الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شروط صيرورة الامة

وليد يوسف عطو

2016 / 7 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



المقال يبحث في شروط تحقق الامة , اية امة كانت , وعلى وجه التخصيص الامة العراقية . مفهوم الامة الذي يتضمنه مقالي لاعلاقة له بمفهوم الامة في القران .
كلمة العراق جاءت من كلمة ( اوروك ). وسمي العراق بلاد مابين النهرين و ميزوبوتاميا .وهو مفهوم جغرافي – ديموغرافي – انثروبولوجي ولا علاقة له بالحدود السياسية والسيادية للدول .

شروط تحقق الامة :
1 – وحدة الارض والماء : وفي حالة العراق وحدة حوضي دجلة والفرات من شمال الموصل وانتهاءا بمصب شط العرب في الخليج العربي .وكان العراق يضم حتى عهد قريب امارة الكويت والاحواز . ومن هنا جاء المثل العراقي الشهير :
(ماكو ورا عبادان قرية ) اي ان عبادان تمثل نهاية العراق في اقصى الجانب الشرقي من العراق .

لقد كانت مساحة العراق تكبر وتصغر بحسب قوة الدولة . فالسومريون وصلوا لى قطر والبحرين والبابليون وصلوا الى حدود مصر . وضم الاشوريون ارمينيا الى املاكهم .لكن يبقى العراق من ناحية جغرافية وسكانية وانثروبولوجية هو يمثل وحدة حوض دجلة والفرات .ولم تكن الجبال من ضمن العراق لانها ليست جزء من حوض دجلة والفرات .

لم تستطع الانظمة المتعاقبة على العراق دمج الاكراد ثقافيا واقتصاديا ونفسيا بالمجتمع العراقي .

2 – اهمية طرق المواصلات:

ان وجود السكك الحديدية والطرق المعبدة والجسور والنقل المائي والجوي يعمل على سهولة تنقل المواطنين وبحثهم عن فرص للعمل ويعمل على التبادل السلعي وخلق دورة اقتصادية .وهي من شروط تشكل الامة . فالفلاح يسوق منتجاته الزراعية الى المدينة ويقوم بالمقابل بشراء حاجياته من المدينة وبذلك تكتل الدورة الاقتصادية القائمة على المنفعة والمصلحة .

3 – الوحدة السياسية والارادة السياسية

كل دولة لاتمتلك ارادة سياسية ولا وحدة سياسية تكون غير قادرة على تشكيل الامة .فالعراق وسوريا واليمن وليبيا اليوم لايمتلكان الوحدة السياسية لذا لاتستطيع هذه الدول تشكيل امتها الخاصة بها.

4 – الاقتصاد الموحد والعملة الموحدة من شروط صيرورة الامة
5 – من عناصر تشكل الامة هو التاريخ المشترك وذاكرة الامة , لذا عمل الاحتلال الامريكي على نهب المتاحف العراقية وسرقة المواقع الاثارية وتخريبها , وسرقة ارشيف الاذاعة والتلفزيون وارشيف مكتبة الوثائق العراقية – المكتبة الوطنية.

6 – لايدخل في صيرورة تشكل الامة : العرق واللغة والدين والمذهب والابجدية وجداول الانساب.فقد تتغير ديانة الامة او تتعدد , وتتغير لغتها وابجديتها او تتعدد , لكن الامة تبقى هي نفسها .لذا نصل الى استنتاج هام وهو انه لايوجد في واقع الامر امة عربية . العرب مجموعة دول تختلف في انظمتها السياسية والاقتصادية وفي ثقافاتها وفي وجود اعراق واقليات كبيرة فيها . لذا لايمكن للعرب ان يشكلوا امة واحدة . ان مفهوم الامة العربية مفهوم اسطوري.

كما لايوجد امة كردية واحدة ولكن يوجد صيرورة لتشكل امة كردية في اقليم كردستان العراق , سيتم استكمال صيرورتها حقا بعد انفصالها واستقلالها عن العراق . ولكن هذه الامة الكردية الجديدة لاعلاقة لها باكراد ايران وتركيا وسوريا .في تركيا امة تركية يشكل الاكراد جزء من هذه الامة وكذلك نفس الامر ينطبق على اكراد ايران وسوريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التشرذم العراقي
nasha ( 2016 / 7 / 30 - 13:29 )
نقطة مهمة أهم من كل النقاط التي ذكرتها في المقال اخ وليد وهي الإيمان بالمصلحة المشتركة وقبول الشراكة بين معظم سكان الوطن الذي تتشكل منه الامة أو الدولة .
العراقيين اليوم لا يؤمنون بالشراكة بالوطن بل بالعكس تماما .
الوطنية اله يجب أن يحترم أكثر من احترام اله الطائفة أو اله الدين أو اله العرق
تحية


2 - الاكراد
محمد البدري ( 2016 / 7 / 30 - 22:04 )
يقول نتاشا في تعليقه -الوطنية اله يجب أن يحترم أكثر من احترام- خوفي ان تكون عدوي عدم احترام الوطنية والتي يروجها الاسلام كدين والعروبة كعرق قد تمكنت من العراقيين. فالوقت لازال في صالح العراقيين لجعل اكراد العراق جزءا عضويا من ارض العراق التاريخية ويساعدهم انكشاف الاسلام وعرب الجزيرة بكل انحطاطه و انحطاطهم في ضرب جميع الثقافات والاعراق والهويات التي عاشت التاريخ الانساني علي ارض العراق. فسويسرا تتكلم اربع لغات، وكندا لغتين والامثلة كثيرة علي تعدد الهويات علي الارض الواحدة. فما بالنا ووطن تستمد العراق اسمها منه. تحياتي واحترامي للفاضل العزيزعطو


3 - الامة تتبع الاله
nasha ( 2016 / 7 / 31 - 03:11 )
لكل انسان على وجه الأرض اله فردي خاص به
ولكل مجموعة بشرية دينية أو عرقية اله خاص بها يخصها وحدها
ولكل وطن من الأوطان اله خاص به وحده
ولكل مجموعة أوطان اله خاص بها لوحدها
وللإنسانية اله واحد اسمه الانسانية
الشعب العراقي والشعوب الشرق أوسطية فقدت إيمانها بالالهة الحالية والالهه السابقة وهي الآن في مرحلة البحث والتنافس على آلهة جديدة تلائم مصالحها.
إنه مخاض لولادة آلهة جديدة أو تحديث الإلهة القديمة.
تحياتي


4 - الاخ ناشا المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 7 / 31 - 14:12 )
الايمان بالمصلحة المشتركة وقبول الشراكة تتحصل من العلاقات التي تجمع المجموعات السكانية عن طريق علاقات الاقتصاد والمنفعة والمصلحة حيث تولد طرق المواصلات سوقا للتبادل السلعي والتجاري لذا فبرغم اختلاف الاديان والقوميات واللغات الا انهم يجمعهم المصلحة المشتركة والتي لاتتولد بالتمنيات بل عن طريق المصالح ..

شكرا على حضورك الدائم..


5 - الاستاذ محمد البدري المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 7 / 31 - 14:14 )
اتفق معكم في التحليل..

اسعدني مروركم على مقالتي ..

نلتقيكم على مسارات فكرية جديدة..

اخر الافلام

.. بعد مصرع رئيسي.. هذه تحديات كبرى تواجه إيران ! | الأخبار


.. سر من أسرار محمود وبيسان.. كيف تطورت علاقتهم؟ ????




.. انتخابات مبكرة وإدارة انتقال مضطرب.. امتحان عسير ينتظر إيران


.. جنوب لبنان.. حزب الله ينعى 4 من عناصره ويهاجم مواقع إسرائيلي




.. إعصار الجنائية الدولية يعصف في إسرائيل | #التاسعة