الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الوشائِج التي تجمعنا
امين يونس
2016 / 7 / 31المجتمع المدني
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/feea5e71-f95a-457e-bbcc-eb059e0023ba.jpg)
خلال شهرٍ واحدٍ ، من تواجدي في أوروبا ، شاركتُ في أربعة مجالس تعزية ، إثنان منها في برلين وواحد في السويد والآخر في ضواحي هامبورغ . لفتَ إنتباهي ، في إحدى تعزيَتَي برلين ، بأن الحضور كان مُختلطاً من الرجال والنساء ، وتلك نقطة إيجابية ، وكذلك كانتْ المعجنات والحلويات مفروشةً على الموائد وقُدِم الشاي أيضاً . وأن التعزية تستغرق حوالي الثلاث ساعات فقط وليومٍ واحد . علماً بأنها اُقيمتْ في إحدى المراكز الثقافية ، وكانت صورة عبدالله أوجلان تتصدر جدار قاعة المركز ، مع صور بعض شُهداء حزب العُمال . شئٌ جيد ، ان تُوّفِر المراكز الثقافية ، هذه الخدمة الإجتماعية لإقامة التعازي . ومن المُريح ان تكون المراسم بسيطة ومُختصرة ولا تُحّمل العوائل المعنية ، أعباءاً مادية ومعنوية كبيرة لا معنى لها .
يارَيت أن نستفيد هنا ، في الأقليم ، من تجربة التعازي " الأوروبية " المُختَصرة ! .
إصطحبني صديقي البرليني صباح يوم 10/7، بسيارته ، متوجهاً الى هامبورغ ، ولقد ناسَبَني الأمر لعدة أسباب ، منها المُشاركة في تعزية قريبهِ هناك ، ورُؤية مدينةٍ جديدة بالنسبة لي وكذلك التمتُع بالطريق السريع ! . علماً ان هنالك سبباً أهَم من كُل ما تقّدَم ، وهو فُرصة الإلتقاء بصديقي المقيم قُرب هامبورغ ، الكاتب المبدع والنصير الشيوعي القديم " صباح كنجي " .
حادثٌ على الطريق السريع ، تسّببَ في تأخُرنا أكثر من ساعة ، وكذلك عدم سماح صاحب التعزية ، بمُغادرتنا ، إلا بعد تناول الغداء في المطعم .. مما جعل وقتنا ضيقاً ( حيث ان صديقي الذي إستصحبني كان يُريد العودة إلى برلين قبل بدء المباراة الختامية في كرة القدم بين ألمانيا والبرتغال ! ) .
على أية حال إلتقينا بصديقي صباح بعد الإستعانة ب الجي بي إس ، في المركزالثقافي القريب من المحطة الرئيسية ، حيث كان ينتظرنا بعد إنتهاء ملتقاهم الإسبوعي .
كانتْ المائدة التي تضُم تلك المجموعة الطيبة ، إضافةً إلى صباح ، كُل من الدكتور غالب العاني ، الذي سبق وأن تعرفتُ عليهِ قبل سنتَين في برلين ، تلك القامة الوطنية الشامخة ، بتواضعه وطيبته / والدكتور ضياء الشكرجي ، حيث سعدتُ بالتعرف إليهِ وجهاً لوجه ، ذاك المثقف العراقي الكبير / والأستاذ العزيز ستار الوندي ، الذي أعرفه منذ زمن / والسيدان المحترمان صباح بورياب وعامر الحبوبي ، كما أظُن / وشابَين أعتقد أحدهما من بحزاني والآخر من الموصل .
دارَ الحديث عن الوطن وأوجاعه ، وتبادلنا الآراء والأفكار والرؤى .. حقاً كانَ لقاءاً ممتعاً بالنسبة لي ، مع كُل هذهِ الشخصيات المُحترمة ، من ذوي التجارِب والخبرات الطويلة . فعندما يلتقي العراقيون ولا سيما المثقفون والمهتمون بالشأن العام ، تكون الهموم قاسمهم المُشترك . جميلٌ الجلوس مع نُخبةٍ تعرفُ أنتَ ، مدى أصالتهم وتدركُ مزاياهم الكثيرة ... لكن الذي حّزَ في نفسي ، هو قُصر مُدّة اللقاء . حيثُ كنتُ مُضطراً للمُغادرة " بسبب رغبة صديقي في العودة الى برلين ، وإرتباطي أيضاً بموعدٍ صباح اليوم التالي " . فوّدعناهم ، رغم إلحاحهم علينا ، بالبقاء .
فاصِل :
كّنا عشرةً في تلك الجلسة القصيرة في هامبورغ ، تجمعُنا وشائِج مُهّمة : الفكر اليساري عموماً / التمدُن والعلمانية في خطوطها العريضة / الإنسانية برحابتها . رُبما ، بل على الأرجَح ، ضّمَ جمعنا ، كُل المكونات العراقية بتلاوينها القومية والدينية والطائفية .. لكننا كُنّا مُنسجمين تماماً .
هل يمكن التغلُب على النهج الطائفي البغيض لأحزاب الإسلام السياسي ؟ هل من الجائِز وقف إمتداد الطروحات القومية الضّيِقة ؟ نعم ... بتثبيت وتوسيع الوشائِج التي تجمعنا : التمدُن والعلمانية والإنسانية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال
![](https://i4.ytimg.com/vi/N5IqagTs-oA/default.jpg)
.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ
![](https://i4.ytimg.com/vi/U4nzsowBQXA/default.jpg)
.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا
![](https://i4.ytimg.com/vi/FPxdqmAoitM/default.jpg)
.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟
![](https://i4.ytimg.com/vi/OsiGdpgiX64/default.jpg)
.. صور أقمار صناعية تُظهر إخلاء خيام النازحين من المنطقة الإنسا
![](https://i4.ytimg.com/vi/Fqhy3apJnKI/default.jpg)