 مليون دولار) في 2012 ثم 250 مليون درهم (24.4 مليون دولار) في 2014، ما يعادل 0.14 % من مجموع الميزانية العامة للدولة في 2012 و بعيد جدا عن 1 % الذي توصي به اليونسكو. و بالمقارنة مع الدول المجاورة كالجزائر و مصر و تونس، نلاحظ أن ميزانية الثقافة بالمغرب جد متخلفة حيث تبلغ نظيرتها في الجزائر 257.9 مليون دولار و في مصر 170.8 مليون دولار و في تونس 112.2 مليون دولار خلال سنة 2012.

و في الوقت الذي يغيب فيه الاهتمام الفعلي بمجالات القراءة و الكتاب و الإبداع الثقافي و الفني و الأدبي و صقل المواهب و ترسيخ الفكر العلمي و النقدي و الانفتاح على القيم الكونية و الإنسانية، تواصل الدولة سياسة تمييع الحياة الثقافية و الفنية و دعم المهرجانات الصاخبة التي يتم فيها تبذير المال العام و تدجين المواطنين/ات، حيث بلغت نفقات مهرجان موازين 80 مليون درهم و مهرجان فاس 20 مليون درهم و مهرجان تطوان 10 ملايين درهم و مهرجان تيميتار 12 مليون درهم، و في المجموع 150 مهرجان تبذر سنويا ميزانية قدرها 290 مليون درهم (29 مليار سنتيم) حسب إحصائيات 2012.

أما بخصوص التنوع الثقافي و التعدد اللغوي بالمغرب، فما تزال وضعية اللغة و الثقافة الأمازيغية في تراجع مستمر في مجالات التعليم و الإعلام و الإدارة و جميع مناحي الحياة العامة، و لا تقوم السياسة الممنهجة من طرف الدولة إلا على المزيد من تهميش الأمازيغية. فتدريس الأمازيغية منذ 2003 لم يصل بعد إلى مرحلة التعميم الأفقي و العمودي الشامل بل ظل مشروعا متوقفا و شبه مشلول و خارج اهتمامات البرنامج الحكومي و القطاعي. أما عن القناة الثامنة "تمازيغت" التي انطلق بثها منذ 2008 فغلافها الزمني لم يتجاوز بعد 12 ساعة في اليوم، و طبيعة البرامج التي تقدمها القناة تفتقد للجودة و الاحترافية و تعيد إنتاج ثقافة الخنوع و التدجين السائدة. و فيما يخص "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" و منذ 2002 لازال دوره استشاريا و لم يرتقي بعد إلى مستوى مؤسسة مستقلة ماليا و إداريا. أما عن ترسيم الأمازيغية في دستور 2011 فكان بشكل تراتبي و مع وقف التنفيذ نظرا لاشتراط الأجرأة و التفعيل بصدور قانون تنظيمي قد يكبل إدماج الأمازيغية لعقود أخرى من الزمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هناك أزمة لدى المثقفين أنفسهم
عبد الله اغونان ( 2016 / 7 / 30 - 20:29 )
بغض النظر عن الانفاق على الثقافة

فان المثقفين ليس لديه ابداع حتى في الابداع الأدبي

هناك كسل وفراغ لاتتحمل الدولة وحدها وزره

الشعر تقريبا ميت باردعبارة عن نثر فج

الرواية ليس لدينا تميز في الشكل والموضوع

في المسرح يسود التهريج والنقل الحرفي

أما في العلوم فلا ابداع مطلقا

اخر الافلام

.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق