الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم الآشوريين الجدد سيباري بريطاني وليس آشوري

موفق نيسكو
(Mowafak Nisko)

2016 / 7 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


علم الآشوريين الجدد سيباري بريطاني وليس آشوري

من الحقائق الثابتة أن الآشوريين الحاليين هم سريان شرقيين لا علاقة لهم بالآشوريين القدماء سوى انتحال الاسم الذي أطلقهُ عليهم الانكليز سنة 1886م لأغراض سياسية استعمارية، وقد بَيَّنا ذلك في أكثر من مقال، أهمها كيف سَمَّى الانكليز السريان النساطرة آشوريين في سبعة أجزاء، وغيرها.

بعد أن قام الانكليز بتسمية قسم من السريان المشارقه آشوريين، صَدَّقَ السريان النساطرة (الأشوريون ) أنهم أحفاد الآشوريين القدماء، وبدؤوا منذ بداية القرن العشرين بعمل سياسي مكثف وشكَّلوا أحزاباً سياسية قوية وخاصة في أمريكا واستراليا، وشرعوا بتغير كل كلمة سرياني أو نسطوري من كتبهم التاريخية إلى آشوري، وذلك بإضافة حرفي as إلى كلمة سرياني وبالانكليزي فقط لكي تصبح آشوري مقتبسين ذلك من الانكليز الذين بدؤوا بتغير الاسم من سجلاتهم وتواريخهم منذ سنة 1870م، وفي سنة 1876م أرسل كامبل تايت رئيس أساقفة كارنتربري بعثة إلى السريان النساطرة سمَّاهم لأول مرة آشوريين، كما شرع السريان الشرقيين (الآشوريين) بتزوير أسماء القواميس واللغة السريانية الآرامية وتسميتها آشورية...الخ مثل مطران استراليا زيا ميلتس، وبدء التعصب يظهر بين صفوفهم بشعارات منها إني ولدت آشورياً قبل أن أولد مسيحياً، وآشور ربنا، لدرجة أن بعض رجال الدين منهم مثل الكاهن برخو اوشانا الذي يفضِّل أن يُسمَّى آشوري وليس مسيحي، حيث كتبَ مقالاً (ليتهم يسمونا باسمنا القومي الآشوري، لا المسيحي).

في سنة 1968م تأسس حزب الاتحاد الآشوري العالمي( (AUA) الذي شرع باستعادة بعض الرموز العراقية القديمة ومنها عيد اكيتو الذي تم الاحتفال به لأول مرة في التاريخ الحديث سنة 1970م، علماً أن ذاك العيد هو أساساً سومري ومارسه الأكديون والبابليون قبل الآشوريين القدماء .

لما كان العمل السياسي يتطلب وجود علم خاص به فقد قام السريان الشرقيين الذين سمَّاهم الانكليز آشوريين بتصميم علم خاص بهم يمثل الآمة الآشورية المفترضة المنقرضة، وبما أنَّ الآشوريون هم سريان ولا علاقة لهم بالآشوريين القدماء وليس لديهم معلومات كافية ووافية عن تاريخ وآثار الآشوريين القدماء سوى انتحال الاسم الآشوري، وجرياً على نفس سياق تحديد عيد اكيتو، فقد قام الآشوريون سنة 1974م بتصميم علم لهم مقتبسين التصميم من إحدى قطع الآثار القديمة ظناً منهم أنه رمز آشوري، ثم قاموا باستعمال هذا العلم بكثرة وفي كل المناسبات وبطريقة مركَّزة محاولين فرضه على بقية المسيحيين في المنطقة كالسريان والكلدان وغيرهم دون أن يعلموا انه ليس آشوري.


قام بتصميم هذا العلم أحد السياسيين الآشوريين من مدينة طهران الإيرانية واسمه جورج اتانوس (Atanus George)، وذلك في المؤتمر السادس للحزب المذكور الذي عُقد في مدينة Yonkers الأمريكية ولاية نيويورك سنة 1974م.

إن العلم الآشوري الذي صممه جورج اتانوس ليس آشورياً، بل هو لوحة أثرية سيبارية تمثل إله الشمس اكتشفها هرمز رسام مساعد ومترجم الانكليزي هنري لايارد أثناء إجرائه حفريات سنة 1881م في مدينة سيبار العراقية (تل أبو حبة ) شمال بابل، والنجمة التي فيها هي رباعية وليست ثمانية التي اشتهرت بها الدولة آشورية القديمة، وهذه القطعة الأثرية موجودة في المتحف البريطاني، علماً أن الانكليزي هنري لايارد يُسمَّى أبو الآشوريين الجدد.

إن هذا الأثر المكتشف اسمه Tablet of Shamash لوحة الشمس، ويعود إلى عصر سلالة بابل الثامنة وملكها نابو أبا أدنا (855-888 ق.م.)، وهذا الملك البابلي بالذات كان قوياً ومشهوراً بحيث لم يستطيع الملك الآشوري آشور ناصر بال الثاني المعاصر له بالتدخل في شؤونه، الأمر الذي فسح المجال لنابو أدنا لتعمير ما خربه الآراميون، ومنها إعادة بناء معبد الإله شمس في سيبار والتي تم اكتشاف تلك اللوحة التي تخلد أعمال نابو أدنا (طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، بغداد 1973م ص464)، علماً أن إله الشمس لم يكن محصوراً بالآشوريين بل بأمم كثيرة كالأموريين والآراميين وغيرهم، فقد عثر على إله الشمس في آثار مدينة حماه في عصر الملك الآرامي زاكور (785ق.م.)
http://2.bp.blogspot.com/-Q-Raxekdgx0/UKdPA76_dAI/AAAAAAAAAN0/xOwEQtYk0F0/s1600/Shamash%5B1%5D.jpg

وما قام به جورج اتانوس هو إضافة رمز آشوري في أعلى اللوحة السيبارية آخذاً إيَّاه من أثار قصر الملك الآشوري سرجون الثاني (721-705 ق.م.).

http://www.atour.com/media/files/forums/20120501AIM083708.jpg

أمَّا بالنسبة للألوان التي في العلم الآشوري فقد اقتبسها جورج اتانوس من العلم البريطاني ليثبت فعلاً أن الانكليز سَمَّوا السريان النساطرة آشوريين.

لاحظ العلمين الآشوري والبريطاني
العلم الآشوري
https://i.ytimg.com/vi/i842dtANcX8/hqdefault.jpg
العلم البريطاني
http://g01.a.alicdn.com/kf/HTB1odNrHVXXXXcYXFXXq6xXFXXX7/---union----Jack-font-b-Flag-b-font-England-font-b-British-b-font-United-Kingdom-UK.jpg


أن كنيسة المشرق في التاريخ اسمها الكنيسة السريانية الشرقية، أو النسطورية، أو الفارسية لأنها نشأت في قطسيفون المدائن التي كانت عاصمة الفرس، ثم أصبحت مملكة المناذرة في الحيرة العربية أهم معاقل الكنيسة، والجدير بالذكر أن تسميتها بالآشورية تمت أيضاً في لندن في 17 تشرين أول 1976م عندما اختير البطريرك دنحا الرابع بطريركاً للكنيسة في لندن، حيث كانت لديه طموحات وتوجهات قومية أكثر منها كنسية اسوةً بأسلافه منذ سنة 1903م، وبدعم من الانكليز على غرار فلسطين ووعد بلفور لإقامة منطقة مستقلة شمال العراق بحجة أنهم أحفاد الآشوريين القدماء، لذلك قرر أبدال اسم الكنيسة بالآشورية معتقداً أن العالم سيتفهم ويوافق مباشرةً على ذلك لشهرة الدولة الآشورية القديمة، علماً أن أهم سمة وثقافة اشتهرت بها الدولة الآشورية القديمة هو القتل والدم، وكلمة آشور أصلاً هي صيغة عبرية يهودية لا سريانية ولا عربية التي هي أثور. (راجع مقالنا كلمة آشور صيغة عبرية لا عربية ولا سريانية).
وشكراً
موفق نيسكو
المصادر
:1British Museum. Dept. of Western Asiatic Antiquities--- Richard David Barnett--- Donald John Wiseman (1969). Fifty masterpieces of ancient Near Eastern art in the Department of Western Asiatic Antiquities, the British Museum. British Museum. p. 41. Retrieved 9 April 2011.

:2Hormuzd Rassam (1897) Asshur and the Land of Nimrod: Being an Account of the Discoveries Made in the Ancient Ruins of Nineveh, Asshur, Sepharvaim, Calah, etc. Curts & Jennings.

:3Stefan Zawadzki (2006). Garments of the Gods: studies on the textile industry and the Pantheon of Sippar according to the texts from the Ebabbar archive. Saint-Paul. pp. 142–. ISBN 978-3-7278-1555-3. Retrieved 10 April 2011.

:4British Museum Collection.

:5L. W. King (1912). Babylonian boundary-stones and memorial-tablets in the British Museum: with an atlas of plates. Retrieved 9 April 2011.

:6Ḥ---evrah ha-ʻ---Ivrit la-ḥ---aḳ---irat Erets-Yiś---raʼ---el ṿ---e-ʻ---atiḳ---oteha (2003). Erets-Yiś---raʼ---el: meḥ---ḳ---arim bi-yediʻ---at ha-Arets ṿ---e-ʻ---atiḳ---oteha, pp. 91-110. ha-Ḥ---evrah ha-ʻ---Ivrit la-ḥ---aḳ---irat Erets-Yiś---raʼ---el ṿ---e-ʻ---atiḳ---oteha. ISBN 978-965-221-050-0. Retrieved 9 April 2011.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah